بالصور.. مزلقانات الأقصر قنبلة موقوتة على وشك الانفجار..ولم يتم تطويرها منذ 50 عاماً



تنفرد محافظة الأقصر بقضية طال الانتظار لسرعة مواجهتها..فمن المعلوم أن مدينة الأقصر مساحتها لا تتعدى 3 كيلو متر مربع ، ويحدها نهر النيل من المنطقة الغربية وشريط السكة الحديد من الجهة الشرقية.

وعندما اتسع العمران شرق السكة الحديد فيما يعرف حالياً بالأقصر الجديدة وهى التى تشمل ضواحى سواقى الصياغ وحى السلخانة ، ومنطقة القباح الشرقى والغربى ، فقد زادت الكثافة السكانية بصورة مفاجئة وتركزت صورتها عند معدية مزلقان السكة الحديد المواجه لميدان مصطفى كامل.

ويعانى المواطنون ، ووسائل المواصلات والمركبات من غلق المزلقان والذى يستمر أحياناً لمدة قد تتجاوز نصف ساعة ، وهو الأمر الذى تتوقف فيه الحياة أمام المزلقان المغلق ويمتد طابور السيارات حتى ميدان الحوض ، مما يؤدى إلى غلق شارع يوسف حسن حتى ميدان السنترال.

ورصدت بوابة الفجر مشاكل المزلقانات بمحافظة الأقصر من خلال عدد من اللقاءات بالمواطنين والمسئولين.

وبدأ منتصر أبو الحجاج وكيل أول وزارة سابق بالمحليات ، حديثه بأن كل الدراسات التى أجريت خلال الفترة السابقة على ضرورة إنشاء نفق أرضى يربط غرب مدينة الاقصر بشرقها ، ويعتبر شريان التدفق ويعمل على مواجهة مشكلة التكدس التى يعانى منها مواطنو المدينة.

وأضاف أبو الحجاج أن الحاجة أصبحت ماسة لضرورة تنفيذ هذا النفق ، وهو الذى كان من المقرر أن تتضمنه خطة تطوير مدينة الأقصر والتى شاركت الهيئات الدولية فى إعدادها ، ويزيد من أهمية تنفيذ النفق المقترح أن تعداد مواطنى شرق السكة الحديد يتجاوز نصف مليون نسمة ، وهى منطقة مهددة بالإنفجار بسبب مزلقان السكة الحديد.

ويقول عبد الحميد يحيى وكيل أول وزارة السياحة بالمعاش ومن أبناء مركز الطود ، أن خطوط السكة الحديد امتدت من أسيوط إلى الأقصر عام 1962 ، ومنذ 12 عاماً تم ازدواج الخط وظلت المزلقانات يدوية مع البلوكات.

وأوضح يحيى أن من أخطر المزلقانات بالأقصر مزلقان محطة أرمنت شرق والذى يربط قرية العديسات قبلى وبحرى ومركز الطود غرب مع الطود شرق ، حيث يمر به حوالى 100 ألف نسمة يومياً و100 سيارة ، وطالب المواطنين بتحويله إلى كوبرى علوى أو نفق.

وقامت لجنة تم تشكيلها من محافظة الأقصر ووزارة الرى وهيئة السكك الحديدية ، واتفقت على تحويله إلى كوبرى علوى ، وقررت اللجنة إزالة منزل المواطن فوزى نجيب وتم إيجاد سكن بديل له.

وطلب من وزارة التربية والتعليم إزالة نصف مبنى مدرسة أرمنت الأولية ، والذى تم الإستغناء عنه من 25 سنة ويستعمل كمخازن مؤقتة ولا يصلح كمخازن لعدم تأمينه ، وكان من المفترض إزالة 20 متر منه ولم تنفذ الوزارة.

كما كان سيتم توسيع محطة أرمنت على ترعة الكلابية ، والمفترض أن تقوم وزارة الرى بهذه العملية ، وأخذ الرى يطالب هيئة السكك الحديدية وهيئة الطرق والكبارى بدفع المبالغ اللازمة ، ولازال الموضوع لدى اللواء محمد حسن رئيس مركز الطود ، والذى يجب أن يخاطب الجهات السابقة بما طرحته اللجنة المشكلة.

