خبراء يحذرون: قرار وقف استيراد السلع الاستفزازية سيدفع ثمنه المواطنين (تقرير)

تقارير وحوارات

السلع الاستفزازية
السلع الاستفزازية


في محاولة لتوفير الدولار الأمريكي اتخذ الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية بوقف استيراد ‏السلع الاستفزازية لمدة 3 أشهر، ولكن يبدو أنه كما يقال "الحلو مبيكملش" وأن هناك وجه آخر ‏ليس في صالح الاقتصاد من هذا القرار.‏

و مصطلح السلع الاستفزازية، يطلق على أنواع السلع التي تُكلف الدولة أكثر من اللازم ‏وتستهلك عملات أجنبية.‏

ومنذ يناير وحتى أبريل من العام الحالي، استوردت مصر أطعمة للكلاب والقطط بـ53 مليون ‏دولار، ودبابيس شعر وملاقط ومشابك ولفافات لتمويج الشعر وتجعيده بـ5.6 مليون جنيه، ‏إضافة إلى استيراد أمشاط الشعر ومثبتات بـ7.8 مليون جنيه، إضافة إلى استيراد عطور ومواد ‏تجميل بـ17 مليون جنيه، وبلغت واردات مصر من الهواتف المحمولة 1.86 مليار جنيه خلال ‏‏4 أشهر فقط العام الماضي، وهذا العام 2016 في الـ4 أشهر الأولى تم استيراد هواتف المحمولة ‏بـ220 مليون دولار، حسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء‎.‎

ارتفاع الاسعار

وفي سياق متصل قال الدكتور ايهاب الدسوقي، استاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية ‏إن قرار وقف استيراد السلع الاستفزازية حل مؤقت لوقف ضغط الطلب على الدولار ولكنه ‏سيرفع الاسعار.‏

وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن وقف استيراد السلع لا يعوضه انتاج محلي وهو ما يتسبب في ‏رفع اسعارها.‏
‏ ‏
القرار المفاجيء يحدث خسائر مادية ‏

ومن جانبه رأى عماد مهنا، الخبير الاقتصادي  إن قرار وقف استيراد السلع الاستفزازية لمدة 3 ‏أشهر قد يخفض من ارتفاع سعر الدولار ولكن سيرفع الأسعار ويزيد من معدلات الفقر والبطالة ‏على المواطنين ويعرض البلاد والمستوردين لخسائر مادية في صورة غرامات وتعويضات ‏مرفوعة من قبل الشركاء التجاريين بالخارج، مشيراً أن الحل في الخفض التدريجي للاستيراد مع ‏زيادة معدلات الإنتاج وعلى فترة لا تقل عن 24 شهر.‏

وأوضح الخبير الاقتصادي أن وقف استيراد السلع الاستفزازية بشكل مفاجيء سيؤدي إلى  انهيار ‏السوق لعدم تعويضه بمنتج محلي كبديل مما يؤدي إلى تعطش السوق ويقود إلى المضاربات غير ‏العادلة وعمليات التهريب وانتشار السوق السوداء.‏

وأضاف أن القرار سيؤدي إلى خسائر مادية للمستوردين ورجال الاعمال، سيضطر التجار إلى ‏رفع أسعار السلع والخدمات الموجودة حالياً نتيجة أن المعروض لن يوفي بحاجة السوق.‏

وأشار أن القرار سؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة نتيجة تسريح العاملين والبائعين الذين يعملون ‏في قطاع هذه السلع والخدمات، مضيفاً أنه في حال وقف مصر لسلع وخدمات مستوردة، ستلجأ ‏الدول الأجنبية إلى تطبيق سياسة المعاملة بالمثل، مثلما حدث في 2013 عندما أوقفت مصر ‏استيراد القطن اليوناني ردت اليونان والاتحاد الأوروبي بوقف استيراد البطاطس المصرية، وهو ‏ما يعرض المصنوعات المصرية لخسائر كبيرة نتيجة عدم توفر المكونات الأجنبية المطلوبة. ‏