حصاد السعودية 2016.. أزمات سياسية طاحنة وطموحات تأمل في اقتصاد أقوى

عربي ودولي

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


أصبح العالم على أعتاب عام جديد، والأحداث تتلاحق بعدد اللحظات والساعات، لاسيما مع التقلبات السياسية التي باتت تشهدها جميع الدول، ولم تسلم منطقة الخليج هي الأخرى، خاصة المملكة العربية السعودية،  من هذه الأحداث التي طغت بشدة، والتي سطرها عام 2016 الذي قارب على الانتهاء بين دفتيه.


وفي السطور التالية ترصد "الفجر" أهم الأحداث والمجريات التي شهدتها المملكة العربية السعودية على مدار عام 2016 الذي بات يشرف على الانتهاء



الأحداث الداخلية    







إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر

من أكثر الأحداث التي اتخذت حيزا كبيرا، وصدي واسعا، كان  إعدام الشيخ الشيعي، نمر النمر، ففي صباح يوم 2 يناير 2016، نفذت السلطات السعودية، حكمًا بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، بعد محاكمته بتهمة "إثارة الفتنة" في البلاد، ونتيجة لإعدام هذا الرجل برزت العديد من ردود الأفعال المختلفة، أبرزها ما اتخذته إيران من موقف عدائي كبير، وصل إلى حرق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، مما أدى إلى مشاحنات قوية ومشاكسات عنيفة، أثرت كثيرا على العلاقات بين البلدين.







هجوم مسجد الأحساء بالسعودية

حيث قتل 4  أشخاص وأصيب 18 آخرون في هجوم على مسجد للشيعة في الأحساء بالمنطقة الشرقية في السعودية، من خلال انتحاريين فجرا نفسيهما في الشرطة في فى 29 من يناير 2016، عندما منعتهم  من الدخول إلى مسجد الرضا في الأحساء. 







تنظيم جديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

جاء هذا في شهر إبريل، بعد جلسة مجلس الوزراء السعودي، حيث أقرّ المجلس تنظيم جديد للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و اتخذت بعد إقرارها  كجهة مستقلة وتم ربطها تنظيميًا برئيس مجلس الوزراء، ووضع شروط قوية لضم عناصرها.








رؤية المملكة 2030

وفي شهر إبريل أيضا من عام 2016 اتخذت المملكة العربية السعودية قرارات مهمة، وهو ما عرف بـ "رؤية السعودية 2030" والتي تتضمن خطة تحول اقتصادي وطني، متضمنة إطلاق أكبر صندوق استثمار بقيمة 2.7 تريليون دولار، حيث قدم ذلك ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومن خلال مؤتمر عالمي  تلك الخطة التي أعدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة محمد بن سلمان ولي العهد، والتي تضمنت 3 محاور هي تحقيق "اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ووطن طموح".







قرارات بتعديل الحكومة

وفي تاريخ 7‏/5‏/2016 أقدمت السعودية على تعديل وزاري، حيث تم تعديل 5 وزارات وهم الزراعة، التجارة، البترول، الشؤون الإسلامية، الحج، بينما تم دمج وزارتا العمل والشؤون الاجتماعية في وزارة واحدة باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مما أدى إلى  إعفاء 6 وزراء من مناصبهم، وتكليف 3 منهم بحقائب وزارية جديدة، بالإضافة إلى ذلك تم  إنشاء مجموعة كبيرة من الهيئات وتسمية أشخاص لرئاستها، ولعل أبرزها كان إنشاء هيئة عامة للترفيه، وتعيينات مختلفة بمجلسي الشورى والوزراء.








قرار توطين الاتصالات

وفي شهر أغسطس من العام 2016 تم إقرار مشروع توطين قطاع الاتصالات، حيث تم  توطين مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها، والتي استمرت لمدة ثلاثة أشهر، وانتهت في 29 ذي القعدة الماضي، تم هذا بالتعاون بين وزارة ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، قَصْر العمل في مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها على السعوديين والسعوديات بشكل كامل، ثم بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية من توطين مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها وقصر العمل فيها على السعوديين والسعوديات بالكامل، بعد أن شهدت المرحلة الأولى من توطين القطاع بنسبة 50%.







أحداث على مستوى الأسرة الحاكمة







رحيل الأمير بندر بن سعود

وفي 18 مارس 2016، نعى الديوان الملكي السعودي ، رحيل الأمير بندر بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، وكان  ثامن أبناء الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود.






إعدام الأمير السعودي تركي بن سعود 

كان من أهم الأحداث التي اتخذت حيزا كبيرا وواسعا، ففي 20 أكتوبر 2016 ، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، تنفيذ حكم القصاص في الأمير تركي بن سعود بن تركي الكبير، لقتله المواطن السعودي عادل المحيميد، ويعد الأمير تركي هو أحد أفراد الجيل السادس من أبناء العائلة الحاكمة في السعودية، وهو الأمر الذي أثار حينها جدلا واسعا في الأوساط السعودية والعربية.