ويضيف يحيى أن هناك مشكلة مزلقان مركز الطود ، عندما تم إنشاء المدينة الشبابية تم توسعة الطريق وكان مقترحا ًتوسيع المزلقان ذهاباً وإياباً وتوسيع كوبرى الطود ، وكانت الاعتمادات موجودة لدى هيئة الطرق والكبارى ، وهيئة السكك الحديدية ، ووزارة الرى ، ولكن بمجرد قيام الثورة توقفت كل التعديلات الخاصة بالمزلقان.

كما أن مزلقان الطود يعمل بالطريقة اليدوية ويعتمد العامل فى عمله على التليفون الذى يكون معطلاً 90% من أيام العمل ، ويفاجئ العامل بوصول القطار فنجده يسجل مواعيد وصول القطارات حتى يتمكن من غلق المزلقان فى المواعيد حفاظاً على أرواح المواطنين.

وقامت بوابة الفجر بعمل حصر لمزلقانات الأقصر التى تعمل بدون عامل أو حتى ناظر محطة ومنها مزلقان الحبيل ، والرضوانية ، والبغدادى ، ومنشية النوبة ، ونجع الجسور ، والعديسات قبلى ، والبياضية.

وقال محمد بسطاوى نائب رئيس النقابة المستقلة بالسكك الحديدية بالأقصر ، أن المزلقانات لم يتم تطويرها منذ 50 عاماً ، ولاتوجد بها دورات مياه وخطوط التليفونات الموجودة قديمة ومتهالكة وتعمل بنظام التحويلة ، ويجب أن يحصل العاملين حقوقهم كاملة حتى يعيشوا حياة آدمية.

وقال محمد القاضى عامل بسكك حديد الأقصر أن هناك حالة من الاستياء والمعاناة تسيطر على العديد من مواطنى محافظة الأقصر بسبب سوء حالة محطات السكك الحديدية بالرغم من التصريحات الوردية والمتكررة للمسئولين خاصة وان الهيئة تعانى من سلبيات كثيرة منها القطارات المتهالكة والمزلقانات السيئة ومعظم المحطات مهملة تماما فمحطات مدينتي اسنا وارمنت لا ترقي لمستوي المحطات فدورات المياه غير ادمية ومقاعد الانتظار محطمة ولا تصلح للجلوس والمحطات غير نظيفة وبالكاد تجد الموظفين في مكاتبهم.

وأضاف القاضى ان عدد المزلقانات بالاقصر يتراوح ما بين 18 و 22 مزلقان 3 منهم فقط الكتروني والباقي مزلقانات عادية تمثل خطراً مستمراً علي المواطنين ومعظم هذه المزلقانات تحتاج الي صيانة وتطوير مشيراً الي ان المزلقانات احد الاسباب الرئيسية في وقوع الحوادث المتكررة نتيجة للاخطاء التي يقع العاملون من غلق وفتح وكذلك تحويلة القطار .

يذكر أنه في مركز أسنا جنوب الأقصر وبالتحديد في مزلقان الشغب لقيت أسرة بالكامل مصرعها بسبب اهمال موظف في المزلقان ، حيث كان يستقل خمس أفراد توك توك وكان المزلقان مفتوح ، وعبروا شريط السكة الحديد أثناء قدوم قطار من القاهرة في طريقه إلى اسوان فأصطدم القطار بالتوك توك.

ويطالب أهالى محافظة الأقصر بتطوير المزلقانات وتزويدها بشواديف تعمل بصورة ميكانيكية ، وتحجز كافة وسائل المواصلات العابرة لها مع تزويدها بأجراس انذار حديثة ، والإهتمام بتحسين حالة المسئولين من ملاحظين وخفراء ، وضرورة إعداد دورات تدريبية لهم وبصورة منتظمة.