المقاطعة سلاح ربات البيوت بعد ارتفاع سعر "البيض".. وتجار يكشفون: سيصل إلى 180 قرش

تقارير وحوارات

ارتفاع سعر البيض
ارتفاع سعر البيض



بعد ارتفاع سعر البيض في الفترة الأخيرة، بدأ المواطنين في تدشين حملات مقاطعة لشراءه على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، ولكنها سريعًا بدأت في الإنتشار على أرض الواقع، لتصبح حقيقة ملموسة بين ربات المنزل.
 
وفي المحافظات الريفية يطلق على البيض "لحوم الغلابة" لما فيه من بروتينات تعوض الإنسان عن ما يحتاجه من اللحوم، فيعتمدوا على البيض والألبان ليكونا بديلًا للحوم في ظل إرتقاع أسعارها.
 

أسباب مقاطعة ربات المنازل للبيض
أسماء نبيل، فتاة عشرينية، أكدت مقاطعتها لشراء البيض بأنواعه خلال الفترة المقبلة بعد أن وصل سعر البيضة الواحدة إلى جنيه ونصف في ظل توقع مستمر لذلك الإرتفاع لأن سعرها كان لم يتجاوز جنيه خلال الأشهر الماضية، مشيرة إلى أن البيض من المنتجات العامة لأنه يدخل في عدد كبير من الأطعمة.
 
وعن ارتفاع سعر البيض قدمت أسماء تسلسلًا لذك قائلة: أول ارتفاع للبيض كان من سنتين وسعر البيض ارتفع من 50 قرش لـ75 قرش واستقر سعر البيضة عند تلك القروش فترة طويلة ولكن خلال أشهر بسيطة بدأ في الارتفاع فوصل سعر البيضة جنيه ثم جنيه وربع حتى بلغت جنيه ونصف".
 
وأضحت أن هناك سببين وراء المقاطعة الأول يتمثل في توفير الرقابة على الأسواق خاصة لأنه لا يوجد سعر موحد للبيضة، فهناك عدد من البائعين يبيعها بـ "جنيه وربع"، وآخرين يبعونها بـ"جنيه ونصف"، فلابد من وجود رقابة توحد سعرها، وتوحيد السعر سيؤدي إلى تحقيق الهدف الثاني من المقاطعة وهو تقليل السعر.
 
 
وقدمت أنوار شعبان، ربة منزل، طريقة حسابية حالة تناول أفراد أسرتها المكونة من 6 أفراد لوجبة بيض في ظل ارتفاع تلك الأسعار قائلة: "إحنا 6 أفراد لو كل واحد أكل بيضتين يبقي محتاجين 24 جنيه عشان ناكل وجبة بيض ولو هنجيب عيش يبقى تكمل 30 جنيه عشان نفطر مثلا يبقي بلاش منه أحسن".
 
وعن أسباب المقاطعة قالت "أنوار" بلهجة حادة: "إحنا نشوف البديل بدل ما الأسعار عمالة تأكل فينا مش إحنا اللي بناكل إحنا بنتآكل.. ويمكن لما نقاطع شراء البيض والطلب يقل عليه يرخص ويرجع لأسعاره الطبيعية على الأقل بـ75 قرش".
 

صاحب محل: الإقبال قليل على شراء البيض
عم أحمد، صاحب محل بسيط لبيع المنتجات الغذائية، أكد أنه أصبح لا يشتري البيض لبيعه، بعد أن قل الطلب عليه في الأيام الأخيرة تفاديًا لعدم تخزين المنتج أو إفساده بسبب التخزين، مشيرًا إلى وجود عدم إقبال بالفعل ملحوظ على البيض خلال الفترة الماضية.
 