رحيل الأمير سلمان بن فواز  بن سعود 

ففي يوم الأحد 13-11-2016، نعى الديوان الملكي رحيل الأمير  وقال حينها " في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الليلة الماضية: «انتقل إلى رحمة الله تعالى الأمير سلمان بن فواز بن سعود بن عبد العزيز آل سعود»، وأشار إلى أنه سيصلى عليه بعد صلاة عصر اليوم الأحد في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض.








رحيل الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود

وفي السبت 12-11-2016 نعى الديوان الملكي السعودي الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود، وقال الديوان الملكي، في بيانه "انتقل إلى رحمة الله تعالى، الأمير تركي بن عبد العزيز آل  سعود، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه".






رحيل الأمير بدر بن سلمان بن سعود

وفي يوم السبت 24 ديسمبر 2016 أعلن الديوان الملكي أيضا رحيل الأمير بدر بن سلمان بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، وذكر الديوان في بيانه انه سيصلى عليه غدا الأحد بعد صلاة العصر في جامع تركي بن عبد الله بمدينة الرياض.








الأحداث الخارجية










الهجوم على سفارة السعودية وقنصليتها بإيران 

حيث قامت مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين في 2 يناير 2016 بالهجوم على السفارة السعودية، وقنصليتها في طهران بعد تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المعارض السعودي نمر النمر، وهو الأمر الذي تم التحقيق فيه وتم التأكيد على أن السلطات الإيرانية كانت متورطة في ذلك.






علاقات سيئة مع الولايات المتحدة
من ضمن العلامات الفارقة التي يتميز بها هذا العام 2016، العلاقة المتوترة والمترنحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، تمثل هذا في قانون "جاستا" الذي يسمح بمقاضاة الحكومة والمسؤولين السعوديين أمام المحاكم الأمريكية بما يشكل سابقة في القانون الدولي وبما يمثل من منصة دائمة لاستهداف المملكة وابتزازها.








استمرار الحرب اليمنية
استمرار الحرب اليمنية كان أيضا من أهم الأمور، لا سيما مع انطلاق عاصفة الحزم وما رافقها من أقوال، بأن المملكة ستعمل على انتهاء المعركة مع الحوثيين في أقرب وقت إلا أن هذا لم يحدث، ويبدوا كما يؤكد محللون، أن هذه الحرب أثرت كثيرا على الحالة الاقتصادية للسعودية.






انتكاسة في العراق وسوريا 

كما أكد أيضا محللون ومتابعون، أن عام 2016، شهد فشلا بعض الشئ في تحقيق المملكة مأربها في تحقيق تقدم ملموس، لا سيما مع خسارة المعارضة في سوريا ، مدينة حلب، وهو ما يعد انتكاسة كبيرة وتقدما لإيران، وبالنسبة للعراق حدث أيضا أن كرست قوة المليشيات الشيعية باشراكها في قوات الجيش والعمليات ضد تنظيم داعش، والمعروفة بقوات الحشد الشعبي الشيعي التي تتخذ المملكة السعودية منها موقفا ضديا.







الملف اللبناني
ويؤكد المراقبون أن السعودية أيضا لم تستطع أن تقيم حجتها في الملف اللبناني، حيث تم انتخاب مرشح حزب الله العماد ميشال عون إلى الرئاسة الأولى في لبنان، مما يشير إلى أن السعودية هكذا منيت بخسارة كبيرة في لبنان نتيجة انتخاب هذا المرشح، لأنه يعد حليفا أساسيا لحزب الله الحليف بدوره  لإيران، وهو ما تعاديه السعودية، ولطالما أنفقت الكثير والكثير للحول دون ذلك إلا أنها لم تستطع.







العلاقات مع مصر

وكان من بين الأزمات التي تميز بها هذا العام الذي قارب على الانتهاء، العلاقات بين مصر والسعودية، التي شهدت تطورات مهمة للغاية، فبرغم بدايتها الوردية التي زار فيها الملك سلمان إلى القاهرة وتوقيع اتفاقيات عديدة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن العام 2016، ينتهي بتأزم كبير في العلاقات بين  البلدين، حيث تنفتح مصربشكل كبير على روسيا وتعمل على التقارب مع النظام في سوريا ومع السلطات العراقية بما يشكل ابتعادا مصريا عن المملكة.






القمة الخليجية ومشروع الاتحاد الخليجي

وشهد عام 2016 طرح مشروع "الاتحاد الخليجي" بقوة، برغم طرحه قبل ذلك، إلا أنه كان محورا أساسيا تم الإهتمام به من قبل دول مجلس التعاون، والذي طرحه الملك سلمان في قمة المنامة الأخيرة، التي عقدت في 5 ديسمبر2016  وكان من أهم المميزات أيضا لعقد تلك القمة هو الحضور البريطاني، الذي اعتبره البعض أنه خطوة إستباقية من المملكة ودول خليجية أخرى قبل أي تحرك مفاجئ لإدارة ترامب، كما أكد بذلك مراقبون