شتاء المصريين من غير "عدس".. الكيلو يصل 35 جنيه.. ومواطنون: "الغلبان مش لاقي ياكل"‏

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم يختلف البروتين النباتي عن الحيواني بالنسبة لميزانية المواطن كثيراً، فعلي الرغم من ‏اعتبار"العدس" الضيف المفضل في شتاء المصريين الإ أن قسوة ارتفاع الأسعار لم ترحمه.‏

وارتفع سعر الكيلو العدس ليصل إلى 35 جنيه بدلا من 25 جنيهاً ، الأمر الذى أدى لحالة من ‏الغليان لدى المواطنين، متهمين التجار بالجشع والتجنى على المواطن "الغلبان ".‏

وفي السطور التالية ترصد " الفجر" آراء المواطنين، والعطارين عن الزيادة الأخيرة في أسعار ‏العدس.‏

فى البداية ، قال دمنهورى العايدى، 47 عاما ، صاحب محل عطارة، إن سعر طن العدس ‏وصل لـ 17 ألف جنيه من 14 ألف جنيها، مشيراً إلى ان ارتفاع الدولار وتكلفة نقل" ‏البضاعة" نظرا لإرتفاع أسعار البنزين هما السبب وراء تلك الزيادة.‏

وأضاف أن التجار يعانون مثل المستهلكين من هذه الزيادة قائلاً: "التجار تعبانين زى الزبون ‏‏..الحاجة بتغلى علينا احنا كمان .. وعلينا مديونيات واقساط  بتمن بضاعتنا ".‏

ومن جانبه قال عبد الرؤوف حامد ، 50 عاما ، صاحب محل عطارة ، إن معظم البقوليات ‏شهدت أرقام خيالية بالأسعار ومنها الفول المدمس والذى يبلغ سعر الطن منه  5000 جنيها ‏بدلا من 3500 جنيها ، فضلا عن زيادة أسعار الفاصوليا البيضا والتي تكلفة الكيلو منها  20 ‏جنيها، اللوبيا  19 جنيها ، كيلو  الترمس ب 9 جنيها.‏

‏ وأضاف قائلاً: "تكلفة توريد البضائع زادت علينا وطبيعى أننا نزود على الزبون لأن الأسعار ‏نار علينا زى الزبون برضه".‏
أما فرج الدمرداش ، 62 عاما ، صاحب محل عطارة ، فقال: "البضاعة مركونة عندنا ‏بالشهور ومحدش بيشترى والزباين عندها حق" ، مشيرا إلى أن الأسعار ضربت فى 100 .‏

وأضاف أن الحل من وجهة نظره يتوقف على إستيراد البقوليات والاعتماد على الزراعة ‏الوطنية  والإنتاج المحلى لتقليل تكلفة الاستيراد ، والحد من ارتفاع الأسعار، فضلا عن السير ‏على خطى الدول المتقدمة التى قامت بوقف إستيراد منتجاتها الزراعية واعتمدت على انتاجها ‏المحلى.‏

وفي هذا السياق قالت محسنة عبد الباسط ، ربة منزل ، 29 عاما ، " جميع البقوليات ‏تضاعفت تكلفتها للضعفين ، مشيرة إلى أنها تعتاد  فى فصل الشتاء كل عام شراء كمية كبيرة ‏من العدس لإعداد شوربة العدس الغنية بالفيتامينات لمقاومة برودة الطقس بفصل الشتاء ، إلا ‏أنها نظرا لارتفاع سعره لأرقام فلكية لجأت لشراء كيلو واحد فقط بدلا من 4 كيلو التى كانت ‏تقوم بشرائها بمطلع موسم الشتاء من  كل عام. 

وقال منير محى ، 50 عاما ، مدير مدرسة ابتدائي، "حتى العدس اللى كان سعره معقول سعره ‏نط لـ 30 ، 40 جنيه ، مؤكداً أن جشع التجار هو السبب الرئيسى بغلاء الأسعار نظراً لغياب ‏الدور الرقابى للأسواق، فلا يجد التاجر من يحاسبه فيتمادى بغلاء السلع دون مراعاة لظروف ‏المواطن الذى بات عاجزا  عن سد احتياجاته اليومية من مأكل ومشرب نظرا لطوفان الأسعار ‏الذى يلاحقه يوميا ولا يجد له من مسعف ينقذه منه.‏

أما منيرة حسين ، 45 عاما ، ربة منزل ، قالت: "الغلبان مش لاقى يأكل ، الأسعار بقت غول ‏فى كل حاجة حوالينا" ، مؤكدة أن المواطنين يقدرون الظروف التى تمر بها البلاد والأزمات ‏الاقتصادية وتعويم الجنيه وارتفاع الدولار وكل ذلك ، ولكنها تقول أن هذا لا يعنى عدم ‏السيطرة على جشع بعض التجار والذين يقومون برفع الأسعار ليعوضون ما يخسرونه من ‏تكاليف على توريد البضائع لديهم نتيجة لرفع البنزين ويجدون ذلك مخرجا و"حجة" لغلاء ‏الأسعار، مشيرة إلى أن مراقبة الأسواق هو الحل الأمثل لمواجهة الغلاء.‏