نصب في ليلة الدخلة.. الرموش والشعر المستعار "صدمة" العريس (تحقيق)

تقارير وحوارات

ليلة الدخلة
ليلة الدخلة


 


 


 

بعد ليلة جملية نصب فيها الرجل عريسًا في "كوشة" بجانب حبيبته التي إنبهر بها أثناء دراسته أو عمله في أول لقاء بينهم وصار يتغزل في عيونها البارقة وشعرها الطويل، لينتقل بعد ذلك فارحًا إلى "عش الزوجية" ليتركها قليلًا لتستعد لأول ليلة في عمرهم وهي "ليلة الدخلة" ثم يعود لها، في غمرة فرحه ليجد شخصًا أخر.

ويكتشف هنا الزوج إنه تعرض لـ"النصب"، فالشعر الطويل الذي كان يتغزل به ما هو إلا "شعر مستعار"، والعيون البارقة ما هي إلا "عدسات" تشكل العروسة لونها كما تريد، وبريق الوجه هو ما هي إلا عملية تجميل مصطنعة بفعل المكياج، لتتدهور حياته من أول يوم زواج بسبب التأثيرات النفسية لذلك الموقف ويصبح في حيرة هل يستمر في الزواج أم ينهي تلك الكارثة في هذه اللحظة.

نصب في أول ليلة زواج

 مؤخرًا سلطت وسائل الإعلام الضوء على تلك الأزمة  في مصر، فوصفها الفنان أحمد أمين في برنامجه "البلاتوه" المذاع على فضائية النهار بـ"عملية النصب"، التي يقع فيها كل من الرجل والمرأة بعد الزواج مباشرة، قائلًا: "بعد انتهاء الفرح وتبدأ العروسة في قلع طرحة الفرح ومعاها العدسات والرموش والشعر المستعار والكعب العالي، وتمسح كل المكياج وتغسل شعرها وتضرب الكحكة، والمثل بيقولك امسح مكياج مزتك تلاقي فتحي ابن عمتك".

 

طلاق بسبب المكياج

الأزمة لم تقتصر على مصر فقط بل منتشرة بعدد من الدول، ففي جنوب أفريقيا تحولت قصة حب إنتهت بالزواج إلى مأساة بعد أيام قليلة عقب الارتباط، وقام رجل بتطليق زوجته، بمبومالانجا، بجنوب إفريقيا، خلال شهر العسل بعد أن رآها على طبيعتها بدون مكياج ومستحضرات تجميل لأول مرة، وقد صدم الرجل بشكل زوجته الحقيقي، فيما صدمت هي بالقرار الذي اتخذه على السريع، لدرجة أنها قصدت معالجا نفسانيا لمتابعة حالتها.

وصرح الطبيب المعالج أن الرجل الأربعيني اعتبر أن زوجته ليست بقدر الجمال الذي كانت تبدو عليه قبل الزواج كما اتهمها بخداعه باستخدامها المفرط لمستحضرات التجميل بما فيها الرموش المستعارة، وأن عيادته استقبلت طلبا لمساعدتها لتجاوز حالتها النفسية الصعبة عقب الطلاق.

وذكرت تقارير أن الرجل كان قد اصطحب زوجته إلى خليج ريشاردز بجوهنزبورغ، لقضاء شهر العسل، وبعد أن أخذا حماما كانت بدايته ممتعة خرجا بطريقة تراجيدية، حين زال ماكياج العروس فبدت على حقيقتها، لدرجة أن العريس لم يعرفها، فقرر على الفور وضع حد للعلاقة التي ربطتهما مدة 3 أشهر والتي بدأت عن طريق "فيس بوك".


 

طلاق في الإمارات

وهو ما تكرر في عدد من الدول العربية، فطلق رجل يبلغ من العمر 30 عاما، ويعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، زوجته، البالغة من العمر 24 عاما، بعد أن رآها دون مكياج، لشعوره بالخداع عندما رأى زوجته بعد السباحة على الشاطئ، إذ أن الأمواج قد مسحت الطبقة السميكة من المكياج والرموش الصناعية والعدسات الملونة.

وأكد الطبيب النفسي عبد العزيز العساف، الذي لجأت إليه الزوجة بعد وقوع الحادث، على طلاق الرجل لموكلته ورفضه أي محاولات للصلح، وقال الطبيب إن المرأة كانت تريد إخبار زوجها بالحقيقة إلا أنها تأخرت.

 

رسالة طبيبة نفسية للفتيات

أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الدكتورة هبة العيسوي، أكدت أن تلك الظاهرة تؤثر بشكل كبير على نفسية الزواج لأنها تمنح المرأة شئ من عدم المصداقية في كل أفعال الزوجة، ووصفته بـ"الزيف الاجتماعي" قائلة: "زيه زي الكذب وبيكون أول مطب بتقع في الزوجة في حياتها الزوجية".

وأضافت "العيسوي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أنها كانت شاهدة على علاقة مماثلة لتلك الظاهرة حيث كانت العروسة على علاقة بشاب واستمرت خطوبتهم فترة طويلة وكانت "مركبة" شعر، وبعد زواجهم اكتشف أن شعرها قصير جدًا، فقلت في نظر زوجها ولكن لم ينفصلا عن بعضهما.

وأشارت أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إلى أن تلك الظاهرة لن تؤدي إلى الطلاق بين الطرفين ولكنها ستكون بداية لعدم شعور الرجل بالأمان تجاه المرأة، مضيفة  أن المرأة التي تستخدم كل ما هو صناعي لتجميل نفسها لا تملك الثقة في النفس، وغير متكيفة مع روحها، ووجهت نصيحة للفتيات قائلة: "صلحي نفسيتك قبل ما تتدخلي أي علاقة".

 

علاقة تفقد الثقة والأمانة

الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم التربية والاجتماع، أكد أن مثل تلك العلاقات بين الزوج والزوجة سيشوبها الشكوك بسبب تغيير الشكل الذي عرفها الشاب عليه، فتتحول العلاقة من الثقة والأمان إلى الشكوك وتوقع الخيانة أو ما شابه ذلك، لأن العلاقة بين الزوج والزوجة لها طابع خاص، ويجب أن تنمي الثقة والأمانة لأنها علاقة طويلة وأبدية، ولكن في مثل تلك الحالات لم يقدر الزوج على الثقة في زوجته على المستوى الأخلاقي أو تربية اولاده.

وأضاف أستاذ علم التربية والاجتماع، في تصريحات لـ"الفجر"، أن تلك الظاهرة خطر على الأسرة وكذلك المجتمع لأنها تربي الأجيال القادمة، مستندًا على الجديث النبوي فقد روى البخاري عن غيره عن عائشة وأختها أسماء وابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة" والواصلة هي التي تقوم بوصل الشعر بنفسها أو بغيرها، والمستوصلة التي تطلب ذلك.

وتابع: "طلاق المرأة في تلك الحالة متروك للزوج فلو رأى أنه يسترها فيظل معها ولا يطلقها ..وإذا أبقى عليها من باب ستر المسلمة سيبارك الله له.. وأنا أميل إلى الإبقاء على الزوجة بشرط أن تقدم لزوجها وعودًا تضمن عدم عودتها لما هو مستعار مرة أخرى".