أمير تبوك: لم ولن تكون المساجد مكانًا لنشر الأيديولوجيات والأفكار الخاصة بصاحبها

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


قال أمير منطقة تبوك، الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز: "لم ولن تكون المساجد مكانًا لنشر الأيديولوجيات والأفكار الخاصة بصاحبها فقط؛ فهذا ليس مكانها، ولا يجوز استغلال المسجد لأي أمر من هذه الأمور، وليس مقبولاً فعل ذلك. والحمد لله بلادنا بلاد الحرية والانفتاح، ومن أراد التحدث في أي موضوع أو أي أمر فالأماكن موجودة، والمحاضرات والندوات متاحة، والمساجد هي مكان لأداء الفروض الخمسة، ولاستماع المسلم لأمر دينه، وما يساعده على فعل الخير".
 
   جاء ذلك خلال تدشينه برنامج "أسرة آمنة"، الذي يأتي ضمن فعاليات ملتقى "دور المسجد وأهميته في حماية الأسرة"، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بفرع الوزارة بمنطقة تبوك؛ لتعزيز وترسيخ مفهوم الأمن الفكري لدى الأسر، بمشاركة عدد من الجهات والأجهزة الحكومية، وبحضور نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري.
 
 وكان في استقباله لدى وصوله مقر الحفل بمركز الاحتفالات الخاص بأمانة تبوك نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة تبوك الشيخ محمد بن عبد الحميد السميري. وبدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم، تلا ذلك كلمة لمدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة، رحب في مستهلها بأمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، وبنائب الوزير، وأكد أهمية البرنامج، ودوره في تعزيز مفهوم الأمن الفكري، وقال: إن تنظيم مثل هذه البرامج يأتي من أجل مواجهة أي حملات تستهدف شباب هذه البلاد المباركة في أفكارهم. رافعًا شكره وتقديره لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، على دعمه المتواصل لكل ما من شأنه الرقي بأعمال الفرع والخدمات المقدمة لبيوت الله، كما شكر النائب الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري على متابعته لأعمال الفرع؛ ما كان له بالغ الأثر في إنجاح هذا البرنامج والعديد من البرامج المماثلة له، سائلاً الله أن يحمي البلاد والعباد من كيد الكائدين، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد لما يحب ويرضى.
 
   بعدها ألقى نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور توفيق السديري، كلمةً، قال في مفتتحها: يشرفني ويسعدني أن أكون معكم في هذا الجزء الغالي لمملكتنا العزيزة، في منطقة تبوك، لتدشين هذا الملتقى الذي يُعنى بأهمية ودور المسجد في حماية الأسرة. وهذا البرنامج هو جزء من مناشط الوزارة ضمن منظومة العناية بالأمن الفكري، بدأتها الوزارة قبل أعوام عدة تفاعلاً مع الأحداث التي تشهدها المنطقة، والتي كان لها الأثر في بعض أبنائنا؛ إذ قامت الوزارة بالتعاون مع القطاعات المختلفة المدنية والعسكرية بتنظيم هذا البرنامج الذي شمل مناطق السعودية. وقد دشن هذا البرنامج قبل سنوات عدة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -، واستمر البرنامج في عطائه، وأُقيمت الندوات التي تجاوزت المئات، وورش العمل التدريبية والتوعوية للأئمة والخطباء والدعاة.
 
   وأضاف: كان اختيار الزملاء في فرع الوزارة بتبوك موضوع الملتقى "أسرة آمنة" في برنامج توعوي لتعزيز الأمن الفكري ودور المساجد في حماية الأسرة انطلاقًا من أن الأسرة هي اللبنة الأساسية، كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية. والأسرة تواجه حاليًا مشكلات كثيرة نتيجة للانفتاح الإعلامي والتواصل الإعلامي الذي يشهده العالم. وما كان هذا البرنامج الذي يتضمن الكثير من المحاضرات والندوات واللقاءات ليقام - بعد الله - إلا بدعم أمير منطقة تبوك، ومشاركة إخواني وزملائي من الفئات المختلفة في هذه المنطقة؛ فالشكر لأمير منطقة تبوك، ولجميع القطاعات المدنية والعسكرية.
 
   بعدها ألقى أمير منطقة تبوك كلمةً، قال فيها: تشرفت في هذا اليوم بمشاركة إخواني بوزارة الشؤون الإسلامية في افتتاح هذا البرنامج الذي يخص بيوت الله، وهي المساجد، التي لها الكثير من الواجبات علينا نحن المرتادين لها، وكذلك هناك واجبات أكثر على من يقوم عليها. وكما يهتم الجميع ببيوتهم الخاصة من ترتيب ونظافة ورعاية فالأولى بيوت الله التي تستحق منا اهتمامًا أكبر، ليس بنظافة المكان فقط، ولكن بسلامة ما يقام فيها كملتقى للمسلمين لتأدية فروضهم، وسماع ما يفيدهم في دينهم ودنياهم.
 
   وزاد أمير منطقة تبوك: بقدر ما نسعى لترتيب ونظافة وتجهيز المساجد يجب أن نحرص على ما يلقى فيها بأن يكون نظيفًا ونقيًّا، ويخدم الإسلام والمسلمين. وهذه البلاد قامت على كتاب الله وسنة نبيه، ولا نريد من أحد أن يوضح لنا ذلك. ففي كل مدينة من مدن السعودية بين كل مسجد ومسجد يوجد مسجد، وهذا أمر نفتخر به في هذه البلاد.
 
    وختم قائلاً: المنصف لهذه البلاد يدرك أنها البلاد الوحيدة في العالم الإسلامي التي تطبق كتاب الله وسنة نبيه في كل أرض، ونرجو من المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية أن يكونوا أكثر مراقبة وحرصًا على أن تكون مساجدنا وخطبنا على المستوى المطلوب لدينهم وظروف بلادهم وما يحيط بها؛ فحتى الدين الإسلامي تمت محاربته ممن يدعون الإسلام، وهم دخلاء عليه. ودعواتنا للجميع بالتوفيق والصبر والأداء الجاد في كل أعمالهم.
 
   وفي ختام حفل التدشين قدم نائب وزير الشؤون الإسلامية ،الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، لأمير المنطقة هدية تذكارية بهذه المناسبة. بعدها غادر الأمير مقر الحفل مودَّعًا بالبشر والدعاء، وتمنيات الجميع له بالتوفيق والسداد.
 
  حضر الحفل رؤساء وقضاة المحاكم بالمنطقة، ومديرو الإدارات الحكومية العسكرية والمدنية بمنطقة تبوك.