(خاص).. خبراء يوضحون الأسباب الحقيقية وراء التغييرات التي ستشهدها الميزانية السعودية لعام 2017

السعودية

الملك سلمان - ارشيفية
الملك سلمان - ارشيفية


ينتظر العالم عامة والأسواق خاصة صدور الميزانية السعودية الجديدة لعام 2017، والتي تأتي وسط تحديات قوية وكبيرة لدى المملكة العربية السعودية، لا سيما الخارجية منها والتي تشهد تغييرات غير مسبوقة، مما يجعلها تبتلع أموال مهولة، فضلا عن الإجراءات الخاصة ببرنامج التحول الوطني الذي أُعلن عنه في النصف الأول من هذا العام 2016، وهو ما أكده كثيرون أن الميزانية السعودية حتما ستتأثر بهذه التغييرات الطارئة.

توقعات وترقب
هذا وأكدت الأنباء أن التوقعات تشير إلى أن الميزانية الجديدة ستشهد إجراءات لضبط الإنفاق وزيادة الإيرادات غير النفطية، فيما ذكرت قناة "العربية"، إنه من المنتظر أن يعقد مجلس الوزراء السعودي اجتماعاً بعد ظهر اليوم، يعقبه بث بيان حول الميزانية الجديدة، ليتوجه بعدها الوزراء إلى وكالة الأنباء السعودية لإجراء مؤتمر صحافي يتم خلاله الإعلان عن تفاصيل ميزانية 2017 المنتظرة.

الحد من السياسات التوسعية الماضية
وأوضحت أيضا، أنه من المتوقع أن تحمل الميزانية إجراءات خاصة بشأن القطع مع السياسات التوسعية التي انتهجتها الميزانيات السعودية السابقة، والتي تضاعف خلالها الإنفاق التشغيلي خاصة بشكل كبير بين العامين 2002 و2014.

خطة ممتدة لعدة سنوات
وذكرت أيضا أنه من بين الأمور المرتقبة أيضاً الإعلان عن خطة ممتدة لعدة سنوات قادمة، تقوم على استمرار الإجراءات والسياسات المالية التي تم اعتمادها أخيراً، وفق رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، بحيث تعطي رؤية مستقبلية واضحة وشفافة لاقتصاد المملكة.

إجراءات سابقة لتنويع مصادر الدخل السعودي
واتخذت السعودية العديد من الإجراءات المهمة خلال عام 2016، وذلك ضمن إطار الخطط الإستراتيجية التي اتخذتها لتنويع مصادر الدخل وليس الاعتماد على النفط فقط، وهو ما عرف بـ "رؤية السعودية 2030"، والتي جاءت كالتالي:

شراكات جديدة
إطلاق شراكات جديدة والترخيص لشركات أجنبية للاستثمار في المملكة بملكية كاملة، وفي هذا قامت الهيئة العامة للاستثمار السعودي، بمنح شركة "أبل" ترخيصاً للعمل في السعودية في مايو الماضي من هذا العام 2016، لتقوم بمهام تطوير قطاع تقنية المعلومات في المملكة  العربية السعودية، فيما منحت أيضا 3 شركات أميركية تراخيص تجارية بنسبة تملك كاملة، وهي شركة "داو كيميكال"، وكذلك شركة "فايزر" للأدوية و"ثري إم"، وشركة "6 فلاغز" بالعمل في المملكة أيضا.

توقيع اتفاقيات متنوعة
كما شملت الإجراءات أيضا توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين السعودية والصين، في مجالات متعددة، أبرزها الطاقة وتخزين الزيوت والتعدين والتجارة، بالإضافة إلى، توقيع 11 مذكرة تفاهم تخدم "رؤية 2030"، في قطاعات الصناعة والتجارة والطاقة والتنمية والثقافة.

رؤية 2030 السعودية
هذا وحرصت المملكة العربية السعودية إبراز رؤى جديدة بشأن الاقتصاد وأهمية تنويعه، كان من أهمها  "رؤية 2030"، والتي تهدف إلى رفع نسبة الاستثمار الأجنبي مقابل الناتج المحلي من 3.8% حالياً إلى 5.7%، كما تعتزم زيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 مليار ريال إلى تريليون ريال.

إشادات وردود أفعال 
وجاءت الكثير من ردود الأفعال حول هذه الرؤية التي وصفها المحللون بأنها طموحة للغاية، حيث أشاد صندوق النقد الدولي بهذه الخطوة، ووصفها بالملائمة مع انخفاض أسعار النفط، فيما وصفها  البنك الدولي بأنها، برنامج تحول قوي للغاية وطموح، لافتا إلى أنه  سيساهم في استدامة الاقتصاد في السعودية والمنطقة ككل.

