"الأزهر": الجماعات الهدامة لم تجر على الدول الإسلامية إلا الفتن والدمار

أخبار مصر

الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان - أرشيفية



أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن الحركات الهدامة وما أحدثتها في عالمنا المعاصر أمر يحتاج إلى محاضرات كثيرة، فقد ظهرت هذه الحركات منذ عهد الصحابة بدء من الخوارج الذين بدءوا النزاعات المسلحة وأصبحت تتسلسل عنهم جماعات اتفقوا أو اختلفوا إلا أنها اتفقت في أهدافها فكلها تتداخل وتتشابك في أنها جماعات سياسية استخدمت الدين لتحقيق أهدافها والإسلام منها براء، مشددًا على أن التاريخ يثبت يوما بعد يوما أن هذه الجماعات لم تدخل على المجتمعات الإسلامية إلا الفتن والخراب والدمار ولم تقدم للإسلام شيئا.

وعدد وكيل الأزهر، خلال ندوة (الحركات الهدامة قديما وحديثا وتأثيرها على المجتمع) بكلية الإعلام جامعة الأزهر، بعض الأفكار التي تتبناها بعض الجماعات مثل الخلافة وغيرها، موضحًا أن هذا الأساليب والأفكار استخدمها الغزاة، كما حدث من الحملة الفرنسية، ومحاولتهم التقرب من علماء الأزهر لتبرير غزوهم لمصر، وكذلك البريطانيين استخدموا نفس الطريق فاستخدموا الحرب الفكرية، قائلين: "أننا لو كنا نملك مثل دينكم لتفوقنا أكثر منكم لكنكم كمسلمين لديكم كتاب مقدس فيه كل شيء يجب عليكم فقط إعمال عقولكم" فانطلق بعض العلماء فخربوا الكثير".

وأشار وكيل الأزهر، إلى أننا يجب أن نحُكّم عقولنا، فيما تبثه هذا الحركات من أفكار هدامة، مستغلين بعض المشكلات المجتمعية لاستقطاب الشباب، مشيرًا إلى أن داعش لا تعتلي منبر ولا تعقد ندوة لاستقطاب الشباب، وإنما استطاعت أن تدخل لشبابنا من خلال موقع التواصل الاجتماعية، التي بات شبابنا يعكف عليها ليل نهار.

وطالب وكيل الأزهر، الشباب بأن يكونوا حائط صد لهذه الجماعات المفسدة في الأرض التي لا تحمل إلا الفساد والشر للإنسانية، من خلال التسلح بالعلم، ومواجهتهم فكريًا وأخلاقيًا، وكشف زيفهم وفضحهم أمام العالم، متسائلا: هل يمكن للمسلمين أن يجتمعوا شرقا وغربا على حاكم واحد؟ وقد أجاب وكيل الأزهر بأن الواقع الآن صعب، لكنه ليس بمستحيل أن نطبق هذه الفكرة ، فمن الممكن أن نستعيض هذا بمجموعة من الخطوات، أهمها أن يكون بيننا وحدة في الهدف والقرار، فمثلا لماذا لا يكون لدينا جيش يجمع الدول الإسلامية للدفاع عن أرضيها ومقدساتها.

وأشار إلى أن الفتوحات الإسلامية التي فتحت العالم شرقًا وغربًا، كان يقودها جيش واحد تحت قيادة رجل واحد، وهذا ما نأمله في عصرنا هذا حتى يعود الإسلام إلى سابق عهده ومجده.

وأوضح  شومان، أننا في حاجة ماسة لدور الإعلام والإعلاميين القادرين على استعادة رسالة الإعلام لطريقها الصحيح بعد أن تخطفتها بعض الأيدي لأغراض تجارية لا يعنيها الواقع والمجتمع بل تهدف للربح، مما أدي إلى إشاعة فكر الإحباط والهدم لمقدرات الأمم بعيدًا عن رسالة الإعلام الحقيقية، مؤكدًا أننا نحتاج إلى إعلام قوى يقدم رسالة سامية صادقة نابعة من مبادئ الدين، فالإعلام الجاد والهادف يستطيع أن يقدم للإنسانية أكثر ما يقدمه علماء الدين بفضل التواصل السريع والدائم.

وقال إن العمل متواصل ليل نهار على إنشاء قناة الأزهر والتي يتم انشاء مبني مستقل لها بجوار مشيخة الأزهر، مشيرًا إلى اهتمام الأزهر بإصدار الصحف والمجلات، مشيدًا بما تقدمه مجلة الأزهر وجريدة صوت الأزهر من مضمون يليق بالفكر المجتمعي ويسهم بدعم القيم الإعلامية الأخلاقية التي يحتاجها المجتمع.

وأضاف شومان، أن الأزهر أسرع جهة في مصر تتواصل مع الناس وقت المحن والشدائد، فهو أول مؤسسة أوصلت أموالها إلى المتضررين من حادث السيول الأخير في البحر الأحمر وسوهاج، وتسلم كل المتضررين أموالهم من أيدي الدعاة والوعاظ المرافقين للقوافل التي أرسلها الأزهر، موضحًا أن هناك الكثير من الإعلاميين يجهلون دور الأزهر وتواصله الدائم مع المجتمع ويجهلون أننا قدمنا مائة مليون جنيه في علاج "فيرس سي" بالإضافة إلى القوافل الإغاثية والطبية إلى العديد من دول العالم الإسلامي المحتاجة.