تحفة فنية أم منظرٌ بشع.. فيسبوك يحجب صور لتمثال نبتون بسبب الإيحاءات الجنسية

منوعات

تمثال نبتون
تمثال نبتون


يواجه موقع فيسبوك انتقادات جديدة بعد حجب صورة لتمثال نبتون الذي صمم خلال القرن الـ 16 ويقع بساحة بيازا ديل نيتونو في مدينة بولونيا الإيطالية، بحجة الإيحاءات الجنسية.

وكانت الكاتبة الإيطالية إليسا برباري قد استخدمت صورة التمثال، الذي يظهر الملك نبتون عارياً ويحمل رمحاً ثلاثياً، للإعلان عبر صفحتها على فيسبوك التي تتناول "أخبار وآراء واهتمامات من بولونيا". لكن الصورة وقعت ضحية سياسة الخصوصية التي يتبعها الموقع، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 3 يناير 2016.

ومن خلال تصريح رسمي، قال فيسبوك لبرباري إن استخدام الصورة "محظور لخرقه تعليمات الموقع المتعلقة بالإعلانات. فالصورة تظهر إيحاءات جنسية ونسبة كبيرة من الجسم وتركز على أجزاء الجسم بشكل غير مبرر".

وتابع الموقع "إن استخدام الصور أو مقاطع الفيديو التي تظهر الأجسام العارية أو جزءاً كبيراً من الصدر غير مسموح، حتى لو كان لأغراض فنية أو تعليمية".

وجاء رد برباري مشككاً بتبرير فيسبوك، إذ قالت كتبت عبر صفحتها على الموقع "نعم لنبتون، لا للرقابة".

كما قالت متحدثة لصحيفة التليغراف البريطانية: "أردت الترويج لصفحتي لكن يبدو أن فيسبوك يرى إن صورة التمثال تحمل إيحاءات جنسية وتظهر الكثير من أعضاء الجسم البشري. هل أنتم تمزحون؟ نحن نتحدث عن تمثال نبتون! الأمر برمته محض جنون".

وأضافت "كيف يمكن لعمل فني، ونحن نتحدث هنا عن تمثال نبتون الذي يمثلنا، كيف يمكن أن يتعرض للرقابة؟"

وكان التمثال قد صمم عام 1560 من قبل النحات الفلمنكي جان دي بولون، الذي كان الإيطاليون يلقبونه بجامبولونيا، وهو منصوب في ساحة بيازا ديل نيتونو منذ 500 عام.

وأشارت برباري إلى أنه "في خمسينيات القرن الماضي، كانوا يغطون التمثال خلال تخريج طلبة المدارس. ربما يود فيسبوك أن يرتدي نبتون الملابس مرة أخرى".

"مجرد غلطة"
ولاحقاً، قال متحدث باسم فيسبوك إن الرقابة التي حدثت على التمثال كانت مجرد غلطة، وأضاف "يفحص فريقنا ملايين الصور المرتبطة بالإعلانات كل أسبوع، وفي بعض الحالات، نقوم بحذف إعلانات بالخطأ. هذه الصورة لا تخالف سياستنا. نعتذر عن هذا الخطأ، وقد أخبرنا المعلنة بالموافقة على إعلانها".

وهذه ليست المرة الأولى التي تسبب برمجيات فيسبوك مشكلات للموقع، في وقت يواجه فيه اتهامات واسعة بعدم التصرف لمنع نشر أخبار كاذبة عبر منصته.

ففي العام الماضي، وجه الموقع أحد المستخدمين النرويجيين لإزالة صورة "أهوال الحرب" المشهورة من منشور يتناول الصور التي غيرت التاريخ. وقد فازت "أهوال الحرب" بجائزة بوليتزر عام 1972 وتظهر بها فتاة صغيرة عارية تهرب من هجمات بقنابل النابالم خلال حرب فيتنام.

وفي تلك الحالة أيضاً، ادعى فيسبوك إن الصورة مخالفة لقوانين العري. لكن القائمين على الموقع غيروا رأيهم فيما بعد وأصدروا اعتذاراً رسمياً قالوا فيه إن الشركة تحترم "الأهمية التاريخية والعالمية لهذه الصورة." وأضافت "بسبب المكانة الهامة والأهمية التاريخية التي تمثلها الصورة، فقد قررنا إعادة نشرها على الموقع، وبنفس المكان التي حذفت منه".

