قانون الحضانة.. الأزمة التي كشفت الفارق بين نائبات مصر والبرلمان الأوروبي

تقارير وحوارات

النائبة المصرية ونائبة
النائبة المصرية ونائبة البرلمان الأوروبي



بعد صراع طويل للبحث عن حقوقهن المنهوبة وسط المجتمعات الذكورية التي لطالما اإنتشرت في معظم بلدان العالم وصلت نائبتان إحداهما هنا في مصر، والأخرى في إيطاليا لكرسي البرلمان لتمثيل سيدات مجتمعاتهن كجزء من صنع القرار لبناء الدولة.

جمعتهما نفس الظروف كونهن سيدات حاربت ووصلت لمناصب مرموقة وسط مجتمعات ذكورية ولكن فرقتهما طريقة التفكير التي كشفت عن عقلية بعض السيدات المصريات التي مازالت لا تعترف بقدرتها وأحقية مساواتها مع الرجل.

ففي الوقت الذي تقدّمت فيه النائبة المصرية "سهير الحادي" بمشروع تعديل لقانون حضانة الأطفال، الذي يقوم بنقل الحضانة من الأم لزوجة الأب بشكل واضح وصريح فى حال زواج الأم، على نفس الكوكب هناك نائبة في البرلمان الأوروبي ممثلة إيطاليا "ليشيا رينزولي" اقترحت مشروع يعطي الأم المنفصلة  30% من ساعات عملها، ساعات عمل في المنزل مدفوعة الأجر لإعطاء الأم كفرصة للمكوث مع أطفالها أطول وقت لتربيتهم تربية سليمة.

البرلمان المصري
النائبة سهير الحادي، من مواليد 30 سبتمبر 1968، حاصلة على بكالوريوس تجارة ودبلومة تسويق وإدارة أعمال، متزوجة ولديها 3 أبناء، تُعد هي أول سيدة تدخل المجالس البرلمانية في تاريخ مدينة "أبو تيج" مسقط رأسها لأن المدينة معروفة بطابعها القبلى والنظام العائلى والتعصب.


النائبة من متحدي الإعاقة وأصبحت رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات الأشخاص ذوى الإعاقة وعضو المجلس القومي لشؤون الإعاقة فى أسيوط، دخلت البرلمان كمرشحة على قائمة "فى حب مصر" بالصعيد.

 تقدمت النائبة سهير الحادي، مع 60 نائباً آخرين، بمقترح لتعديل قانون الأحوال الشخصية، يقضي بنقل حضانة الأطفال من الأم حال زواجها إلى الأب فورًا بشرط أن يكون متزوجًا، وقد لاقى ذلك التعديل العديد من الانتقادات لا سيما من النساء اللائى رأينه مجحفًا بحق المرأة.

ووصل الجدل حول اقتراح النائبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي إنقسم روادها بين مؤيد ومعارض له، حيث أنهم وصفوا ذلك المقترح بـ"الظلم البيّن".

ومن أبرز التعليقات ما قالته إحدى ناشطات "فيسبوك": "كأن المفروض إن الست بعد الطلاق تعيش مُعاقبة طول عمرها، على فشل تجربتها وإختيارها، وتكمل الحياة وحيدة بدون زواج، وإلا اتنقلت حضانة أطفالها للأب وزوجته..فى الحقيقة آل ده مُجحف وظالم وبيصعّب الوضع الإجتماعي، الصعب أصلا، على الست المُطلقة، ويضطرها للحياة وحيدة أو خسارة أطفالها".

البرلمان الأوروبي
وفي البرلمان الأوروبي وقفت النائبة "ليشيا رينزولي" تدافع عن حقوق المرأة بإيمان داخلي منها بالمساواة التي تنادي وتحارب لأجلها، ليشيا رونزولي (39 عاما) هي عضو في "حزب الشعب الأوروبي" المحافظ.

