بوجبا: أنا فخور بـ "جريزمان".. وهذا هدفي الأفضل في مسيرتي

الفجر الرياضي

بوجبا
بوجبا


يُعد بول بوجبا بالتأكيد واحداً من أفضل اللاعبين في فرنسا. فبعدما قاد منتخب بلاده إلى المجد في كأس العالم تحت 20 سنة ط عام 2013، حظي لاعب الوسط العملاق بشرف تمثيل الزُرق على أعلى مستوى، حيث حمل قميص الفريق الوطني الأول في كأس العالم البرازيل 2014 بينما ساهم في وصول الديوك إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2016 التي استضافتها فرنسا. وقد مثل اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً المنتخب الأزرق بشكل رائع بعدما أصبح واحداً من أبرز لاعبي خط الوسط في العالم على مستوى الأندية، حيث تُوّج مع يوفنتوس بدرع دوري الدرجة الأولى الإيطالي أربع مرات متتالية بينما أصبح أغلى لاعب في العالم بانتقاله إلى مانشستر يونايتد بموجب صفقة مليونية خيالية صيف العام الماضي.

 

ويُعتبر صاحب القامة الفارعة رمزاً للجيل الجديد من المواهب الفرنسية، الذي ربما هو أفضل جيل من اللاعبين منذ أن استضافت البلاد نهائيات كأس العالم 1998 ، التي أحرزت لقبها بقيادة زين الدين زيدان مَثل بوجبا الأعلى. فعلى غرار أنطوان جريزمان، صديقه وزميله في منتخب فرنسا، كان نجم مانشستر يونايتد ضمن القائمة المختصرة للمرشحين الـ23 لجائزة FIFA لأفضل لاعب في العالم، علماً أن مهاجم أتليتيكو مدريد تقدّم خطوة إضافية ليجد لنفسه موطئ قدم في القائمة النهائية جنباً إلى جنب مع كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

 

وفي هذا الصدد، خصّ بوجبا موقع فيفا بمقابلة حصرية للحديث عن فرص مواطنه أنطوان جريزمان لخلافة رونالدو وميسي على العرش العالمي، متطرقاً في الوقت ذاته إلى إنجازات زين الدين زيدان، المرشح لجائزة FIFA لأفضل مدرب للرجال، فضلاً عن إدلائه برأيه في القائمة النهائية للمرشحين لجائزة بوشكاش .

 

موقع فيفا: تم ترشيح أنطوان جريزمان لجائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم جنباً إلى جنب مع كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي - ما هو شعورك وأنت ترى صديقك وزميلك في المنتخب الفرنسي يصل لمثل هذا المستوى؟

بول بوجبا: أنا فخور جداً به. أنا أعرف ما عاشه وما مر به. عندما وصل إلى أتلتيكو مدريد في السنة الأولى، لم يكن يلعب كثيراً. فقد كان يجلس على مقاعد البدلاء. تحدث معي حينها وأخبرني بأنه يشعر بالإحباط وأن الأمر كان صعباً بالنسبة له لأنه لم يكن يلعب بانتظام. وبعد ذلك واصل العمل بجد، والآن ها هو بين المرشحين الثلاثة لجائزة أفضل لاعب. أنا سعيد جداً لأجله، وخصوصاً لرؤية لاعب فرنسي يبلي البلاء الحسن بهذا الشكل. أصبح بالإمكان رؤية اللاعبين الفرنسيين يعودون إلى الأساسيات، تماماً مثل أسلافنا.

 

برأيك، ما هي صفات جريزمان الرئيسية؟

أعتقد أنه يتميز أساساً بقدرته على إنهاء الهجمات. لم يكن هدافاً من قبل ولكنه الآن يسجل العديد من الأهداف. إنه ذكي جداً ويلعب بجسده. صحيح أنه لا يملك قامة كبيرة، لكنه سريع ورشيق ويسجل الأهداف، وهو ما يجعل من جريزمان ذلك اللاعب الرائع الذي نعرفه اليوم.

 

كيف هو خلف الكواليس؟

قد تُفاجؤون لو قلت لكم إنه واحد من اللاعبين الأكثر تسلية ومرحاً على الإطلاق من بين الذين التقيت بهم ولعبت معهم. إنه شخص يستمتع دائماً في التدريبات. إنه يعمل بجد ولكنه لا ينسى المتعة، لأن كرة القدم لعبة في نهاية المطاف. نحن نمرح ونستمتع فيما بيننا. في بعض الأحيان يقف في المرمى ويقوم ببعض الصدات المذهلة، وأحيانا أخرى يتصرف كما لو كان ديدييه دروجبا، ويُبقي الكرة في الأعلى.

 

عادة ما تقوم بنشر بعض حركات الرقص المبهرة على وسائل الاعلام الإجتماعية. ماذا عن أنطوان؟

إنه يفعل بعض الأشياء المماثلة أحياناً! (يضحك). لديه بعض الحركات الخاصة به. لكنه لا يُظهرها للجمهور! إنه لا يريدني أن أقول ذلك، إنه شخص لا يريد إظهار مهاراته. إنه يتقن فن الرقص بالتأكيد.

 

وفيما يتعلق بالإحتفال بتسجيل الأهداف، يبدو أنك خلقت طريقتك الخاصة. ما رأيك في احتفالات جريزمان بأهدافه؟

طريقته [في الإحتفال بأهدافه خلال كأس الأمم الأوروبية 2016] كانت خاصة جداً لأنه كان الوحيد الذي يقوم بذلك. ولكن طريقتي حظيت بشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم على نحو يفوق احتفالاته. ولكن بصراحة، حتى أنا كنت أقلد طريقته في الإحتفال! أعتقد أن هذا يُظهر مدى جماليتها... (يضحك)

 

تناوب ميسي ورونالدو فيما بينهما على الجائزة الغالية منذ عام 2008. برأيك متى سنرى نهاية لهيمنتهما؟

عندما يكفان عن تسجيل الأهداف ويتوقفان عن اللعب بهذا المستوى - أو عندما يظهر لاعبون آخرون بنفس مهاراتهما أو حتى أفضل. فحتى لو كان هناك لاعبون جيدون مثل كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي، إلا أن كرة القدم الآن بلغت أبعاداً تتجاوز حدود الأسلوب وطريقة اللعب والسلوك خارج الملعب. سيحدث هذا التغيير عندما يظهر لاعب يتفوق عليهما من حيث المستوى سواء داخل الملعب أو حتى خارجه. لا أعرف متى سيحدث ذلك، ما داما لا يزالان في قمة مستوهما. هذه هي سُنة كرة القدم، أنا أستمتع برؤيتهما يلعبان، كما أستمتع برؤيتهما يسجلان الأهداف، لأنهما يجعلاني أحب كرة القدم أكثر فأكثر. عندما أراهما، فهذا يجعلني أتحسن أكثر فأكثر. إن رؤيتهما تجعلني أرغب في محاولة اللحاق بركبهما.

 

من تعتقد أنه قادر على وضع حد لهيمنتهما على الجائزة؟

بالطبع، هناك لاعبون آخرون يمكن أن يفعلوا ذلك. هناك زلاتان [إبراهيموفيتش] في مانشستر يونايتد. بإمكانه أن يفعلها. صحيح أنه يبلغ من العمر 35 سنة، ولكن عندما ترى الطريقة التي يلعب بها وأسلوبه في تسجيل الإهداف، فإنك تدرك لماذا ظل صامداً في أعلى المستويات على مدى أكثر من عشر سنوات. وهناك أيضاً [إيدين] هازار ونيمار و[لويس] سواريز الذين يبلون البلاء الحسن ويسجلون العديد من الأهداف، إنهم لاعبون كبار - وإذا استمروا في التسجيل على هذا النحو - سيكون بإمكانهم أن يفعلوها. لكن عليهم أن يواصلوا التهديف، على غرار كريستيانو وميسي، اللذين يظل أداؤهما دائماً في القمة.

 

كنتَ ضمن القائمة المختصرة للمرشحين الـ23 لجائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم هذا العام. برأيك، ما الذي يفصلك عن إيجاد موطئ قدم بين المرشحين الثلاثة الأوائل؟

لا أزال بعيداً بعض الشيء. من الجيد أن أكون بين العشرة الأوائل، أو الخمسة الأوائل أو حتى الثلاثة الأوائل، ولكني ما زلت لم أصل إلى هذا المستوى في الحقيقة. إذا كنت ضمن المراكز الثلاثة الأولى، فإنني أطمح لأن أكون رقم واحد - وهذا يعني أني ما زلت بعيداً. عليَّ أن أواصل العمل بجد واللعب بشكل جيد لأنني لا أحب أن أكون ثانياً أو ثالثاً، لأنهما أسوأ المراكز التي يمكن أن يحتلها المرء. بطبيعة الحال، سأكون فخوراً إذا بلغت هذه المرتبة، لأن هذا يعني أني على الطريق الصحيح، ولكن الهدف الأسمى هو المركز الأول.

 

زين الدين زيدان، الفرنسي الآخر، مرشح لجائزة أفضل مدرب للرجال هذا العام. كم استلهمت من مثلك الأعلى عندما كنت تخطو أولى خطواتك في عالم الساحرة المستديرة؟

أنا معجب به كثيراً. عندما كنت صغيراً، كنت أشاهد فيديوهاته، وأستمتع بالطريقة التي كان يلعب بها. أنا أحب اللاعبين الكبار، ولكن هناك بعض اللاعبين الذين لديهم شيء إضافي. لديك 11 لاعباً على أرض الملعب، و22 في تشكيلة الفريق، ولكنك لا ترى سوى واحداً أو اثنين. كنت دائماً أراه يقوم بشيء خاص، وأستمتع بالطريقة التي يلعب بها، كان من الجميل مشاهدته. والأمر نفسه كان ينطبق على كان رونالدينيو. إننا نتحدث عن طينة من اللاعبين الذين يملكون شيئاً إضافياً خاصاً. كنت أشاهده دائماً. لم أكن أبحث عن مكان الكرة بل كنت دائماً أبحث عن زيدان.

 

كنت لا تتجاوز خمس سنوات من العمر عندما سجل ثنائية برأسه ضد البرازيل في نهائي كأس العالم 1998 . ما هي ذكرياتك من تلك البطولة؟

زيدان هو زيدان. لقد أنقذ فرنسا. كان الجميع يتحدث عن زيدان حينها. لكننا في الغالب لا نستحضر [فابيان] بارتيز وهدفي [ليليان] تورام [في الدور نصف النهائي ضد كرواتيا]. كانت فرنسا تملك فريقاً جيداً جداً، لقد كان فريقاً متكاملاً. يدور الحديث عن زيدان لأنه سجل هدفين بالرأس في المباراة النهائية. بصراحة، لا يسعني إلا أن أُثني على اللاعبين الآخرين أيضاً.

 

لقد قال ذات مرة إن بوجبا "سيصبح واحداً من أفضل اللاعبين على مر التاريخ". كيف تشعر وأنت تتلقى مثل هذا الثناء منه؟

عندما يقول شخص مثله كلاماً من هذا القبيل، فلا يسعك إلا أن تتواضع وتضع قدميك على الأرض! عليك أن تتحلى بالإيجابية وتتعامل مع ذلك بطريقة جيدة. عليك أن تُركز لأنك إذا ذهبت في الإتجاه الآخر، أو تراجعت إلى الوراء، فإن الناس سيقولون: "انظروا إلى حاله بعدما تحدث عنه فلان بهذه الطريقة." عليك أن تظل مُركزاً وأن تعرف إلى أين تريد أن تذهب. لدي أهدافي، ولن أتوقف حتى أبلغها.

 

لقد سجلت بعض الأهداف الرائعة، لذلك أنت في وضع جيد لإبداء رأيك. من بين الأهداف الثلاثة المرشحة لجائزة بوشكاش، ما هو الهدف الذي قد تمنحه صوتك ولماذا؟

قد أمنح صوتي لدانيوسكا [رودريجيز]، لأنها تلعب في مستوى تحت 17 سنة، حيث سجلت مثل هذا الهدف المذهل بعد مجهود فردي. الركلة الحرة أو الضربة المقصية كلتاهما كانتا رائعتين، ولكني أفضل هدفها.

 

هل تعتقد أن أحد أهدافك جدير بأن يكون مرشحاً لجائزة بوشكاش؟

هل تقصد أن نُطلق عليها اسم جائزة بوجبا، بدلاً من جائزة بوشكاش؟ (يضحك). قد أمنح المركز الثالث لتسديدتي ضد سوانسي، نظراً لما تنطوي عليه من حركة فنية. السر يكمن في الحركة الفنية، لأن الأمر لم يكن سهلاً (يضحك) [في فوز مانشستر يونايتد 3-1 على سوانسي، يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016] وفي المرتبة الثانية، يأتي هدفي مع يوفنتوس ضد نابولي. فقد أخطأت لمستي في المرة الأولى، وذهبت الكرة عالية لكني انبريت لها ثم سددتها بقوة داخل الشباك [في الفوز 3-0 على نابولي، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2013]. أما الهدف رقم واحد، المفضل لدي، فهو ذلك الذي سجلته ضد أودينيزي. ابحثوا عنه! [في الفوز 4-0 يوم 19 يناير 2013].