ضربة قاصمة للصحافة الورقية.. الأهرام تزيد تكلفة الطباعة 80%.. ورؤساء تحرير: "هتنقرض"

تقارير وحوارات

الصحافة الورقية -
الصحافة الورقية - أرشيفية



ضربة قاصمة تتعرض لها الصحف المطبوعة خلال الفترة الحالية، فمن جهة تقابل الإنتشار الكبير للصحافة الإلكترونية والذي يهدد تواجدها، ومن جهة أخرى تلاحقها أزمة ارتفاع أسعار خامات الطباعة بعد تحرير سعر الصرف.

وللصحف الورقية أهمية كبرى عند جمهور القراء المصريين والذين يهتمون بقرائتها في كل الأوقات قبل العمل وبعده وكذلك الإعتماد على قراءة الأعداد الإسبوعية في أيام الأجازات، ولكن يبدو أن القراء سيفاجأون بإختفاء بعض الصحف أو تقليص إصدارتها خلال الفترة المقبلة.

الأمر الذي يثير القلق والخوف على صناعة الصحف في مصر وكيفية حصول القاريء على المعلومة، وهو ما نوضحه خلال السطور التالية.


80% ارتفاع في أسعار الطباعة 
وارتفعت أسعار الطباعة بعد مضاعفة أسعار بيع الورق والأحبار بنسبة 80% وهو ما ينذر بإرتفاع أسعار الصحف خلال الفترة المقبلة للوفاء بإلتزمات الطباعة، وكان آخر تداعيات ارتفاع أسعار الطباعة مخاطبة مؤسسة الأهرام للصحف الخاصة والحزبية، التى تطبع لديها بزيادة أسعار الطباعة.


الصحف الورقية تقابل أزمتين
وفي سياق متصل قال عادل صبري، رئيس تحرير موقع مصر العربية، إن الصحف المطبوعة تواجه أزمتين كبيرتين في الفترة الحالية.
وأوضح في تصريح لـ "الفجر" أن الأزمة الأولى تتمثل في ارتفاع التكاليف الخاصة بالطباعة والورق والأحبار والآلات المستخدمة في الطباعة كالكمبيوتر، مضيفًا أن الأزمة الثانية تتمثل في انخفاض الإيرادات، فالإعلانات إنخفضت أسعارها لأكثر من 100% حتى وصل الحال لأن أسعار الإعلانات حالياً مثل فترة التسعينات، مع إنخفاض قيمة العملة وارتفاع تكاليف المعيشة والتي تتطلب زيادة المرتبات حتي يوفي العاملين بإحتياجاتهم.


الصحف القومية تقوم على الإعانات
وأكد صبري أن الصحف القومية تقوم حالياً على إعانات الدولة وإذا لم يكن موجود هتغلق أبوابها، مشيراً إلى أن دار الهلال أوقفت بعض إصدارتها وكذلك لجأت الأهرام لتحويل بعض إصدراتها إلى نسخات ديجيتال لتلافي الإرتفاع الكبير في أسعار الطباعة.

وتابع أن الصحف أصبحت تقلص عدد أورقها، ضارباً مثال بالأهرام التي تحول عدد أوراق العدد الواحد لـ 20 صفحة بعد أن كان 48 صفحة بخلاف 3 أو 4 ملاحق للعدد، مضيفًا أن الصحف الحزبية كالوفد تفكر في تحويل عددها إلى أسبوعي بدل من يومي.

وأوضح صبري أن في العالم الخارجي تحولت الصحف الورقية فيه لصحيفة تقارير، مضيفاً أن الصحف الورقية المصرية فقدت القاريء لعدم وجود الكتاب الكبار كما كان عبد الوهاب مطاوع في الأهرام وغيره من كبار الكتاب.

وتابع: "لو تم إدارة الصحف الورقية بنفس الشكل هتختفي وتنقرض بسرعة.. فمن لا يستطع تغيير نشاطه ونمطه هيقع".


مشاكل
كما أوضح صبري، أن الصحف الورقية في مصر تواجه العديد من المشاكل في إدارتها يأتى أبرزها أن لا تعبر عن المجتمع، كما أن أغلبها يحاول الالتفاف حول السلطة، وعدم مواكبتها العصر، بالإضافة إلى أن المسئولين غير مواكبين العصر وضد التكنولوجيا ويعتبرون الكمبيوتر شيطان.


الصحف الورقية لها جمهورها
ومن جانبها قالت حنان فكري، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الصحافة الورقية تواجه مشكلة كبيرة.

وأضافت في تصريح لـ "الفجر" أنه من المعروف أن الصحافة الورقية ستنحصر لكن ما كان متوقع أن هذا سيحدث بعد 10 سنوات، مضيفة أن تعويم الجنيه وارتفاع أسعار الدولار والذي تابعه ارتفاع أسعار الطباعة ومدخلاتها آثر بشكل كبير على الصحافة الورقية.

وأوضحت فكري أن بعض الصحف الصغرى والمتوسطة ستغلق أبوابها بعد إرتفاع أسعار الطباعة، وهو ما يؤدي لقطع عيش العاملين بها، مشيرة إلى أن الصحافة الورقية لها جمهورها، قائلة: "مش كل الناس بتقرأ الكتروني وخاصة الموضوعات الكبيرة".

وأكدت فكري أن اختفاء بعض الصحف سيؤدي لحدوث تعتيم ونقص معرفة وتقليص للوعي الجمعي لدى القاريء، مشيرة أن الصحف الورقية ستتحول إلى أبواق للنظام، على حد تعبيرها.

وأضافت فكري أن اختفاء الصحف وتقليص إصدارتها سيؤدي إلى عدم توزيعها في كل المحافظات كأن يتوزع في القاهرة دون محافظات الصعيد.


الميل للصحف الإلكترونية     
بينما قال الكاتب الصحفي،عبد الحليم قنديل، إن ارتفاع أسعار الطباعة سيؤدي لارتفاع تكلفة الصحف ويليه ارتفاع أسعار الصحف.

وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن صناعة الصحف ستواجه مشكلة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الصحيفة التي تباع حالياً بجنيهان ربما يصل ثمنها لـ 4 جنيهات.

وأوضح قنديل أن سوق الإعلانات الخاص بالصحف به أزمة، مضيفاً أن الصحف القومية تعينها الدولة ولكن الصحف الخاصة تعاني وهو مايدفعها للإختفاء، الأمر الذي يعزز الميل للصحف الإلكترونية.