وعلى خلفية تلك الواقعة، قدمت مدير العمليات في فيسبوك، شيريل ساندبيرغ اعتذاراً رسمياً لرئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبيرغ بعد أن حذف الموقع منشوراً لها كان عبارة عن إعادة نشر للصورة تضماناً مع توم ايغلاند، وهو كاتب كان قد ضم الصورة التي التقطها بالأصل المصور (نِك أوت) إلى مجموعة تتكون من 7 صور وصفها بأنها "غيرت تاريخ الحروب".

قرارات صعبة
وكتبت ساندبيرغ قائلة "تتسم هذه القرارات بالصعوبة، لذا قد يجانبنا الصواب في بعض الأحيان. وحتى مع وجود معايير واضحة، فإن فحص ملايين المنشورات كل على حدة وكل أسبوع أمر غاية بالصعوبة. ومع ذلك، فنحن مصممون على تحسين أدائنا، إذ أننا ملتزمون بالاستماع لمجتمعنا بغية التطور شيئاً فشيئاً. شكراً على مساعدتنا لاتخاذ القرار الصحيح".

وفي يناير 2015، اتهم موقع فيسبوك بالرقابة على صور تمثال حورية البحر الصغيرة بحجة "إظهار الكثير من أجزاء الجسم أو التلميحات الجنسية".

ويقول موقع فيسبوك إنه يحد من المنشورات التي تحتوي على العري "لأن بعض المستخدمين من مجتمعنا حول العالم قد يتحسسون من هذا النوع من المحتوى". ومن المحتوى الذي يتم حظره باستمرار الصور التي تحتوي على الأعضاء التناسلية.

كما تم منع الصور التي تظهر صدر المرأة إلا إذا كان صدرها "منخرطاً بإرضاع طفل".

لكن يبدو إن المشكلات التي يواجهها فيسبوك مع مستخدميه الذين يبلغ عددهم 1.4 مليار شخص من حيث الرقابة وإزالة المحتوى ستتواصل.

وفي نوفمبر الماضي، وردت تقارير بأن البرمجيات التي طورت بمساعدة من مارك زوكربيرغ نفسه ستتيح لأطراف ثالثة مراقبة وحذف المنشورات.

واتهم فيسبوك بتطوير برمجيات كجزء من جهوده لحث الصين على السماح باستخدام الموقع هناك بعد 7 سنوات من الحظر على خلفية احتجاجات أوروكومي التي اندلعت عام 2009، والتي حملت الحكومة الصينية حينئذ على وضع حد لتدفق المعلومات.

وحول هذا الموضوع، قال متحدث باسم فيسبوك: "لطالما عبرنا عن اهتمامنا للانتشار في الصين، لذا فنحن نمضي الكثير من الوقت لتعلم المزيد عن هذا البلد وفهمه على أفضل وجه".

وطال فيسبوك اتهامات متكررة بوضع معايير مجحفة وغير ضرورية على محتوى المستخدمين ما أدى تغييرات على سياسة استخدام الموقع في أكتوبر الماضي حين قالت الشركة إنها ستستخدم معايير تحريرية شبيهة بتلك المستخدمة في الصحف، ولن تفرض رقابة على المحتوى العنيف والمرعب طالما كان "مؤهلاً ليكون مادة إخبارية أو خطيراً أو ذا أهمية للعامة- حتى وإن كان مخالفاً للسياسة المعمول بها عادة".

وعندما أحدثت هذه التغييرات، أعلن مسؤولان تنفيذيان في فيسبوك هما غويل كبلان وجستن أوزوفسكي قائلين "إننا هدفنا من هذه التغييرات السماح بنشر المزيد من الصور والأخبار دون خلق أخطار تتعلق بالسلامة أو إظهار صور عنيفة ومرعبة للأطفال وغيرهم مِمَن لا يرغبون بمشاهدة مثل ذلك المحتوى".