"الفيصل" للأئمة والخطباء: عليكم أن تكونوا قدوة في أنفسكم قبل أن تطالبوا بها الآخرين

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


خاطب مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة "الأمير خالد الفيصل"، أكثر من 500 إمام وخطيب، في ندوة دور الأئمة والخطباء في تعزيز مفهوم القدوة لدى أفراد المجتمع، التي دشنها أمس بجدة، وأقامها فرع الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة؛ بقوله: "للإمام والخطيب دور كبير، فاللهَ اللهَ بالبدء بأنفسكم، وأن يكون كل واحد منكم قدوة في نفسه قبل أن يطالب الآخرين، فعملكم ليس بمهمة إدارية، بل مهمة إسلامية، فالإسلام هو الأساس في قيام هذه الدولة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله".
 
وأضاف: "نحن في هذه الظروف أحوج ما نكون إليه للإسلام الوسطيّ، وليس للإسلام الذي انتهك من البعض للوصول إلى غايات دنيوية، فنحن أصحاب رسالة، فنحن حملنا مسؤولية الإسلام وخدمة المسلمين، فكيف نخدم المسلمين إذا لم تكن قدوة، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا، وخدمة ديننا ليست كرمًا منا، وإنما واجب علينا".
 
وأردف: "هذا المشروع هو مبادرة من إمارة المنطقة؛ حيث انتهجت منذ سنوات في طرح شعارات للحراك الثقافي في المنطقة، وقد طرح في هذه السنين أكثر من شعار ابتداء من منهج الاعتدال السعودي واحترام النظام وغيره من المشاريع التي وجدت طريقها بأن يكون لها كراسي بحث ودراسته في جامعات المنطقة".
 
وكشف عن أن الإمارة ركزت في العام الحالي، بحيث يكون حراكها الثقافي من خلال فعاليات منظمة ومدروسة وأسلوب في الطرح والتنفيذ، فكان هذا الموسم مختلفًا، وقد ساعدنا كل المسؤولين في الإدارات الحكومية من خلال ورشة عمل عملت لهذا الغرض.
 
وأشار إلى أنه في هذا العام تم التركيز على أربعة عناصر لهذه المبادرة، وهم: رب الأسرة، والإمام والخطيب، والمعلم، والمسؤول أينما كان.
 
وكانت الندوة التي دشنها "الأمير الفيصل" وحضرها وزير الشؤون الإسلامية "الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ" بدأت بالقرآن الكريم، ثم كلمة لمدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة "الشيخ علي سالم العبدلي" أكد فيها أن الندوة هي أولى مبادرات الفرع في الاستجابة لمبادرة أمير منطقة مكة المكرمة لتعزيز مفهوم القدوة الحسنة لدى أفراد المجتمع.
 
وأشار إلى أن هذه المبادرة شملت إلقاء أكثر من 15 ألف خطبة جمعة عن تعزيز مفهوم القدوة، وسيتم جمع أفضل 100 خطبة لطباعتها في كتاب، ومن ثم توزيعه، كما شملت المبادرة إلقاء أكثر من ألف درس في السيرة، وإلقاء أكثر من خمسة آلاف محاضرة للرجال والنساء، وإرسال أكثر من 100 ألف رسالة توعوية نصية.
 
وفي كلمته، خاطب وزير الشؤون الإسلامية الأئمة والخطباء بقوله: "من لا قدوة سابقة ولا قدوة حاضرة له؛ فإنه لا تأثير منه ولا فيه، وعليكم بعدم الاستعلاء على الناس بكلام أو فعل، وأن نكون في أنفسنا متواضعين، وأن نسعى حسن المعشر، فالإمام والخطيب مأمور أن يقتدي بأضعف الناس أثناء صلاته وخطبته، فأقصر طريق للتأثير في الناس ليس بكثرة الكلام، وإنما أن نكون قدوة صالحين في كلامنا وأفعالنا، ومفهوم القدوة مفهوم أصيل في كافة العلوم، وأن نكون قدوة ناجحين ممثلين لرؤية سمو أمير منطقة مكة المكرمة".
 
وفي نهاية الحفل قدم وزير الشؤون الإسلامية "الشيخ صالح آل الشيخ" هدية تقديرية لأمير منطقة مكة المكرمة، كما تم عرض فيلم بعنوان "قربة" يروي قصة فرع يسمى أن يكون قدوة.
 
وألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي "الشيخ عبدالرحمن السديس" محاضرة عن دور الإمام والخطيب في تعزيز مفهوم القدوة لدى أفراد المجتمع، أدارها "الدكتور عبدالرحمن العساكر".