دراسة تكشف سر غضب الخليج من مصر ودعم السيسي ماديا طوال عامين

تقارير وحوارات

السيسي والملك سلمان
السيسي والملك سلمان


"السياسة المصرية وبالنّظر إلى ظروفها الدّاخلية تتبع سياسة خارجية غير واضحة المعالم، تهدف بالأساس إلى كسب المزيد من الصّداقات على الساحة الدولية للتأكيد على شرعية النظام".. هكذا يرى مركز أبحاث إماراتي، في تحليله للعلاقة الحالية بين مصر ودول الخليج.

وقال مركز "البيت الخليجي للدراسات والنشر"، إن السعودية كانت من أوائل الدول الداعمة لتغيير نظام الإخوان، وقد عمدت إلى تقديم العديد من المساعدات المادية والاقتصادية والدعم السياسي للنّظام في المحافل الدولية مؤكّدة على أهمية استقرار الحكم الحالي من أجل مصلحة مصر والمنطقة.

وأضاف المركز أنه "لم تكن السعودية الدولة الوحيدة المؤيدة لذلك بل أيضا الإمارات رحّبت بذلك التغيير على إثر محاكمتها لعناصر الإخوان المقيمة بها ومنعها المعارضة الإسلامية وتقويضها لها في الدّاخل"، مشيرًا إلى أن الإمارات عمل على تقديم مساعدات مادية وعينية لمصر، كانت لها أهمية كبرى في دعم النظام وتقوية شرعيته.

المركز الخليجي قال إن "نظام السيسي عمل على توسيع شبكة علاقاته الخارجية حتى يدعم شرعيته فإلى جانب حفاظه على علاقاته مع الولايات المتحدة يسعى النظام إلى التقرّب من روسيا كخيار استراتيجي وبديل متوافر لديه في حال تصدّع العلاقات مع الولايات المتحدة ولإكسابه المزيد من الشّرعية خصوصًا في ظل وجود الحزب الديمقراطي في الحكم وهو الذي لا يتبع موقفا حاسما تجاه ما يحدث في مصر".

وأوضح المركز، سر دعم السعودية والإمارات لمصر، بقوله: "السعودية قوة إقليمية لديها موقعها وإمكانياتها وتحالفاتها التي لا يمكن التغاضي عنها وعن تأثيرها، ويستتبع ذلك أنه لديها مسؤوليات يجب أن تقوم بها حيال المنطقة ولحماية مصالحها".

وأضاف: "على الرغم من أن السعودية والإمارات كانتا من الدول الداعمة لمصر بعد يونيو 2013 إلا أن الإمارات لم يقع على كاهلها المسؤوليات الإقليمية الواقعة على السعودية من حيث مواجهة صعود القوى المتطرفة في المنطقة الممثلة في داعش وتزايد التواجد الإقليمي لإيران في سوريا جنبًا إلى جنب مع روسيا، لاسيما بعد تسويتها للبرنامج النووي مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصاعد الحوثيين في اليمن وصراعاتهم التي تهدد أمن واستقرار النظام في السعودية".

وتابع: "في ظل هذه الأوضاع الإقليمية، ما تزال الإمارات والسعودية تدعمان مصر ونظامها السياسي ولكن بدرجات متفاوتة فالسعودية منشغلة بالقضايا الإقليمية الطارئة وهو ما يدفعها للدخول في صراعات ومواجهات ومسؤوليات تحول دون استمرار دعمها لمصر بنفس القوة المعهودة كما كان الحال في 2013".

وختم التقرير، بقوله: "مصر لا ترتكز على الدعم الإقليمي كما كان الحال منذ سنتين ولكنها تسعى لتوسيع علاقاتها على المستوى الدولي والحصول على المزيد من الدعم الذي يفوق كل ما تمنحه السعودية والإمارات وإن كان ما تقدّمه كلّ منهما ضرورة بالنسبة للنظام".