لن تمشي وحدك أبدا.. أكثر من مجرد نشيد

الفجر الرياضي

ليفربول
ليفربول

 كرة القدم حافلة باللحظات التي لا تُنسى. وهذه اللحظات تحصل على أرضية الملعب في بعض الأحيان، أو في مدرجات الملاعب حول العالم في أحيان أخرى. يملك أحد الملاعب سمعة تمتعه بأجواء رائعة وهو ملعب ليفربول الخاص بالنادي الإنجليزي العملاق ليفربول.


يُعتبر مدرج كوب في ملعب أنفيلد بمناديله ويافطاته المرفوعة وراياته الطائرة وسط جمهور ليفربول، أحد أكثر الأماكن روعةً للمشاهدة. ويزداد رونق المكان عندما يقوم أنصار ليفربول بالوقوف لإلقاء نشيدهم المفضل "لن تمشي وحدك أبداً." بفضل الأجواء الحامية وكلماتها الجامعة، تقرب هذه الأغنية ليس فقط في ما بين أنصار "الريدز"، بل عشاق كرة القدم الشغوفين حول العالم.


أما الأداء الذي بقي عالقاً في الأذهان لفترة طويلة لهذ النشيد فكان الجهد الجماعي الذي قام به أنصار ليفربول والفريق الزائر بوروسيا دورتموند في 14 أبريل عام 2016. فقبل بداية المباراة بين الفريقين في الدور ربع النهائي من الدوري الأوروبي موسم 2015-2016، وقبل يوم واحد من ذكرى مجزرة ملعب هيلزبره، وفي لحظة تضامنية، قام أنصار الفريقين الذين احتشدوا في ملعب أنفيلد وبصوت واحد بإنشاد هذه الأغنية واضعين جانباً المنافسة الرياضية بينهما لبضع دقائق.


لم يكن هؤلاء في حاجة إلى مرافقة من مكبرات الصوت الخاصة بالملعب، فقد قاموا بالغناء متحدين بفرح وشغف. كانت اللحظة مؤثرة لدرجة أنها دفعت مدرب ليفربول الحالي وبوروسيا دورتموند السابق يورجن كلوب للقول في المؤتمر الصحفي الذي عقب المباراة: "كانت أجواء رائعة، لن أنساها أبداً."


وأبى اللاعبون إلا أن يخلدوا تلك المناسبة. فبعد التشجيعات الهائلة التي أطلقها أنصار الطرفين، قدم الفريقان مباراة مثيرة للغاية انتهت بتفوق ليفربول على منافسه الألماني. ويتذكر جيمس ميلنر تلك الأجواء عندما قال في نهاية المباراة: "عندما يكون الجمهور بهذه الحالة، لا يمكن أن تجد نفسك في مكان أفضل من هنا لممارسة اللعبة، وأن تكون جزءاً من أمسية رائعة مثل هذه."


لم تكن تلك الأمسية ساحرة فقط للذين عاشوها أو تابعوها من بعيد، فقد دخلت في المنافسة النهائية على جائزة FIFA للمشجعين والتي ستقدم في حفل جوائز The Best لكرة القدم من FIFA والذي سيقام في زيوريخ يوم 9 يناير.


من الرقم واحد إلى نشيد كروي

إذا كانت جذور الأغنية تعود إلى عام 1945 والقطعة الموسيقية "كاروسيل" من قبل فرقة رودجرز أند هاميرستين ميوزيكل، فإنها انتظرت حتى أكتوبر عام 1963 وأسطوانة عنوانها "لن تمشي وحدك أبداً" من تاليف فرقة جيري أند ذي بايسمايكر من ليفربول لكي تحتل المركز الأول لأفضل الأغاني في بريطانيا. تبنى أنصار ليفربول هذه الأغنية في العام ذاته، وخلال فترة وجيزة باتت الأغنية مرادفاً لمدرج "كوب" وأنصار ليفربول الذي يقفون في مدرجات ملعب أنفيلد الشهير.


بعد أن تركت الأغنية أثراً في منطقة ميرسيسايد وفي شرق جلاسكو في صفوف نادي سلتيك، شقت الأغنية طريقها إلى ألمانيا، وتحديداً منطقة الرور الصناعية بعد أن قررت فرقة محلية مؤلفة من خمسة أشخاص وتدعى بيور هرموني أن تنشدها عام 1996. وقال رئيس الفرقة الألمانية ويدعى ماتياس كارتنر لموقع ليفربول الرسمي "نصحنا أحد الأصدقاء الجيدين بأن نقوم بتسجيل أغنية 'لن تمشي وحدك أبداً' فقلت في نفسي "لا".


وتابع قائلاً: "إنها أغنية جميلة، لكن كان من الصعب إنشادها بسبب تناغم الموسيقى. كان إنشادها صعباً، لأنها في البداية تنطلق من العمق ثم تحلق عالياً. لكن بعد أسبوع من النقاش قمنا بتسجيل الأغنية."


وأضاف "نحن من أنصار دورتموند، من الأنصار الحقيقيين، وبالتالي قمت بتسليم تسجيل أغنية 'لن تمشي وحدك أبداً' إلى المتحدث بإسم الملعب وقالي لي ‘حسناً، إنها جيدة سأقوم بالتجربة.’"


باتت الأغنية تقليداً قبل انطلاق مباريات دورتموند على ملعب فيستفالنشتادويم. لكن دورتموند ليس النادي الألماني الوحيد الذي اعتمد هذه الأغنية التي تصدح أيضاً في ملاعب أندية باير ليفركوزن، وبوروسيا مونشنجلادباخ، ودارمشتادت، وكايزرسلاوترن، وماينز وسانت باولي.


بات لحن الأغنية عالمياً وقد وصلت أصداؤه إلى أندية فيينورد في هولندا، وكلوب بروج في بلجيكا وإلى مباريات أف سي طوكيو في اليابان