من الخاسر؟.. حرب مُنتظرة بين روسيا وأوروبا و"خبراء" يوضحون حقيقة الأمر

عربي ودولي

بوابة الفجر


برغم وحدة الهدف الذي يجتمعون عليه، وهو تخريب وتدمير الشرق الأوسط، والدول العربية، إلا أن دول أوروبا وروسيا من أكثر الأطراف التي تكنّ العداء لبعضها، فالخلاف ليس اليوم، وإنما يأتي تاريخيا على مناطق النفوذ والصراع، وهو ما يطرح تساؤلا بقوة، عن كيفية وشكل العلاقة التي سيكون عليها الطرفين في عام 2017.

بوتين يضرب أوروبا بتعامله مع اليمين المتطرف
كان هذا ما نشرته عدة تقارير دولية، والتي أكدت إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، يسعى باستمرار للتقارب مع الأحزاب اليمنية المتطرفة، وهو بالفعل ما يقوم به لعدة سنوات، بهدف التأثير على سياسات الاتحاد الأوروبي المتبعة تجاه روسيا.

مظاهر دعم اليمين المتطرف لروسيا
وأوضحت تلك التقارير، أن هناك علاقة وطيدة بين الأحزاب اليمنية، وبين روسيا، خاصة بوتين، مدللة على هذا بعدة مواقف، ومنها دعم روسيا عام 2008، عندما شنّت حربا ضروسا ضد جورجيا، فضلا عن الاجتماع الشهير الخاص بين النواب الروس، وقيادات حزب "جوبيك" اليميني ، وكذلك أكاديميين في جامعة موسكو عام 2013م.

وتستمر التقارير في سردها العديد من المظاهر التي تدلل على علاقة ود ومحبة كبرى تجمع الروسي والأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا، وهو ما سيخدم روسيا في مواجهة أوروبا في الأيام المقبلة، على حد زعم الدراسات والتقارير، حيث تشير أيضا إلى أن حزب النازيين الجدد "أتاكا" في بلغاريا، يؤدون دائما دعمهم الكامل للرئيس بوتين، وللسياسات الخارجية لموسكو، أضف إلى ذلك المواقف الداعمة لروسيا من قبل الكثير من الأحزاب اليمنية الأخرى، مثل  موقف الكثير من الأحزاب اليمينية الأخرى.
 
المتحالفين مع روسيا يكسبون ويصعدون
وعلى إثر تلك العلاقة الوطيدة بين روسيا وبين أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، تشهد أوروبا تغييرات سياسية كبيرة، تبرز من خلال تصاعد اليمين المتطرف، حيث تمكنت كلا من أحزاب الحرية النمساوي، والشعب الدنماركي، والفجر الذهبي اليوناني، وحزب استقلال المملكة المتحدة البريطاني، والحريات الهولندي، من تحقيق مكاسب مهمة في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة، وهم من يرتبطون بعلاقات وثيقة مع الحكومة الروسية.

تصريحات إيجابية في حق روسيا
وليس هذا فحسب بل تنال روسيا الكثير من أقوال وأفعال المدح، على لسان الكثير من المسئولين، يأتي أشهرهم رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة في فرنسا "مارينا لي بين" ، والتي أكدت إن الرئيس الروسي بوتين يدافع عن القيم الأوروبية بشكل كبير.

وليست أوروبا وحدها، بل إن "دونالد ترامب" رئيس الولايات المتحدة، أكد هو الآخر في تصريح له، إن أمريكا سوف تغيير موقفها وسياستها مع روسيا، من أجل صالح الشعب الأمريكي.

ربما يكون هناك نية روسية للانضمام لأوروبا
ويؤكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، وخبير السياسات الخارجية، أنه ربما يكون هناك نية لروسيا في إرادتها الدخول والانضمام في المستقبل للإتحاد الأوروبي، وهو ما يظهر تهافتها الشديد بالعلاقة مع أحزاب اليمين المتطرف.

ترامب وعلاقته
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"لفجر"، أن التقدم في العلاقات بين روسيا وأوروبا، يتوقف تماما على علاقة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مع رئيس روسيا فلاديمير بوتين، وهو ما يجعل بوتين يتقرب كثيرا مع دونالد ترامب لتسهيل هذه الأمور.

عودة الإمبراطورية الروسية
ويؤكد خبير العلاقات الدولية، أن هذا يؤكد أن بوتين يعمل على عودة الإمبراطورية الروسية، وهو ما يظهر كثيرا من ضمه قبل ذلك لشبه جزيرة القرم، متحديا أوروبا وأمريكا، وبالتالي يستخدم جميع الأسباب ويضع أهدافه لاستعادة الإمبراطورية الروسية.

من الصعوبة التنبأ بشكل العلاقة
وعن الإتحاد الأوروبي، يضيف، حسين، أنه من الصعوبة التنبأ بواقع الإتحاد الأوروبي في الأعوام المقبلة، مؤكدا أنه سيكون هناك تغييرات تتلاحق لا سيما في ظل المعطيات الجديدة، من تصاعد اليمين المتطرف في الكثير من دول أوروبا.

تهديد التطرف يجمعهم
من جانبها أكدت الدكتورة هدى راغب، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، أن التطرف والإرهاب الحاصل في الكثير من الدول، والذي بات مهددا أساسيا وكبيرا على دول أوروبا وكذلك روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، يعد من أهم الركائز الأساسية التي تجمّع كل هذه القوى في بوتقة واحدة لمحاربته.

تعاون أوروبي روسي
وعن شكل العلاقة الأوروبية الروسية في المستقبل، أضافت راغب ، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه برغم بعض الخلافات بين الناتو وبين روسيا، إلا أنه سيكون هناك تعاونا بين تلك القوى نظرا لوجود ملفات مشتركة، تهم تلك الأطراف.

الإرهاب ودور الحركات الانفصالية
واستدلت على تعاون روسيا في المستقبل مع أوروبا، أن هناك الكثير من الحركات الإنفصالية في الداخل الروسي فضلا عن من يوالون للجماعات الإرهابية، وهم من يقومون بين الحين والآخر بعمليات إرهابية، بما يؤكد على العلاقة الوطيدة المنتظرة في الأيام المقبلة.

دعم بوتين لليمين المتطرف
كما أكد الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمحلل السياسي الدولي، أن روسيا بالفعل لديها خلافات مع أوروبا، تظهر كثيرا في مناطق النفوذ فيما بينهم، وبالتالي غالبا ما يحدث تحركات من قبل الأطراف عند مناطق نفوذ كل منهما. 

روسيا ستحصل على مكاسب قوية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن بوتين يقوم بدعم اليمين المتطرف، نتيجة للموقف العدائي من دول أوروبا، بحيث يضمن تحولا جوهريا  في الأيام المقبلة لصالحه، لافتا إلى أن تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا سيعطي مكاسب قوية للغاية في الأيام المقبلة لروسيا وهو من الأمور المنتظرة في العلاقة بين الطرفين.