مصطفى أبوالعينين: إنعاش الضمير بدلا من القلب

ركن القراء

الضمير المنفصل يمكن
الضمير المنفصل يمكن إنعاشه - أرشيفية


عندما يتوقف القلب عن العمل يتدخل أطباء الرعاية على وجه السرعة لمحاولة إنعاشه بإعطاء أدوية للمريض مع عمل تنفس صناعي محاولة أن يرجع القلب إلى عمله وترجع الدورة الدموية كما كانت وإن نجحت المحاولة تتم مرحلة ما بعد الإنعاش للحفاظ على جميع الأجهزة والتأكد من سلامتها إلى أن يتم خروج المريض من الرعاية سالما إلى أسرته، فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

وإذا كان هناك إنعاش للقلب، فهل هناك إنعاش للضمير كي يعود سالما للإنسان؟ وهل هناك أدوية تعطى وقبلة الحياة للضمير كي يعود لله تعالى، فيراقب الله ويخشاه في السر والعلن؟ الإجابة نعم.

فالضمير هو تلك القوة الروحية التي تحكم مواقف الإنسان وتفكيره، فتجعله يميز الخطأ من الصواب، وما هو حق وما هو باطل، وتترجم إلى سلوكيات، وهو منحة من الله عزّ وجلّ للإنسان ليهديه إلى طرق الخير ومبادئ وقيم من عدالة.. وأخلاق.. وتواضع.. واستقامة، وكلما هو صالح داخل كل إنسان بحيث يمكن للإنسان إذا ما اتبع ضميره أن يصل إلى حالة من الصفاء الكلي.

وهو يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة فالضمير كالروح سر من أسرار الكون لا يعلمه إلا الله.

فالضمير إما أن يكون متصلا بالله لا يحتاج إلى إنعاش أو منفصلا عنه فيمكن إنعاشه لأنه مليء بالصفات المذمومة، لأن الضمير الحي يوخز صاحبه في أي أمر به شبهة، فيعود إلى رشده مثل الآلام التي يحس بها مريض الذبحة الصدرية عند يعمل مجهودا فيسرع بأخذ الدواء فتزول الآلام، هكذا الضمير يوقظ صاحبه فيرجع إلى رشده.
فالضمير المنفصل يمكن إنعاشه بحقن الصدق ووضعه على جهاز الاستقامة. 
اللهم أحي ضمائرنا واجعلها دائما متصلة بك لكي تنعش دائما.
 
كتب: دكتور مصطفى أبوالعينين
أستاذ الرعاية المركزة والتخدير بطب الأزهر