في الذكرى الخامسة لوفاته.. "محمد عبد العاطي" بطل أكتوبر وأشهر قناص ‏دبابات في العالم ‏

تقارير وحوارات

صائد الدبابات محمد
صائد الدبابات محمد عبد العاطي


المقاتل العنيد الذى لقن العدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر درس ‏لن ينساه، بعد أن اصطاد  33 دبابة و3 مجنزرات ليسجل تاريخ ‏مشرف في سجل القوات المسلحة المصرية، إنه الرقيب أول مجند ‏‏"محمد عبد العاطى عطية شرف" الملقب بـ "صائد الدبابات".‏

محمد عبد العاطي ابن محافظة الشرقية الذي تحل اليوم 9 ديسمبر ‏الذكرى الخامسة لوفاته سجل اسمه في الموسوعات الحربية ‏كأشهر صائد للدبابات في العالم، فما قصته؟

الالتحاق بالجيش

الرقيب محمد عبد العاطي من أبناء محافظة الشرقية، ولد في 15ديسمبر عام 1950، ‏تم تجنيده في 25 نوفمبر عام 1969، وانضم أولاً للصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح ‏المدفعية، ليتخصص فى الصاروخ "فهد" المضاد للدبابات، الذى كان يحتاج إلى ‏نوعية من الجنود يتمتعون بالحساسية وقوة التحمل والأعصاب وسرعة البديهة.‏

‏قام عبد العاطي بأول تجربة رماية ضمن خمس كتائب، وكان الأول على الرماة، ثم تم تكليفه ‏بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات تمت ترقيته إلى رتبة ‏رقيب مجند.‏

الاستعداد لحرب أكتوبر
 ‏
قبل حرب السادس من أكتوبر 1973، وفى 28 سبتمبر 1973 التقى عبد العاطى ‏بالمقدم عبد الجابر أحمد على قائد كتيبته، الذى طلب منه أن يعود بعد إجازة 38 ‏ساعة فقط، فى أول أكتوبر إلى منطقة فايد، استعدادًا لصدور الأوامر بالتحرك

سجل من البطولات

جاء يوم 6 أكتوبر 1973 المرتقب، وبدأ الجيش يتقدم على مقربة ‏من القناة وبعد الضربة الجوية المصرية الساحقة بدأت أرض ‏المعركة وعبرت الجنود المصرية الضفة الشرقية للقناة، وكان ‏عبد العاطى هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابى لخط ‏بارليف، وأسقطوا أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة، وفى ‏فى 8 أكتوبر، وفى محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التى بدأت ‏فى التحرك والمصحوبة بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء من ‏الطائرات‎.‎

قام عبد العاطى بإطلاق أول صاروخ وتحكم فيه بدقة شديدة حتى ‏لا يصطدم بالجبل، ونجح فى إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله ‏بيومى، قائد الطاقم المجاور، صاروخًا فأصاب الدبابة المجاورة ‏لها، وتابع هو وزميله بيومى الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 ‏دبابة، ورصيد بيومى إلى 7 دبابات فى نصف ساعة، ومع تلك ‏الخسائر الضخمة؛ قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت ‏القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختاره العميد ‏عادل يسرى ضمن أفراد مركز قيادته فى الميدان، التى تكشف ‏أكثر من 30 كيلومترًا أمامها‎.‎

وفى 9 أكتوبر، فوجئ بقوة إسرائيلية مدرعة جاءت لمهاجمتهم ‏على الطريق الأسفلتى الأوسط، مكونة من مجنزرة وعربة جيب ‏وأربع دبابات، وأطلق الصاروخ الأول عليها فدمرها بمن فيها، ‏فحاولت الدبابة التالية لها أن تبتعد عن طريقها لأنهم كانوا ‏يسيرون فى شكل مستقيم، فصوب إليها عبد العاطى صاروخًا ‏سريعًا فدمرها هى الأخرى، وفى تلك اللحظة تقدمت السيارة ‏الجيب إلى الأمام، وبدأت الدبابات فى الانتشار، فقام عبد العاطى ‏باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده فى هذا اليوم 17 ‏دبابة أخرى‎.‎

وفى 10 أكتوبر، فوجئ مركز القيادة باستغاثة من القائد أحمد أبو ‏علم، قائد الكتيبة 34، لمهاجمة ثلاث دبابات إسرائيلية، فوجه عبد ‏العاطى ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، بالإضافة إلى اصطياد ‏إحدى الدبابات التى حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفى 18 ‏أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 33 دبابة و3 ‏مجنزرات.

تكريم

فى عام 1974 كرمه الرئيس السادات وأعطاه وسام نجمه سيناء ‏العسكرية فى احتفالات أكتوبر تقديرا للأعمال البطولية التى قام ‏بها فى حرب أكتوبر، وفى نفس الحفل أعطاه الرئيس الليبى حينها ‏معمر القذافي، وسام الشجاعة الليبى.‏

وفاته

ترك محمد عبد العاطى الخدمة فى القوات المسلحة عام 1974 بعد ‏النصر العظيم، ليلتحق بمؤسسة استزراع وتنمية الأراضى بكفر ‏الشيخ، ثم صان الحجر واخيراً منيا القمح، وتوفى فى 9 ديسمبر ‏عام 2001 فى ظل غياب تام من المسئولين بالدولة لم يحضر ‏مسئول واحد جنازته ولم يسأل عليه أحد طوال فترة مرضه.‏