مارجرجس.. سيدة استخدمت سلاح "صنع في مصر" ضد ارتفاع الأسعار (صور)

تقارير وحوارات

مارجرجس في معرضها
مارجرجس في معرضها



اتخذت ماريا هذا الشعار طريقا لها في جميع مراحل الأكسسوارات على المواد المصرية الخالصة بداية من "الإبر والخيط" نهاية إلى المنتج في شكله النهائي سواء كان ملابس بدوية أو أكسسوارات فرعونية.

على أحد جوانب شارع  "المعز" بمنطقة الحسين بالقاهرة، يقبع محل "صنع في مصر"، ذلك المحل الصغير الذي تزينه الأكسسوارات التراثية بأشكالها وألوانها المختلفة، منتشرة خارج وداخل المحل، وأبخرة تعم أرجاء المكان تستنشق عطرها لتفصل روحك وتأخذك إلى أجواء لم تشعر بها في مكان آخر، تلك الأجواء التراثية التي تتفنن بها "ماري جرجس" صاحبة محل "صنع في مصر".



فبين طيات الماضي وصفحاته الغنية رسمت صورة ملامح مصر البهية داخل حكاية اسمها "صنع في مصر"، نرى فيها إمرأة تتقن الصناعات اليدوية بخامات مصرية فقط، والتي اندثرت منذ عدة سنوات، في إصرار منها على انعاش المنتجات المصرية، وفتح آفاق جديدة لعودة الصناعة المصرية وتربعها على عرش الصناعات والمنافسة العالمية.


تجلس فوق طاولتها وتحاصرها الملابس العربية"البدوية"، والإكسسوارات الفرعونية المصنعة من خام النحاس المصري والأحجار الكريمة، والخامات المصرية الأخرى لتمسك بها وتبدأ في نسج خيوط حلمها المصري، تقترب منها فتحادثك وتروي بفخر عن فكرتها المصرية بادئة: "عرف القدماء المصريين استخراج المعادن كالنحاس والفضة والذهب، ونجحوا في صهرها وتصنيعها منذ الحضارة المصرية القديمة ولم يعتمدوا في يوم على استيراد الخامات، بل شهدت الآثار المعروضة بالمتاحف التاريخية على دقة الصناع المصريين القدماء وجمال مشغولاتهم".




"مار جرجس"، ذات الأربعون عامًا، والحاصلة على بكالوريوس التربية جامعة القاهرة، بطلة مشروع "صنع في مصر"، تتحدث بابتسامة يملؤها الأمل، قائلة: "الفكرة جاتلي بعد ما كل الخامات المستوردة ارتفع سعرها، وأصبح من الصعب استيراد كميات خامات كبيرة، مما أثر على إنتاجي، ووقف حالي ولم استطيع تلبية طلبات أسرتي، فقررت الاعتماد على استخدام الخامات المصرية في صناعة جميع الاكسسوارات، وبدأت المشروع مع "روبير نظيم"، وساعدنا بعض إلى أن كبر المشروع".




واستطردت "جرجس"، قائلة: "مصر قادرة انها تستغنى عن الخامات المستوردة بس الشعب اتأقلم على ثقافة الاستيراد والاعتماد على الجاهز.. مفيش حد أصبح يهتم ويتعب نفسه ويوفر فلوسه وزيادة إنتاجه.. مش فاهمين أن الحالة الاقتصادية اللي البلد بتمر بها محتاجة فعلا أننا نرجع لاعتماد على الإنتاج المصري، علشان نخرج منها بسلام.. وكمان نصدر وننعش الصناعة المصري زي زمان"، مشيرة إلى أننا بحاجة إلى أن نخترق الأسواق التصديرية الخارجية بهذه المنتجات.



وتحظى الصناعة اليدوية في مصر باهتمام وإقبال بالغ من قبل السياح الأجانب، بحسب ما أكدت " جرجس"، متابعة: "الملابس البدوية و"الإسكارف" المصنع من الأقمشة المصرية والمطرز بالفضة، والنحاس يُقبل عليها الأجانب بشكل كبير، وفتيات الجامعات"، مشيرة إلى أن الإقبال الأكثر على الشراء من قبل الأجانب، لأن للأسف لازالت عقدة "الخواجة" تتغلغل داخل عقول بعض المصريين: "مجرد ما بيسمعوا أنها مصرية 100% بيمشوا حتى لو عجبهم".


وعن الأسعار أكدت"جرجس، أن الأسعار في متناول الجميع فهناك منتجات تبدأ من عشر جنيهات إلى 300 جنيهًا حسب الخامة، مؤكدة أن جميع منتجاتها مصرية مائة في المائة.
نهضة اقتصادية 



وترى "جرجس"، أن المشروعات الصغيرة التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذا تم تنفيذها وقامت باحتواء العديد من الشباب، بالتعاون مع المشاريع الصغيرة القائمة بالفعل ستكون نهضة صناعية في تاريخ الصناعة المصرية، وحركة كبيرة في انتعاش الاقتصاد، بل ستساعد على انخفاض سعر الدولار وتوافره في البنوك، بالإضافة إلى التشجيع على الاستثمار.


وعن الأزمات التي تواجهها، قالت "جرجس"، إن الضريبة المتنامية هي العائق الذي يؤثر عليها بشكل كبير، خاصة في ظل حركة البيع البسيطة في هذه الآونة، نظرًا لقلة الإقبال على الشراء، مطالبة الحكومة بالنظر إليهم وعدم فرض ضرائب بشكل كبير، وتوفير منافذ للعرض والتواجد أمام الجمهور، وكذلك عمل معارض داخلية وخارجية للمنتجين لنشر الصناعات المصرية.