قرارات سيادية وراء انهيار الدولار في السوق السوداء.. والصين تنقذ مصر بهذه الصفقة

الاقتصاد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انهار سعر الدولار أمام الجنيه المصري بانخفاض 2 جنيه في السوق السوداء، أمس، إذ كان يصل إلى 18.50، ولكنه اليوم لم يتخط الـ16.50، بحسب مسؤولين في اتحاد الغرف التجارية.

انهيار أمس لم يكن مفاجئًا، بل كان بسبب عدة إجراءات أبرزها اجتماع اتحاد الغرف التجارية، والتي دشنت فيها مبادرة وقف التعامل بالدولار لمدة أسبوعين وترشيد استيراد السلع الاستهلاكية المعمرة لمدة 3 أشهر واقتصاره على السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج.

ويمثل المجتمع التجاري 80% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلًا عن تمثيله 75% من التوظيف وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ويشمل 3.4 مليون تاجر وصانع ومؤدي خدمات.

مبادرة وقف التعامل بالدولار

وقال الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إن الدولار هبط جنيهان، بسبب المبادرة التي قدمها الاتحاد بالامتناع عن وقف التعامل بالدولار والعملات الأجنبية لمدة أسبوعين، بالإضافة إلى منع استيراد السلع غير الضرورية لثلاثة أشهر، وذلك بالاتفاق مع التجار وشعبة الصرافة.

وتابع عز، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هنا العاصمة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "CBC" أن المبادرة كان لها مردود على السوق السوداء وسعر الدولار.

وأكد أن هناك سلع يمكن تأجيل شرائها كالسيارات والأجهزة الكهربائية والسلع المعمرة، مشيرًا إلى أن المبادرة هدفها إلغاء المضاربات لتقليل سعر الدولار.

قرارات سيادية لترشيد سوق الاستيراد

من جانبه، أكد أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية، وجود توجيهات سيادية بشأن تنظيم وترشيد سوق الاستيراد تستهدف تكاتف الشركات العاملة في مجال الصرافة، واتساق عملها مع القرارات التي ستصدر من محافظ البنك المركزي، وتتعلق بتعديل سعر الدولار في البنوك، مشيرًا إلى أن هناك توجهًا من معظم الشركات على خفض الاستيراد منعًا من اللجوء للسوق السوداء أو منح فرصة للمضاربين لرفع سعر الدولار.

فيما أوضح خليل حسن خليل رئيس الشعبة العامة للحاسبات الآلية، أنه سيتم خلال شهر تدشين موقع إلكتروني يتبع الاتحاد يتم من خلاله نشر أسعار الدولار من واقع السوق على مدار 24 ساعة حتى لا يتم الانسياق وراء الشائعات.

وناشد علي الحريري، سكرتير عام شعبة الصرافة، المواطنين ممن يملكون عددًا كبيرًا من الدولارات بالتوجه إلى مكاتب الصرافة والبنوك من أجل تغييرها بعد الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها في ذلك الشأن.

وأضاف "الحريري"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "من الآخر"، مع الإعلامي محمد العقبي، على قناة "روتانا مصرية"، "اللي معاه دولار ينزل من دلوقتي يبيعه، عشان متعملوش زحمة عند مكاتب الصرافة، انزلوا بيعوا اللى عندكم، سعر الدولار في تراجع".

الدولار سيصل إلى 7 جنيهات

فيما قال أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن سعر الدولار سيصبح بـ 7 جنيهات، وسيعود لوضعه الطبيعي، موضحًا أن العملة الأمريكية تحولت إلى سلعة لتحقيق أرباح طائلة.
 
وقال رئيس شعبة المستوردين، خلال مداخلة لبرنامج "اليوم في ساعة" على قناة "النهار اليوم"، إن اتحاد الغرف التجارية وجه الدعوة للمتعاملين بالدولار بوقف شرائه لمدة أسبوعين، ووقف الاستيراد من الخارج لمدة 3 أشهر؛ لمواجهة الأزمة.
 
ووجه "شيحة"، الدعوة لحائزي "الأخضر" بسرعة طرحه في السوق، متوقعًا وصول سعر الدولار إلى وضعه الطبيعي 7 جنيهات.

مصر تقترب من قرض الصندوق بصفقة مع الصين

ونشر موقع الصحيفة الاقتصادية العالمية "بلومبرج"، خبرا الأحد يفيد إتمام صفقة تبادل للعملة بين مصر والصين تقدر بـ2.7 مليار دولار(ما يقارب 23 مليار جنيه مصرى)، ما يجعل الحكومة المصرية قاب قوسين أو أدنى من الحصول على قرض صندوق النقد الدولى وقيمته 12 مليار دولار(ما يقارب 106 مليار جنيه مصرى).

وأضاف "بلومبرج" نقلا عن مسؤول فى البنك المركزى المصرى- لم يكشف عن هويته، أن الصفقة تجهز حاليا داخل بنك الشعب الصيني، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول موعد إتمام الصفقة أو شروطها أو التوقيت الذى سيصل فيه التمويل الصينى، مشيرا إلى أن ثمة فاكس أرسل إلى بنك الشعب الصينى للحصول على تعليق منه.

وأكدت الوكالة أن هذا القرض يعتبر بمثابة طوق إنقاذ للاقتصاد القومي، في ظل ارتفاع معدلات التضخم ونقص العملة الأجنبية، وارتفاع الفجوة بين سعرها في السوق الرسمي ونظيره الموازي.

وكانت "كريستين لاجارد" مدير صندوق النقد الدولى، قد كشفت فى حوار متلفز مع "بلومبرج" الخميس الماضى أن مصر "اقتربت جدا" من تأمين تمويل إضافى بقيمة 6 مليار دولار، وضع كشرط للحصول على قرض صندوق النقد الدولى، وأضافت أنها تأمل أن يدرس المجلس التنفيذى للصندوق منح القرض لمصر خلال أسابيع.