بعد تعويم الجنيه.. هل صنعت الحكومة الفخ لنفسها قبل 11/11؟

تقارير وحوارات

تعويم الجنيه
تعويم الجنيه


أثار القرار الذي اتخذه البنك المركزي المصري اليوم الخميس بتحرير سعر صرف الجنيه (تعويم ‏الجنيه) جدلًا كبيرًا في الشارع المصري، لاسيما بعد تأكيد خبراء الاقتصاد على ارتفاع الأسعار ‏مما يزيد من احتقان الشارع المصري.‏

ويأتى قرار تعويم الجنيه قبل أيام من المظاهرات التي دعى إليها لتنطلق في 11/11، وهو ما ‏دفع للتساؤل عن مدى أن يصب توقيت قرار تعويم الجنيه في صالح الحشد لهذه التظاهرات التي ‏تأتى تحت مسمى "ثورة الغلابة".‏

عدم وضوح مصدر التظاهرات يقلل النزول رغم الاحتقان

وفي سياق متصل قال أمين إسكندر، البرلماني السابق والقيادي بحزب الكرامة، إن قرار الحكومة ‏بتعويم الجنيه بدون شك سيصيب الشارع بحالة من الغليان جراء ارتفاع أسعار معظم السلع ‏والمنتجات، ولكن عدم وضوح شخصية من يدعو لأحداث 11|11، يقلل من الاستجابة للنزول‎. ‎

وأضاف اسكندر في تصريح لـ"الفجر"، أن هناك قطاعات كبيرة تخشي النزول إلى الشارع ‏والمشاركة في 11|11 لعدم معرفتها بمصدرها، خاصة النشطاء السياسيين، لافتًا إلى أن معظم ‏الناس يتحدثون عن أن أحداث 11 نوفمبر من صناعة النظام‎. ‎

وأوضح اسكندر، أن الشارع مهيأ للنزول إذا وجد شخص ذو مصداقية خلف دعوات التظاهر، ‏مشيرًا إلى أن معظم المواطنين لديهم تخوف من الفوضى خاصة في ظل تركيز الإعلام على ‏تشبيه مصر بليبيا وسوريا والعراق‎. ‎

وأشار، إلى أن هناك عدد قليل من المواطنين ربما يشاركون في تظاهرات 11 نوفمبر، ولكن ‏الأعداد ستكون محدودة نظرًا لتخوف المواطنين من الاصطدام بقوات الأمن‎. ‎

تعويم الجنيه كان يستلزم وجود سلع مصرية صالحة للتصدير

ومن جانبه قال زياد العليمي، البرلماني السابق إن جهل المواطنين بمن يقف خلف دعوات ‏‏11|11 يقلل من نسبة المشاركة بها، ولكن لاشك من أن زيادة الأسعار بشكل متتالي وغياب ‏التحرك الحكومي سيزيد من احتقان الشارع المصري‎. ‎

وأضاف في تصريح لـ"الفجر"، أن الأسعار في زيادة مستمرة، رغم وجود نحو 60% من ‏المصريين تحت خط الفقر، لافتًا إلى ضرورة وجود تحرك حكومي للناس الأقل حظا في ‏المجتمع، مُشيرًا إلى أن تعويم الجنيه كان يستلزم وجود سلع مصرية صالحة للتصدير ولكن ‏غياب السياسات الاقتصادية لفترات طويلة جعلها تستورد كل السلع والنتجات‎. ‎

قرار التعويم خطأ فادح في ظل الدعوة لتظاهرات 11/11‏

وعلى جانب آخر قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية وعضو لجنة السياسة ‏بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الحكومة أخطأت خطأ فادح باتخاذها قرار تعويم الجنيه، لأنه يكبل ‏قوى العرض والطلب وحرية السوق في ظل وجود انفلات غير مسبوق، وضغوط داخلية ‏وخارجية‎. ‎

وأكد زهران في تصريح لـ"الفجر"، أن توقيت تعويم الجنيه هو الأسوأ على الإطلاق، لأنه يسبق ‏أحداث 11 نوفمبر مباشرة وهو ما يعني خيارين، الأول يضع الحكومة في موضع اتهام بأنها من ‏صنعت 11|11، والدليل على ذلك أنها اتخذت قرار خطير مثل التعويم يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ‏في ظل غياب بعض مؤسسات الدولة كمفتشي التموين ومراقبة الأسعار وغيره‎. ‎

أما الخيار الثاني فهو أن الحكومة لديها ثقة كبيرة في نفسها الذي يجعلها قادرة على اتخاذ هذا ‏القرار دون الاكتراث بعواقبه في ظل الدعوات لـ 11نوفمبر، مُضيفًا غي جميع الأحوال كان لابد ‏للحكومة التريث عن اتخاذ هذه القرارات الفجة لحين مرور أحداث 11|11‏‎.‎