أحمد سامي يكتب: توصيات مؤتمر الشباب كرة في ملعب الرئيس

مقالات الرأي

بوابة الفجر


خطوة جيدة أن تقيم الدولة متمثلة في رئيسها عبد الفتاح السيسي، المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ، والذي رآه الكثيرون عرسًا جديدًا يحدث للمرة الأولى، في مصر، في ظل موجة التردي الاقتصادي، التي تعاني منها البلاد.


فعلى مدار 3 أيام مضت، عقدت حلقات نقاشية وجلسات، للاستماع إلى أطروحات ورؤى وأفكار الجيل الذي عانى وما زال يعاني تهميشًا حتى يومنا هذا، وسط استماع الرئيس والحكومة باهتمام لصوته، والرد عليه، في مشهد أشاد به الكثيرون، ورأوا أنه بداية حقيقية للتصالح مع الشباب وإشراكهم في صنع القرار، ولو بقدر ضئيل أفضل مما مضى.

 

وأشاد الكثيرون بذلك المؤتمر، وبمشاركة الرئيس السيسي، للشباب وسماعه لأطروحاتهم ورؤاهم لحل المشاكل، في المجالات المختلفة السياسية والرياضية والإعلامية، وسط حضور عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

 

كل هذا جيدًا، ولكن حتى لا نكون سطحيين في تناول الأمور، ونكتفي انبهارًا بشكل المؤتمر والصورة المضيئة التي رأيناها، وحتى نحقق فائدة منه، ومن أموال كثيرة صرفت عليه، على الرئيس والحكومة تنفيذ ما آل إليه المؤتمر الذي أضحى حديث الرأي العام في الفترة الأخيرة، من توصيات حتى يكون مثمرًا.

 

فعلى الرئيس والحكومة الالتفات إلى توصيات منها إنشاء هيئة مستقلة، ومركز إبداعي للمشروعات وتعديل التشريعات القانونية دعمًا للاستثمار، من أجل جذب استثمارات، تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي ودفع عجلة الإنتاج.

 

كذلك ينبغي التأكيد على وصول الدعم لمستحقيه، ودراسة تحويل الدعم العيني إلى نقدي، حتى تتحقق العدالة الاجتماعية المرجوة، التي بها يمكن للرئيس أن يكسب شعبية كبيرة، وضمان شريحة عريضة من الشعب، وكذلك رفع قدرة الإنتاج وتنفيذ برامج الإصلاح المتكاملة لعلاج أزمة سعر الصرف.

 

أيضًا من أهم التوصيات المهمة التي خرج بها المؤتمر، إنشاء هيئات مساعدة للوزراء من الشباب، من شأنها العمل على تقديم رؤى مختلفة وأفكار جديدة بإمكانها القضاء على الروتين والبيروقراطية.

 

توصية مهمة أيضًا ينبغي على الحكومة والرئيس وضعها في عين الاعتبار، وهي التأكيد على زيادة الوعي السياسي للشباب بكل السبل الممكنة، والعمل على تجهيز دراسات وافية عن احتياجات سوق العمل من التعليم، وربط احتياجات المشروعات القومية بسوق العمل، وتفعيل دور هيئة جودة التعليم والاهتمام بالمعلم بما يكفل له أداء رسالته.

 

كما أنه من التوصيات المهمة التي آراها كشاب واجبة النفاذ وفي تحقيقها بحكمة ودقة فائدة كبرى، إطلاق المشروع القومي لتأهيل شباب الدعاة، حتى نخرج جيلًا جديدًا من الدعاة القادرين على مواجهة الأفكار المتطرفة، ومقاومة الحجة بالحجة.

 

وسرعة إصدار القوانين المنظمة للإعلام، وإنشاء نقابة للإعلاميين، حتى نحجم الانفلات الإعلامي الذي أصبح كرة ملتهبة تحرق الجميع، وهو ما ظهر جليًا وشاهدناه من الهجوم الضاري من قبل الإعلامين في وسائل الإعلام المختلفة على السعودية مؤخرًا، بعد وقف شركة أرامكو السعودية تصدير النفط إلى مصر، وهو ما أشار إليه الرئيس بقوله إننا بكلامنا أذينا دولة صديقة، ولا أعتقد أنه يقصد غير تلك.

 

أيضا من التوصيات المهمة جدًا، البدء في دراسة كيفية عودة الجماهير للملاعب، ولا أجدها صعبة، بدليل حضور الجماهير في نهائي دوري أبطال أفريقيا بين ناديي الزمالك وصن داونز الأفريقي، على استاد برج العرب، وظهورها بشكل حضاري مشرف بدون خروج عن القواعد التي اشترطتها الأجهزة الأمنية، لأن في عودة الجماهير رسالة إلى الخارج قبل الداخل باستقرار الأوضاع الأمنية وقدرة مصر على تحقيق الأمن بالشكل الذي تريده.

 

أيضًا لابد من الأخذ بتوصية، تنمية الصعيد وتعمير سيناء، وإطلاق برامج توعية صحية لأضرار المخدرات وإصدار تشريعات رادعة للهجرة غير الشرعية، وتشديد الرقابة على المصنفات الفنية وتفعيل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ووضع آلية لمتابعة تنفيذ توصيات هذا المؤتمر.

 

كما أنه مهمًا العمل على زيادة الوعي الثقافي والاعتزاز بالتراث الثقافي، والاهتمام بالأفلام الوثائقية، وبيوت الثقافة والبيت الفني للمسرح.

 

ختامًا.. مؤتمر بدون تنفيذ توصيات، هو مجرد حبر على ورق، وأرى أن توصياته لو تحققت فعلًا، وأخذ بها الرئيس وحكومته، لأسكت الكثير من المعارضين واستحق عن جدارة لقب (الرئيس الداعم للشباب)، وسيكون خطوة جيدة منه بعد الخطوة السابقة بإطلاقه عام الشباب، لذا أرجو منه والحكومة العمل على تنفيذ تلك التوصيات، بشكل جاد وبأسرع وقت، لنغير من نظرة الخارج لنا بأننا دولة أقوال لا أفعال.


كما أن خطوة مثل إطلاق سراح شباب لم يشارك في أعمال عنف أو إرهاب، ومراجعة ملفاتهم والمقبوض عليهم بسبب قانون التظاهر لمجرد إظهارهم الاعتراض على أمر ما، وكذلك الصحفيين المقبوض عليهم بسبب الرأي، أمر جيد وسيحسب للرئيس والحكومة، وقتها نتأكد جميًعا أن المؤتمر الوطني الأول للشباب جنى ثماره، ولم يكن مجرد بروباجاندا وفرقعة إعلامية.