"الكارت الذكي" يعطى قبلة الحياة لـ"البترول"

الاقتصاد

طارق الملا أرشيفية
طارق الملا أرشيفية


تعويم سعر الصرف وتوقف "أرامكو" أبرز عوامل تطبيق "الكارت" خلال الفترة الحالية

أعلنت الحكومة عن استكمال منظومة استخدام الكارت الذكي في صرف الوقود بمحطات تموين السيارات، تمهيدا لتطبيقها على كافة المحافظات والمناطق بمختلف الجمهورية، حتى يتمكن كل مواطن من الحصول على الدعم المستحق له ، إضافة لتخفيف الأعباء على الحكومة خلال الفترة القادمة ،خاصة بعد تحرير سعر الصرف.

وبدأت محطات تموين السيارات منذ الصباح الباكر،اليوم ، السبت، بعدة محافظات التشغيل التجريبي للمنظومة ، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الخاص بهذا الشأن.

مميزات "الكارت الذكي"
وقال المهندس مدحت يوسف الخبير البترولي، ونائب رئيس هيئة البترول السابق ، إن تعميم منظومة استخدام الكارت الذكي في صرف البنزين بالمحطات سيقوم بإتاحة نظام دقيق للتسويات المالية اليومية بين وزارة المالية والهيئة العامة للبترول، وذلك وفق نظم المحاسبة الحكومية بالتكامل مع منظومة مركز الدفع والتحصيل الإلكتروني لوزارة المالية والمنظومة البنكية لحساب الخزانة الموحد.

وأضاف يوسف في تصريحات خاصة  لـ"الفجر"، أنه  توفير البيانات السريعة والدقيقة لكميات وقيمة المواد البترولية التي يتم استخدامها وتوقيتات الاحتياج لها على مدى العام بما يُمكِّن متخذ القرار من التخطيط للمستقبل واتخاذ القرارات المناسبة سواء للتمويل أو للقرارات الخاصة بدعم المواد البترولية، وفق معطيات الموازنة العام للدولة وتلبية احتياجات شرائح الاستهلاك وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه وفق القواعد والسياسات التي تقرها الجهات المختصة، وعدم تحمل الدولة لأعباء الدعم إلا وفق بيانات دقيقة تؤكد صرف مستحقي الدعم الحصص المخصصة لهم.

وأكد يوسف، أيضا أنها ستساعد في القضاء على تهريب المواد البترولية من خلال إحكام الرقابة على عمليات شحن ونقل وتداول وتوزيع وصرف المواد البترولية،إضافة لتأمين وصول الدعم إلى مستحقيه وفق القواعد والسياسات التي تقرها الجهات المختصة، وعدم تحمل الدولة لأعباء الدعم إلا وفق بيانات دقيقة تؤكد صرف مستحقي الدعم الحصص المخصصة لهم.

أسباب استكمال تطبيق "الكارت" خلال الفترة الحالية
وقال مصدر مسئول بهيئة البترول ، إن قرار الحكومة تطبيق منظومة الكارت الذكي بصورة تدريجية جاء لعدة اعتبارات أبرزها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد خلال الفترة الحالية ، والتي تحتم إعادة النظر في هيكلة الأوضاع ووصول الدعم لمستحقيه فقط ، بالإضافة إلى توقف المنح والمساعدات الخليجية نهائيًّا في العام الماضي التي بلغت 11 مليار دولار سنويًّا.

واعترف المصدر في تصريحات لـ"الفجر"، أن قرار أرامكو السعودية وقف إمداد مصر بالمنتجات البترولية منذ 4 أشهر لعب دورا كبيرا في قيام الحكومة بإقرار تطبيق منظومة الكارت الذكي، خاصة وأنها تقوم بشراء أكثر من 40 % من احتياجاتنا من المواد البترولية من الخارج بالعملة الصعبة ، وتقوم ببيعها للمواطن بالجنيه.

وأكد أن هيئة البترول قامت على مدار الأشهر الأربع السابقة بطرح مناقصات عالمية لاستيراد المنتجات البترولية المختلفة "بنزين" و"سولار" لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود لتلاشى أي أزمات ، إلا أنها تقوم بسداد جميع المناقصات بمجرد وصول المنتج إلى الموانئ وهذا يمثل حمل ثقيل وعبئ علي الحكومة لتوفير العملة الصعبة.

وأكد أن زيادة أسعار المنتجات البترولية خلال الفترة السابقة لم يحقق فائض كبير أو يسهم بشكل ايجابي في سداد فاتورة الاستيراد التي ترتفع يوما تلو الآخر، منوها أنه أصبح لزامًا على الدولة توفير 275 مليون دولار شهريًا لشراء شحنات وقود بديلة بحمولة 700 ألف طن مما يستنزف الاحتياطي الدولاري للبنك المركزي.

شركات "تسويق" و"بيع" المنتجات البترولية
قال المهندس محمد شعبان رئيس شركة مصر للبترول، إن الشركة سوف تبدأ في تطبيق منظومة الكروت الذكية ابتداءً من الأسبوع الجاري بطريقة تدريجية حتى يتم الانتهاء من تعميم المنظومة على الجميع.

وأكد شعبان، في تصريحات خاصة لـ" الفجر"، أن جميع المحطات التابعة للشركة ستقوم بتموين الوقود لكافة المواطنين خلال الفترة الحالية ، منوها أن تموين السيارات والمركبات لن يقتصر على حاملي الكروت الذكية فقط ،وإنما ستقوم المحطات بتموين وبيع المنتجات للجميع.

وأوضح شعبان، أن منظومة الكروت الذكية يعتبر تطبيقها من مصلحة الجميع، حتى يستفيد كل مواطن بالدعم المخصص له والكمية أيضا، مؤكدا أن بدء إطلاق المنظومة حاليا أو إعادتها بمثابة اختبار لها حتى تتيح للجميع التعرف على الايجابيات والسلبيات.