"والي" تضع شروط "مودرن" لاختيار الأم المثالية.. ونائبات: تكريم لـ"الأغنياء فقط"

تقارير وحوارات

تكريم الأم المثالية
تكريم الأم المثالية



تظل الكادحات من السيدات المصريات مهمشات تهدر حقوقهن، فلا يتذكرهن أحد إلا للإتجار بهن، فالحياة تعيق كاهلهم والدولة تتناسهم حتى من التقدير المعنوي الذي كان يعينهم على تقبل مشاق الحياه، الذي تسعى وزيرة التضامن الاجتماعي بأن تحرمهن منه عن طريق وضع شروط عنصرية لاختيار الأم المثالية، كما وصفتها نائبات مجلس الشعب وبعض الحقوقيات، مشددين على ضرورة تكريم السيدات البسيطة وعدم انكار دورهن في المجتمع.


وكانت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، أعلنت عن فتح باب التقدم لمسابقة الأم المثالية لعام 2017 على مستوى الجمهورية اعتبارا من 2 يناير وحتى يوم 15 من نفس الشهر وذلك من خلال مديريات التضامن الاجتماعي المختلفة على مستوى الجمهورية .


ووضعت الوزيرة عدد من المعايير فى اختيار الأم المثالية فيجب ألا يقل سنها عن 45 عاما فى 31/ 12/ 2017، وأن تكون ملمة بالقراءة والكتابة وألا يزيد عدد الأبناء في الأسرة عن ثلاثة أبناء.


إنكار دور المرأة البسيطة
في البداية أبدت النائبة شادية خضير، عضو مجلس النواب، استيائها من الشروط التي وضعتها وزيرة التضامن الاجتماعي بشأن مسابقة الأم المثالية واختيارها على أساس إجادتها للقراءة والكتابة قائلة: " هناك أمهات مصريات لن تجيد القراءة والكتابة وقامت بتربية أبنائها إلى أن وصلوا لأعلى المناصب وساعدوا في نهضة مصر، وحقهم علينا أن نعترف بهم في المجتمع ولو من باب التقدير المعنوي".

وأضافت" خضير"، في تصريح لـ"الفجر"، أن نسبة الأمية مرتفعة في مصر لذا هذا الشرط يعد إحجام لدور للمرأة البسيطة، وخاصة اللائي يسكن المناطق الشعبية، مؤكدة أن الوزارة بهذا الشكل تنكر دور المرأة المصرية البسيطة، وتهدر حقوق الأمهات المكافحات.

وأكدت أن كل  "أم" لها قصة كفاح لها الحق أن تتقدم، وتشكل لجنة لاختيارها على أساس مدى كفاحها تكرم.


مسابقة للأغنياء فقط
في سياق متصل ترى النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، أن شروط هذه المسابقة وضعت خصيصًا لسيدات الطبقة العليا، وهو ما يتنافى مع الدستور المصري.

وأضافت" عازر"، في تصريح لـ"الفجر"، أنه كان على وزارة التضامن الاجتماعي أن تهتم أكثر بالسيدات اللاتي تعول أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمل على تعليمهم وإدماجهم في المجتمع بغض النظر عن عدد الأبناء، مؤكدة: "هذه الفئة أكثر استحقاقًا".

وأشارت"عازر"، إلى أن آن الأوان أن تكرم الدولة السيدة البسيطة مثلما فعل "السيسي"، مع كثير من السيدات البسيطة وجلس معهن لسماع مشكلتهن: "خلاص بقى موضة تكريم المرأة المودرن انتهى.. ده عام السيدة اللي طالع عينها.. نحس بيهم مرة ولو بكلمة حلوة.. ده أقل حاجة نعملهلهم".

شروط لصالح فئة ما
من جانبها قالت الحقوقية انتصار السعيد، مديرمركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، إن الأساس في اختيار الأم المثالية أن تكون بسيطة-أمية-، ولها العديد من الأبناء، مشيرة إلى أن هذه الشروط بمثابة رسائل لتقوية الروابط الأسرية، وليس لها علاقة بتكريم الأمهات المكافحات.

وترى "السعيد"، في تصريح لـ"الفجر"، أن كل سيدة مصرية حاليا هي أم مثالية بغض النظر عن أنها حصلت على اللقب من الوزارة أم لا، لاسيما في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور المعيشة في مصر، معلقة: "كل أم مدبرة حاليا تستحق يتعملها تمثال، من أول الست اللي بتبيع خضار وذرة في الشارع علشان تدبر قوت يومها لأولادها إلى الدكتورة والعاملة التي تخدم المجتمع".


وأشارت مديرة مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي منذ آلاف السنوات وهي تضع شروط تعسفية لصالح فئة ما، متسائلة فهل يعقل تكريم العام الماضي "فيفي عبده"، وإهدار حق المرأة العاملة المسنة التي تعمل ليل نهارًا من أجل ابنائها؟.