هل نجحت مبادرة مقاطعة الشراء واستجاب لها المصريين اليوم؟

 وقال عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، إن الحملة لم تفشل بالكامل، ونجحت بالفعل في العديد من المناطق.

وأشار إلى أن الجهاز شكل لجان رصد بعدد من المناطق لرصد حركة البيع والشراء، وإصدار تقرير كامل عن الحملة.

وأطلق يعقوب، مبادرة "يوم من غير شراء" للمستهلكين أول ديسمبر ، مؤكداً أن المبادرة ‏تعد رسالة قوية للتجار بألا يبالغوا في رفع الأسعار.

وتعني مقاطعة الشراء، الامتناع عن شراء بعض السلع أو التوقف عن التعامل مع بعض الأشخاص، وهي سياسة يتم اللجوء إليها كأحد أشكال الاعتراض والاستنكار، بهدف الضغط على التجار والشركات عند تلاعبهم بالأسعار، للإضرار بهم اقتصاديًا.

أجرى المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، استطلاعاً حول حملة مقاطعة شراء السلع مطلع ديسمبر، وأعرب 73% من المصريين عن موافقتهم على المشاركة في المبادرة استجابةً للدعوات، التي أطلقتها العديد من الجهات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تختلف نسبة الموافقين على المشاركة، حسب الخصائص المختلفة.

وأوضح المركز، أن أكثر من نصف المصريين يرون هذه المقاطعة ستساعد على ضبط الأسعار في الأسواق المصرية، وتنخفض نسبة من يرون ذلك من 59% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 43% بين الحاصلين على تعليم جامعى أو أعلى، كما تنخفض من 59% بين ذوى أدنى مستوى اقتصادى إلى 47% بين ذوى أعلى مستوى اقتصادي.

في هذا الصدد، ترصد "الفجر"، تباين آراء المختصين حول مدى نجاح هذه المبادرات، في السطور التالي.

قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إنه رغم سوء الأحوال الاقتصادية التي تمر بها مصر وضعف الدخل العام المصري للمواطنين، إلا أننا من أكثر شعوب العالم انفاقًا واستهلاكًا للسلع غير الأساسية، والمستوردة، وبهذه المبادرة من الممكن أن يكف الشعب عن هذه العادة السلبية.

وأضاف "الدمرداش"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذه المبادرة لكي تنجح لابد من دعمها إعلاميًا، بالإضافة لتكاتف الجهات المعنية، ونشر ثقافة الترشيد،  والحد من الإفراط المتزايد في شراء سلع ليست ضرورية.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن المباردة نجحت بنسة 30%، نظرًا لأن لأنها اقتصرت على بعض الفئات، فلا يعلم بها سوى متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، فالمواطنين بالشارع لا يعلموا عن هذه المبادرة شىء.

في السياق ذاته قال المهندس  نزار محمود، مدير قطاع التطوير في جهاز تنمية التجارة الداخلية، إن "مبادرة مقاطعة شراء السلع "مجرد كلام" لا أكثر ومالهاش لازمة، خاصة أنها ليوم واحد.. فالمحصلة صفر".

وأوضح"محمود"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذه المبادرة تعتبر فردية، وليس لها ظهير يدعمها بشكل مستمر، فبتالي كان من الصعب نجاحها.

وتابع مدير قطاع التطوير في جهاز تنمية التجارة الداخلية، أن الدور الحقيقي لمواجهة جشع التجار، هو الرقابة على الأسواق، غير ذلك صعب تطبيق أي مبادرة؛ لأن الشعب بطبيعته لا يعرف سوى ثقافة الاستهلاك، ومن صعب تحجيمه.

ورأى علي هاشم، عضو شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، أنه كان من الصعب نجاح هذه المباردرة، لأن لم يستجيب لها أحد، خاصة وأن السلع الأساسية لا يستطيع المستهلك مقاطعتها ليومًا واحدًا.

وأضاف"هاشم"، في تصريح لـ"الفجر"، أن نجاح هذه المبادرة كان ممكنًا في حالة منع الاستهلاك الفائض لبعض الأسر وتخزين السلع بشكل كبير، في هذه الحالة ممكن المقاطعة تنجح، أما بغير ذلك من الصعب نجاحها.