النائبة ليشيا رونزولي، وصفها الكثيرون بأنها شخصية فريدة من نوعها منذ أن تخرجت من الجامعة تخصصت في علم النفس، ثم اشتغلت ممرضة بمستشفي جالسيا بميلان في إيطاليا، إلى أن أصبحت مديرة المستشفي، ومن ثم دخولها إلى البرلمان؛حيث تم ترشيحها في عام 2008 كعضوة في حزب الحرية، ثم في عام 2009 فازت بمقعد في البرلمان الأوروبي بـ 40 ألف صوت، وانضمت بعد ذلك إلى حزب الشعب الأوروبي وأصبحت عضوا في لجنة التوظيف والشئون الأجتماعية وعضوا في وفد العلاقات مع جنوب آسيا، بالإضافة إلى عضويتها في لجنة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، واللجنة الفرعية لحقوق الإنسان.

وتم انتخابها أيضا في نفس العام نائبا لرئيس الجمعية الأفريقية والبحر الكاريبي والمحيط الهادي لتعزيز حقوق المرأة والإنسان والديمقراطية.

اشتهرت ليشيا في العالم، بصورتها وهي تصطحب ابنتها داخل البرلمان الأوروبي،حيث كانت تصطحب ابنتها معها منذ صغرها في جلسات البرلمان، مما أثار دهشة زملائها النواب الأوروبيين في ذلك الحين، وقالت النائبة:"حضرت إلى هنا مع ابنتي فيتوريا في خطوة رمزية تضامنا مع جميع النساء اللواتي يعجزن عن التوفيق ما بين حملهن ووظيفتهن، وما بين حياتهن المهنية وتلك العائلية".

وأضافت:"آمل أن تعبر المؤسسات الأوروبية الرسمية عن التزام أكبر تجاه هذا الموضوع، بدءا بالبرلمان الأوروبي حتى نتمكن جميعنا (نحن النساء) من المضي في حياتنا العائلية كما المهنية بسلام".

والمفارقة في هذا الإطار, أن أعضاء البرلمان الأوروبي لا يحق لهم بإجازة أمومة أو أبوة، على عكس الموظفين الأوروبيين، فالنائبات اللواتي أنجبن حديثا يعتبرن "غائبات" إذا لم يشاركن في التصويت ولا تحصلن على البدل اليومي، لذلك وافق البرلمان الأوروبي لهؤلاء النائبات على اصطحاب أطفالهن معهم كما فعلت ليسيا رونزولي.

ولكن بعض النائبات الأكبر سناً قاموا برفض ذلك النظام، فعلقوا قائلين حسب تصريحات "ليسيا رونزولي": " البرلمان ليس حضانة وإن ذلك يضر بهيبة المكان"، لترد قائلة: "من المؤسف أن تصدر هذه الانتقادات عن نساء!".

ونصّبت النائبة الإيطالية "ليشيا" نفسها عل رأس البرلمانيات التي حملت قضية المرأة على أكتافها للوصول بها للأمان والمساواة الحقيقية العادلة، فقامت بالدفاع عن المرأة في العديد من القضايا ومن بين تلك القضايا كانت معاناة المرأة المنفصلة (المطلقة).

فقد اقترحت النائبة الأوروبية مشروع قانون، يُعطي الأم المنفصلة 30% من ساعات عملها، ساعات عمل من المنزل، مدفوع الأجر، ليتوفر للمرأة الأم العاملة وقت لتربية أبنائها حتى لا تضطر الأم العاملة الابتعاد عن أطفالها معظم ساعات اليوم.

اقترحت "ليشيا رينزولي" ذلك القانون، بناءً على الدرسات التي أثبتت منذ 60 عام، أن الأم تكون مُنتجة وفعّالة أكثر، ومُتحسنة نفسياً وقادرة على العطاء، فى حالة وجود أطفالها بالقرب منها.


- الأم الحاضنة أكثر انتاجاً وعطاءً 

ومن جانبها قالت الناشطة الحقوقية، فاطمة صلاح، مسئولة الوحدة القانونية لمؤسسة القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان والمرأة، إن الأم تكون أكثر انتاجاً وعطاءً في حالة وجود أطفالها معها.

وأكدت في تصريحات لـ"الفجر" أن حضانة الأطفال مع الأب في حالة زواج الأم ستؤثر على الاقتصاد المصري، حيث سيؤثر ذلك القانون على المرأة العاملة بالسلب وسيقلل من انتاجها، مشيرة إلى أن تطبيقه يعد تعد مباشر على حقوق المرأة.