5 مؤشرات مبكرة تنذر بقصور في القلب.. تعرف عليها

الفجر الطبي

القلب - ارشيف
القلب - ارشيف


غالبًا ما تكون أولى أعراض قصور القلب دقيقة للغاية وغير واضحة، لكن يبقى من الخطير تجاهلها، حيث ان واحدة من الحقائق المؤسفة أن نشاط جسدك بأكمله يبدأ في التباطؤ في العقدين السادس والسابع من العمر، ففي تلك الفترة تجد أن صعود مجموعة من السلالم كنت تصعدها سريعًا من قبل، وربما درجتين في المرة الواحدة، بدأ يتحول إلى مهمة شاقة كما لو كنت تحاول الصعود إلى قمة جبل إيفرست.

وفي الوقت الذي يمكن فيه عَزْو فقدان جزء من الحيوية والنشاط إلى عملية التقدم الطبيعي في العمر، فإن الإرهاق وصعوبة التنفس قد يشكلان كذلك مؤشرًا على أن قلبك ربما لا يعمل على النحو المناسب.

«هناك توجه عام لدى الناس يتمثل في إهمال أعراض قصور القلب heart failure، واعتبارها جزءا من خصائص التقدم في السن. ولذا، فإن من المهم لنا أن نخترع وسيلة سهلة لكشف تلك الأعراض»، يقول د. مانديب آر. ميهرا، مدير الشؤون الطبية لدى «مركز القلب والأوعية» الخاص بمستشفى «بريغهام آند ويمينز هوسبيتال» التابعة لجامعة هارفارد.

أوجه قصور القلب
هناك أوجه مختلفة لقصور القلب؛ إذ يحدث قصور القلب عندما يتسبب شيء ما في ضرر بعضلة القلب، أو يقلص قدرة القلب على ضخ الدم بالصورة المناسبة. وفي كثير من الحالات، ينبع الضرر من إصابة الشريان التاجي بمرض ما أو التعرض لنوبة قلبية. إلا أن السبب قد يكمن كذلك في حدوث عطب في صمامات القلب في مواجهة ضغط دم مرتفع على امتداد فترة طويلة أو الإصابة بمرض وراثي.

وبغض النظر عن ماهية السبب، فإن القلب المصاب بالقصور لا يصبح باستطاعته المضي في ضخ الدم على النحو المناسب لمواكبة حاجة الجسم إلى الدم الغني بالأكسجين، وفي محاولة لمعاونة الأطباء والمرضى على تحقيق رصد سريع لأعراض قصور القلب المحتملة، نجحت «الجمعية الأميركية لقصور القلب» www.HFSA.org في تحديد مجموعة من الأعراض المبكرة.

يتمثل العرض الأول في الشعور بالإرهاق، فعندما لا يضخ الدم قدرًا كافيًا من الدم الغني بالأكسجين لتلبية احتياجات الجسم، يخيم على الجسم شعور عام بالإرهاق والتعب.

أما العرض الثاني، فهو محدودية النشاطات التي يصبح المرء قادرًا على الاضطلاع بها، ذلك أن الأفراد الذين يعانون من قصور في القلب غالبًا ما يعجزون عن الاضطلاع بالنشاطات الحياتية المعتادة نظرًا لأنهم أصبحوا يشعرون بالإرهاق وضيق التنفس بسرعة.

من المؤشرات أيضًا الشعور بالاختناق، ذلك أن تراكم السوائل داخل الرئة يمكن أن يسفر عن تعرض الإنسان للسعال وصعوبة في التنفس وخروج صوت حشرجة عند التنفس.

ويتمثل مؤشر آخر في التعرض للاستسقاء أو تورم في الكاحل، ذلك أنه عندما يفتقر القلب إلى القوة الكافية لجذب الدم المستهلك من الأطراف السفلية من الجسد، من الممكن أن تترسب السوائل بمناطق الكاحل والأرجل والفخذين والبطن. ومن الممكن أن يتسبب تراكم قدر مفرط من السوائل في حدوث زيادة سريعة في الوزن.

أما المؤشر الأخير، فيتمثل في ضيق النفس. ويعود ذلك إلى أن السوائل المتراكمة داخل الرئة تزيد صعوبة عملية التخلص من ثاني أكسيد الكربون الموجود بالدم المستهلك مقابل الحصول على أكسجين جديد. وقد تزيد صعوبة التنفس كذلك لدى الاستلقاء على الظهر لأن الجاذبية الأرضية تسمح للوسائل بالتحرك من أسفل الرئة باتجاه الأعلى في منطقة الجذع.

إلا أنه ينبغي التنويه هنا بأن هذه المؤشرات التحذيرية الخمسة في حد ذاتها لا تكفي لأن تنبئ عن وقوع قصور في القلب، لكنها كافية لدفع المرء سريعًا لطلب المشورة الطبية، حسبما أوضح د. ميهرا.

مزيد من الاختبارات
بجانب الفحص البدني، يملك الأطباء أداتين مهمتين أخريين لرصد وجود قصور في القلب؛ الأولى مخطط صدى القلب، وهو اختبار بسيط يعتمد على الأشعة فوق الصوتية لرسم صور للقلب أثناء عمله. وإذا ما كشفت الصور خروج كمية أقل من المعتاد من الدم من القلب لدى انكماش البطين الأيسر، فإن هذا ينبئ عن إمكانية كبيرة لوجود قصور في عضلة القلب. ومن بين النتائج الأخرى التي قد تشير إلى حدوث قصور بالقلب، وجود مستوى غير عادي من التخثر والانتفاخ في جدار القلب وعجز صمامات القلب عن العمل على النحو المناسب.

وتتمثل الخطوة التالية في تحديد مؤشرات مبكرة لوجود قصور في القلب، في البحث عن واصمات (علامات) حيوية في الدم، مثل «B - type natriuretic peptide».

التي يجري إفرازها عندما يتعرض القلب لضغوط. وفي هذا الصدد، أوضح د. ميهرا: «أطلق على هذه المركبات (دموع القلب) لأنها تكشف عن أن القلب يبكي طلبًا للمساعدة». وبمجرد التأكيد على التشخيص الأولي، فإنه قد تكون هناك حاجة لإجراء مزيد من الاختبارات لتحديد السبب وراء قصور عمل القلب والسبيل الأمثل لعلاجه.