حلف الأطلسي يحذر الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية

عربي ودولي


حذر حلف شمال الأطلسي الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء من أن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية في صراعها مع المعارضة المسلحة سيؤدي إلى رد فعل دولي فوري قائلا إن التهديد بالأسلحة الكيماوية يجعل من الضروري على الحلف إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا.

وزاد القلق الدولي من نوايا سوريا بسبب تقارير إعلامية عن نقل أسلحة كيماوية لديها واحتمال تجهيزها للاستخدام ردا على المكاسب الكبيرة التي حققها مقاتلو المعارضة.

وقال اندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف الأطلسي للصحفيين في مستهل اجتماع لوزراء خارجية الحلف في بروكسل مخزونات سوريا من الأسلحة الكيماوية مبعث قلق. نعلم أن سوريا تملك صواريخ.. نعلم أن لديها أسلحة كيماوية وبالطبع لابد من إدراج ذلك ضمن حساباتنا.

ومضى يقول هذا سبب أيضا يجعل ضمان فاعلية الدفاع عن حليفتنا تركيا وحمايتها أمرا ملحا.

وتابع الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية سيكون غير مقبول تماما بالنسبة للمجتمع الدولي أجمع... وإذا لجأ أحد لمثل هذه الأسلحة المروعة حينها أتوقع رد فعل فوريا من المجتمع الدولي.

وكان راسموسن يكرر تحذيرات أمريكية من أن أي محاولة من الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة سيكون خطا أحمر يدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء. وقالت سوريا أمس الاثنين إنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها.

ويقول خبراء عسكريون غربيون إن سوريا لديها أربعة مواقع مشتبه بها للأسلحة الكيماوية ويمكنها تطوير وإنتاج مواد الأسلحة الكيماوية بما في ذلك غاز الخردل والسارين وربما أيضا غاز الأعصاب في.اكس.

وقصفت قوات الحكومة السورية مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب دمشق يوم الثلاثاء في هجوم مضاد متواصل بعد المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة حول قاعدة سلطة الأسد.

ودفع القتال حول دمشق شركات طيران أجنبية إلى تعليق الرحلات الجوية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تقليص وجود موظفيهما في العاصمة.

وجاء رد الجيش بعد يوم من أنباء عن انشقاق المتحدث باسم الخارجية السورية في ضربة للحكومة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 200 شخص قتلوا في أنحاء سوريا يوم الاثنين وإن أكثر من 60 منهم قتلوا حول دمشق. وقصفت قوات الأسد مناطق إلى الجنوب الشرقي من العاصمة يوم الثلاثاء قرب المطار الدولي وفي داريا معقل مقاتلي المعارضة إلى الجنوب الغربي.

وفي وسط دمشق التي ظلت بعيدة لشهور طويلة عن الحرب الاهلية التي سقط فيها 40 ألف قتيل تحدثت إحدى السكان عن سماع عدد من الانفجارات المدوية.

وقالت سمعت أربعة أو خمسة انفجارات مدوية. قد تكون قنابل برميلية في إشارة إلى قنابل بدائية يقول نشطاء إن قوات الأسد تسقطها من طائرات هليكوبتر على المناطق التي يهيمن عليها مقاتلو المعارضة.

وحقق مقاتلو المعارضة تقدما كبيرا خلال الأسابيع القليلة الماضية وسيطروا على قواعد عسكرية بعضها قريب من دمشق.

وفي مواجهة المكاسب المتزايدة لمقاتلي المعارضة في شمال وشرق البلاد والتحدي حول العاصمة لجأ الأسد بشكل متزايد إلى الغارات الجوية.

ووسط حديث عن أن سوريا نقلت أسلحة كيماوية حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد مجددا من استخدامها.

وقالت وزارة الخارجية السورية يوم الاثنين إنها لن تستخدم أبدا الأسلحة الكيماوية ضد السوريين. وصدر البيان عن مصدر في الوزارة لم يذكر اسمه بعد اختفاء جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية.

وقال دبلوماسي في الشرق الأوسط إن مقدسي غادر البلاد وانشق في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن لديه معلومات عن أنه سافر من بيروت مساء الاثنين إلى لندن.

وقالت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إنهما يقلصان وجودهما في سوريا ردا على تصاعد العنف حول العاصمة.

وقال متحدث باسم العمليات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن هذه الخطوة لن توقف توصيل المساعدات إلى مناطق ما زالت قوافل الإغاثة قادرة على الوصول إليها.

وقال ينز ليركه لرويترز في جنيف لم نعلق عملياتنا.. نحن نقلص عدد العاملين الدوليين غير الأساسيين.

وعبر ثلاثة من العاملين الدوليين - المتبقين من وفد الاتحاد الأوروبي الذي بقي في دمشق بعد سفر أغلب المبعوثين الغربيين - إلى لبنان يوم الثلاثاء بعد انسحابهم من العاصمة السورية.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إنهم سينتقلون إلى بروكسل أو بيروت.

ويركز الجيش السوري فيما يبدو أغلب طاقته على دمشق حيث يخطط مقاتلو المعارضة للزحف على العاصمة من الضواحي المحيطة.

وليس لأي من الجانبين اليد العليا فيما يبدو في القتال.

واستمرت الاشتباكات حول مطار دمشق الدولي على امتداد الطريق السريع المؤدي للمطار والذي أصبح ساحة لمعارك متقطعة أجبرت شركات الطيران الأجنبية على تعليق الرحلات إلى دمشق منذ مساء يوم الخميس.

وقال مسؤول في مطار القاهرة إن شركة مصر للطيران التي حاولت استئناف الرحلات يوم الاثنين اضطرت لإعادة طائرة كانت متجهة إلى دمشق بسبب تردي الوضع الأمني حول المطار.

ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين قولهم إنه تم نقل أسلحة كيماوية سورية ومن الممكن إعدادها للاستخدام وهي مخاوف أثارتها المعارضة.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن المخاوف الأمريكية بشأن النوايا السورية المتعلقة باستخدام أسلحة كيماوية تزيد مما دفع واشنطن لوضع خطط للطواريء.

وكرر أوباما تحذيرا للأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال اوباما العالم يراقبكم... استخدام أسلحة كيماوية غير مقبول ولن يكون مقبولا بالمرة وإذا ارتكبتم الخطأ المأساوي باستخدام تلك الأسلحة فستكون هناك عواقب وستحاسبون.