محمد جودة يكتب: لانريد دحلان رئيسا.. ولكن لا تدمروا علاقتنا مع دول الجوار

ركن القراء

النائب محمد دحلان
النائب محمد دحلان - أرشيفية


مرة أخري تعود الأنظار وبشكل لافت لما يجري علي الساحة الداخلية الفلسطينية من حالة حراك واستقطاب وأفعال وردود أفعال بين النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان والرئيس الفلسطيني محمود عباس وما تبعها من جولات مكوكية قام بها الأخير لأنقرة ومن ثم الدوحة لمد يده لحركة حماس من أجل مصالحة مزعومة وقطع الطريق علي التوغل الدحلاني في قطاع غزة .

حقيقة الأمر أن الصراع الداخلي الذي تعيشه حركة فتح في هذه الآونة بين تيارين باتا واضحين علي الملأ وصل لمرحلة كسر العظم وأرسي بظلاله ليس علي الفتحاويين فحسب بل علي الحركة الوطنية جمعاء وفتح شهية وسائل الاعلام لتلقي بظلالها علي الخلاف العباسي الدحلاني وتغذيه حسب ما يخصها ويهمها ويتوافق مع سياستها وتطلعاتها وهذا ما أثر علي الشعب الفلسطيني ذهنياً وتحديدا في قطاع غزة والذي هو أكثر المتضررين مما يجري من تصارع وخصومة بين الطرفين ، لاسيما في ظل حالة الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس ومحاولة الاخيرة استثماره لما يخدم مصلحتها ويعزز من نفوذها داخل القطاع .

وهنا لابد من التركيز علي نقطة غاية في الأهمية وهو الدور الإقليمي في المنطقة وتحديدا مصر والأردن وموقفهم تجاه ما يجري من حراك وتنافس حامي الوطيس بين تياري عباس ودحلان ، لاسيما أن مصر والأردن يهمهم تماماً أن يجدوا حركة فتح واحدة موحدة قوية وعفية وعلي قلب رجل واحد ، ولذلك لا أعتقد أن القضية بالنسبة لهاتين الدولتين قضية مرتبطة بشخصية معينة تريد فرضها علي حركة فتح والشعب الفلسطيني ليقود الحركة ولكني أجزم أن مصلحة هاتين الدولتين هي فيمن تختاره حركة فتح وجماهيرها ليكون رئيساً لها بغض النظر إذا كان عباس أو دحلان أو غيرهما وهذا ما عهدناه دوماً من هاتين الدولتين الشقيقتين الأكثر حرصاً علي الدوام علي القضية الفلسطينية وحركة فتح ، لذلك كان واضحاً حين اجتمعت الرباعية العربية في القاهرة بوفد قيادة حركة فتح لعرض ورقة التفاهمات المتعلقة بالمصالحة الفتحاوية والوطنية كان الحديث أن تجري كل الاستحقاقات التنظيمية والوطنية تحت إطار ورئاسة أبو مازن كرئيس شرعي لحركة فتح والفلسطينيين وهذا يدل أن مصر والأردن يعترفون بأبومازن ويحترمون مكانته ويقدرون دوره ويريدون بقائه وليس كما ادعي البعض المرجف أن مصر والأردن يتدخلان في الشأن الفلسطيني ويسعون لتغيير أبو مازن واستبداله بدحلان ليكون خلفاً لعباس ، ولذلك كان لزاماً علي القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس أن تقترب نحو المظلة العربية المتمثلة في مصر والأردن وتتجاوب مع أطروحاتها لا أن تبتعد وترفض ما تم طرحه هاتين الدولتين التي تربطنا بهم علاقات أخوية صادقة وقوية ولنا معهم حدود مشتركة وأمن قومي واحد وليس الدوحة و أنقرة التي في يدها مفتاح الحل ومستقبل شعبنا وحركته الباسلة .