من جهتها ذكرت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، أن تنفيذ هذه الخطة سينعكس إيجاباً على جودة التصنيف الائتماني للسعودية، بينما قالت وكالة  "ستاندرد آند بورز"، إن الخطة طموحة، لكن من الممكن أنها تواجه تحديات في التطبيق، لكنها ستساهم في تسريع النمو الاقتصادي في حال نجاحها.

تأثيرات قوية على مدار عامين
 وفي سياق ما سبق أكد هشام عبد الفتاح، الباحث والمتخصص في الشئون الخليجية، أن الاقتصاد السعودي بالفعل تأثر كثيرا في الأعوام السابقة، خاصة العامين الماضيين، بالعديد من الأحداث التي حفلت بها المنطقة العربية، مما أثر سلبا على الاقتصاد السعودي الذي سيجعل تغييرات مؤكدة بالميزانية السعودية.

تحديات سياسية خطيرة
وعن التحديات السياسية، أضاف عبد الفتاح، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه التحديات السياسية شملت العديد من الأمور، ومنها الحرب اليمنية التي استنزفت الميزانية السعودية،  مما سبب إقبال شديد على شراء الأسلحة من الدول الأخرى، وهو الأمر الأساسي في جعل سلبيات كثيرة تلحق بالاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى انخفاض سعر النفط الذي زاد الأمور سوءا. 

إجراءات حياتية مشددة
عبد الفتاح، أكد أن التأثيرات السلبية لم تلحق فقط بالميزانية السعودية، وإنما لحقت أيضا بالإجراءات الحياتية التي اتخذتها القيادة السعودية تجاه المواطنين الأجانب وكذلك السعوديين، حيث اتخذت إجراءات كان أشهرها تخفيض أجور العمالة ورواتب الموظفين السعوديين ذاتهم.

التحرك سريعا نحو التغيير
وأوضح المتخصص في الشأن الخليجي، أن الميزانية المقرر الإعلان عنها سيشهدها تغييرات كبيرة، مشددا على أهمية اتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية لتغيير الاعتماد على النفط وحده كمصدر للدخل السعودي.

حتمية العجز في الميزانية
من جانبها أكدت الدكتور يمنى الحماقي، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن السعودية لابد أن يكون لديها عجزا كبيرا في الميزانية المنتظر الإعلان عنها، نتيجة لبعض الأسباب.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التسليح على الحرب اليمنية، وكذلك انخفاض سعر النفط، أثروا تأثيرات سلبية كبيرة على الجانب الاقتصادي لديها، مما يجعلها في حاجة ملحة تماما لمواكبة هذه الانخفاضات الشديدة الكبيرة.

كيفية المواجهة
وعن مواجهة تلك التحديات، ذكرت أستاذ الاقتصاد، أن السعودية لديها فرص كبرى في ضبط الأوضاع الاقتصادية، بالعمل على وضع قواعد لتخفيض الدعم، فضلا عن أهمية إيجاد حل للمشكلة الخاصة بالحرب اليمنية، محذرة من أن هذه الحرب ستتسبب في استنزاف الأموال السعودية بشكل مرعب، على حد وصفها.

مخططات لضرب المنطقة اقتصاديا
وبينت أن هناك مخططات كبرى لاستنفاذ الطاقات الاقتصادية للدول العربية، ويأتي سبب من أسباب عدم التكامل العربي، وهو الأمر الذي يمثل مشكلة كبرى أيضا، مشددة على أهمية أن يلعب المجتمع المدني ضرورة التكامل بين الدول العربي خاصة أن هناك مشكلات كبرى تأتي على مستويات القيادات السعودية.

الميزانية تواجه تحديات كبيرة
كما أكدت الدكتورة عالية المهدي، العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والعضو السابق بمجلس الشورى، أن الاقتصاد السعودي الممثل من خلال الميزانية السعودية التي سيتم الإعلان عنها تواجه العديد من التحديات.

وأضافت المهدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر، أن طبيعة هذه التحديات، تتمثل في التحدي الاقتصادي الخاصة بإيرادات النفط، التي تتراجع إيراداته تماما، فضلا عن الإنفاق العسكري الذي يمثل تحديا كبيرا بالتأكيد على الميزانية أيضا.

حياة المواطنين
ولفتت إلى أن هذه الإجراءات المتخذة، ستمثل تأثيرات سلبية على حياة الناس والمواطنين، وبالتالي لابد من أخذها أيضا في الاعتبار مع حالة الغليان التي تشهدها المنطقة العربية.