 
فبراير القادم سيشهد إنفراجة في الأسعار
وقال رشاد قرني، تاجر دواجن، إن سبب إرتفاع سعر البيض، يرجع لعزوف المربيين عن تربية الدواجن، المنتجة للبيض، موضحاً أن قلة المربين وارتفاع أسعار المنتجات الخاصة بتربية الدواجن وراء رفع سعر البيضة لـ1.50 جنيه، موضحاً أن دعوات مقاطعة شراء البيض لن تلقى صداها، لاسيما لوجود الكثير من المنتجات اليومية التي يدخل البيض كجزء من صناعتها كبعض الحلويات.
 
وأشار قرني، في تصريحات لـ"الفجر"، إلى أن أسباب عزوف المربين عن تربية الدواجن يرجع لـ"ارتفاع سعر أعلاف الدواجن لإنها مستوردة، وارتفاع أسعار مستلزمات الأدوية الخاصة بالدواجن"، مضيفاً أن الطقس البارد أيضاً أحد أسباب العزوف عن تربية الدواجن، حيث أن وسائل تدفئة الدواجن مرتفعة جداً، كما أن الطقس البارد يكون طقساً مناسباً تنشط خلاله الأمراض التي تلحق بالدواجن في الشتاء مثل "أنفلونزا الطيور".
 
وأكد تاجر الدواجن، أن سعر البيضة سيظل في ارتفاع حتى نهاية شهر فبراير القادم حتى يعود نسبة قليلة من المربين لمزاولة تربيتهم للدواجن المنتجة للبيض من جديد، بعد إعتدال الطقس البارد الذي يضرب البلاد تلك الفترة.
 

دعوات مقاطعة البيض عشوائية لن تتحقق
ووصف عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، أن دعوات مقاطعة البيض بـ"العشوائية" وأنها لن تتحق، مشيراً إلى أن تلك الدعوات تتردد كل مرة في حين وجود زيادة للأسعار، ولكن بالنسبة للبيض لن تلقى صداها، لأن البيض يعتبر أرخص بروتين حيواني لذلك مقاطعته أمر شبه مستحيل.
 
وأشار السيد، في تصريحات لـ"الفجر"، إلى أن المشكلة الأساسية وراء زيادة سعر البيض ترجع لغلاء الأعلاف الخاصة بإطعام الدواجن التي تنتج البيض، وغلاء الأدوية البيطرية الخاصة بالدواجن، قائلاً: "مستلزمات الإنتاج ارتفعت لذلك يعزف المربيين عن تربية الدواجن فيقل إنتاج البيض فيرتفع سعره".
 
وأضاف، رئيس شعبة الدواجن، أن شهور "ديسمبر، يناير، فبراير" تشهد خروج مجموعة من المربيين من منظومة تربية الدواجن، بسبب الطقس البارد الذي يعد تربة خصبة لظهور الأمراض المرتبطة بالدواجن، مؤكداً أن شعبة الدواجن تواجه أزمة في السوق المصري للدواجن بسبب الأسعار، فيقول: "السوق المصري ملوش معيار، يعني إحنا منعرفش سعر البيضة ممكن يوصل لكام كله على حسب البيع والشراء".
 
 
سعر البيضة سيصل لـ180 قرش 
وعن آخر حد لزيادة أسعار البيض، يقول محمد المهدي، صاحب أحد مزارع الدواجن، أن سعر البيضة سيصل لـ180 قرش، موضحاً أن سعر البيضة الحالي في المزارع يباع للتجار بـ1.25 جنيه، متوقعًا أن يرتفع سعر البيضة داخل المزرعة لـ140 قرش، ليقوم التاجر ببيعها بـ180قرش.
 
وأكد المهدي، في تصريحات لـ"الفجر" أن سعر البيضة سيعاود الإنخفاض في أواخر فبراير القادم، بعد عودة قطاعات البياض للعمل من جديد، حيث أن عزوف المربيين عن تربية الدواجن، تسببت في بيع الكثير من قطاعات بيع البياض قطاعاتهم.
 
واستكمل قائلا: "بعد انتهاء موجة البرد التي تسببت في قلة قطاعات البياض، في نهاية فبراير القادم، سنشهد إنفراجة وعودة كبيرة في تلك القطاعات وسيقل ثمن البيضة كما كان".