د. نصار عبدالله يكتب: عن المذيعة عارية الكتفين وفواصل أخرى

مقالات الرأي



أشاهد بين الحين ما تيسر من البرامج التليفزيونية، وقد أفزعنى مؤخرا أن أرى على إحدى القنوات الحكومية مذيعة تطل على مشاهديها وهى عارية الكتفين!!، قد يقول قائل هنا: وماذا فى هذا؟.. ماذا يكون عرى الكتفين مما ترتديه بعض الفتيات حاليا ويسرن به فى الشوارع مختالات مزهوات؟، بل ماذا يكون عرى الكتفين الذى رأيتموه فى إحدى قنواتنا الحكومية من مشاهد البورنو التى تقدمها فضائيات معينة؟،أو ماذا يكون هذا العرى الذى هو فى النهاية محدود جدا إذا ما قورن بما هو موجود فى مواقع معينة على شبكة الإنترنت من أفعال يقشعر لها كل ذى حد أدنى من الحس السليم؟ ولمثل هذا القائل أقول: هناك فارق كبير بين قناة حكومية يفترض فيها أنها فى المقام الأول منبر تعليمى وتنويرى، حتى إن استهدفت إلى جانب ذلك أن تكون منبرا ترويحيا أو ترفيها، فارق كبير بينها وبين قنوات القطاع الخاص الذى لا هم له سوى اجتذاب المشاهدين والمعلنين بأى شكل كان حتى لو كان ذلك على حساب انتهاك المنظومة القيمية للمجتمع المصرى.. القناة الحكومية تمولها الحكومة من أموال دافعى الضرائب، ومن واجبها أن تقدم له كل ما مفيد وجذاب، فى إطار احترامها لما استقر فى ضمير المجتمع من قيم سلوكية يعتبرها هى وحدها الجديرة بالاتباع. هل شاهدتم مذيعات البى بى سى مثلا وما هن عليه من مظهر محتشم يليق بالهيئة التى ينتمين إليها، لاحظ أننا هنا نضرب مثالا لهيئة تنتمى إلى مجتمع غربى لا إلى مجتمع من مجتمعاتنا يفترض فيه أنه أكثر تمسكا بالتقاليد المتعارف عليها، ومع هذا فإن تلك الهيئة البريطانية لا تسمح إطلاقا لمذيعة من مذيعاتها أن تطل على مشاهديها عارية الكتفين مثلما سمح بذلك التليفزيون المصرى الحكومى الذى يبدو أنه منذ أن ألغى منصب وزير الإعلام قد أصبح جهة ليس لها صاحب محدد يمكن أن يكبح جماح المنفلتات !! على أية حال فإننى أناشد من بيده حاليا سلطة اتخاذ القرار أن يصدر قرارا فوريا بفصل تلك المذيعة أو على الأقل بمنعها من الظهور على الشاشة فترة كافية لردعها وتأديبها .

ـ لم أكن أتصور أنه سيجىء يوم تتم فيه دعوة المشاهدين للجوء إلى الدجالين والمشعوذين، ولو من خلال إعلان مدفوع الأجر!، لكن هذا ما يحدث بالفعل بكثافة فى بعض القنوات، حيث تتم الدعوة للجوء إلى ذلك (العلامة).. الذى حصل على شهادات من الاتحاد العالمى للـ(روحانيين).. الروحانيون بالمناسبة هو أحد الألفاظ شائعة الاستعمال والتى تستخدم عادة فى وصف بائعى الوهم!! أما (العلامة) (الروحانى).. الذى تدعوك بعض القنوات للجوء إليه فهو متخصص فى فك طلاسم السحر السفلى والعلوى والأوسط!، وإبطال مفعولها جميعا، كما أنه متخصص فى العلاج من السحر الأسود والأزرق والبنى!!، بالإضافة إلى قدرته على جلب الحبيب ورد المطلقة، وفك الربط.. الخ الغريب أن ذلك (العلامة) دأب على تحذير زبائنه من الوقوع فريسة للدجالين والمشعوذين.. لاياشيخ (مع الاعتذار إلى كل من سبقونى إلى استخدام هذه العبارة).

من خير الكلام قول الشاعر: يأيها الرجل المعلم غيره..هلا لنفسك كان ذا التعليمُ// تصف الدواء لذى السقام وذى الضنى.. .كيما يصح به وأنت سقيم!// ابدأ بنفسك وانهها عن غيها.. .فإذا انتهت عنه فأنت حكيم// لاتنه عن خلق وتأتى مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم.