جماعة الإخوان تطل برأسها من جديد وتغازل الدولة بإجراء مراجعات.. وخبراء: مداعبة للقوى السياسية المدنية

تقارير وحوارات

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين


نعيم: بيان جماعة الإخوان مداعبة للقوى السياسية المدنية
"عيد" يرحب بالمصالحة مع "الإخوان" بشرط 
الزعفراني: "الشعب" الأمل الوحيد لدى الإخوان بعد غلق أبواب الدولة
 
تظل جماعة الإخوان المسلمين المصنفة من الدولة بـ"الإرهابية"، تبحث عن مدخل للإنخراط السياسي في مصر، لاسيما عقب ما أغلقت الدولة جميع أبواب التصالح، لذا دقت باب الشعب من خلال بيان لها تعلن فيه تقديم مراجعات لأعمالها خلال الست سنوات الماضية والاعتذار عن أخطائها.

وأجمع بعض الخبراء في شئون الجماعات الإسلامية، أن هذا البيان يعد بمثابة مداعبة للقوى السياسية المدنية، وأملاً لعودة نشاط الجماعة السياسية داخل مصر، مؤكدين أن الشعب المصري لم يتقبل اعتذارهم بعد ما حدث منهم خلال فترة حكمهم للبلاد.

وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين، الجمعة، بيانا رسمياً، تعلن من خلاله تقديم مراجعات وتقييمات شاملة للست سنوات الماضية في ذكرى ثورة يناير.

وجاء في نص البيان: أن " المكتب العام للإخوان المسلمين قرر أن يبدأ بنفسه تحقيق هذه الوحدة المأمولة، ليعلن عن جملة تقييمات شاملة، أجراها مكتب الخارج استمرت لعدة شهور، تناولت أداء جماعة الإخوان المسلمين خلال السنوات الست الماضية، وسيقدمها خلال أيام بكل شفافية للجميع، وندعو الجميع أن يحذو حذونا،  لنصارح الشعب المصري الأصيل بما نراه جميعا في أنفسنا من أخطاء و ما قدمناه من إسهامات في مسيرة الثورة، وليكن هذا الإعلان بمثابة أرضية تعاون مشتركة نتفق فيها على المبادئ الجامعة، التى لا يختلف عليها أبناء الوطن، ولنضع سويا ميثاق شرف الثورة المصرية".

وترصد "الفجر"، فيما يلي، تحليل بعض المختصين في شأن الجماعات الإسلامية في لجوء الجماعة للتصالح مع الشعب.
مداعبة للقوى السياسية المدنية

في سياق متصل أوضح نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، أن بيان جماعة الإخوان بتقديم مراجعات شاملة لموقفهم في الست سنوات الماضية، لمصارحة الشعب بأخطائهم، هو محاولة لكسب تعاطف المواطنين، بعد رفض الدولة المصالحة معهم، ونظراً للضغوط الخارجية على الجماعة من قبل بعض الدول، قامت بالقاء هذا البيان لترمي الكرة في ملعب الشعب.

وأضاف "نعيم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الشعب المصري رفض المصالحة مع جماعة الإخوان من قبل، ومن الصعب أن يكون هناك نوع من أنواع المصالحة، إلا إذا اتفق ممثلي الشعب من النواب على ذلك وتحدثوا باسم الشعب.

وأشار القيادي الجهادي السابق، إلى أن هذا البيان يعد مداعبة للقوى السياسية المدنية للتصالح بعيدًا عن المواطنين الذين كان لهم دورًا كبيرًا في اسقاط حكم الجماعة.

أهلا بالمصالحة بشرط 

ومن جانبه قال الدكتور سامح عيد، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان على مدار تاريخهم لم يعترفوا بأخطائهم، ولكن إذا كانت الجماعة بالفعل تتجهه إلى "المراجعة" لأعمالها الفكرية في الست سنوات بشكل جدي فأهلا بها.

وأضاف "عيد"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أما إذا كان الاعتراف بأخطائها الإدارية خلال الست سنوات الماضية دون التعرض للفكر التنظيمي للجماعة والأخطاء السياسية والبقاء على التنظيم، فهذا أمرَا غير مقبول ومستحيل يقبله الشعب المصري.

جس نبض 

وتوقع الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن من الصعب أن تعترف الجماعة بأخطائها السياسية وفك عمل التنظيم و انخراطها في الأحزاب والقوى السياسية المدنية في مصر، مشيرًا إلى أن هذا البيان من الممكن يكون "جس نبض" للشعب مرة أخرى، اعتقادًا منهم أن الشعب نسى أعمالهم.

الأمل الوحيد بالنسبة لعودتهم بعد غلق أبواب الدولة

في سياق متصل قال خالد الزعفراني، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن تطرق الإخوان للشعب المصري ليس جديدًا، فهم منذ فترة يحاولون يلعبون على استعطافه من باب الاعتراف بالأخطاء، لكن الانقسامات والمزيادات داخل الجماعة كانت تمنعهم من هذا.

وأضاف" الزعفراني"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن جماعة الإخوان المسلمين تدرك جيدًا الآن أن مستقبلها بيد الشعب المصري مضيفاً أن الإعتذار عن اخطائهم هو الحل، خاصة وأن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات سياسية عقب وجود دونالد ترامب بالبيت الأبيض، فضلا عن الضغط من تركيا عليهم وهو ما يجعلهم يتجهون لتوطيد علاقتهم بالشعب لإرجاع قوتهم الشعبية بمصر.