بالتفاصيل.. نكشف الأسباب الخفية وراء لجوء مصر لنفط العراق بعد وقف إمدادات "أرامكو" السعودية

تقارير وحوارات

نفط
نفط


شهدت العلاقات بين مصر والسعودية توترًا في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد أن ظهر التقارب الاستراتيجي بين الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل وروسيا، بالإضافة إلى أن مصر قامت بالتصويت لصالح مشروع قانون روسي في مجلس الأمن حول حلب، وهذا ما ترفضه المملكة، الأمر الذي أدى إلى أن تقوم شركة أرامكو السعودية بوقف دعمها النفطي لمصر.

من جابنها، قامت "الفجر"، برصد تطورات الأزمة وكشف آليات الحكومة لتوفير النفط في السطور التالية.

* بداية الأزمة 

وافقت السعودية على إمداد مصر بمنتجات نفطية مُكررة لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول، ومع توتر العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، قامت شركة أرامكو بوقت إمداد مصر نحو 700 ألف طن من المواد التبرولية، فقام المهندس طارق الملا وزير البترول بحل الأزمة بالبحث عن دولة تكون بديلة لإمداد مصر بالمنتجات البترولية.

* العراق البديل 

من جانبه، قال حبيب الصدر السفير العراقي في القاهرة، إن الحكومتين العراقية والمصرية وقعتا اتفاقية لإمداد مصر بمليون برميل نفط شهريا وستدخل حيز التنفيذ خلال أيام قليلة.

* الأزمة سياسية 

وفي نفس السياق، علق النائب السيد حجازي، عضو لجنة الطاقة بالبرلمان في تصريح خاص لـ"الفجر"، على ما قامت به الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل من توقيع اتفاقية إمداد مصر بمليون برميل نفط شهريا بشروط ميسرة من قبل العراق، قائلاً:"خطوة مُمتازة".

وأضاف حجازي، أن المشهد السياسي بين مصر والسعودية يشهد توتر وخاصة في الآونة الأخيرة بعد اضطرابات الرأي بين الجانبين حول ملكية جزيرتي "تيران وصنافير"، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل قصارى جهده لعدم فرض أي سياسات تفرض هيمانتها على المصريين.

* قرار تجاري 

من جانبه، قال النائب حمادة غلاب عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن لجوء الحكومة مُتمثلة في المهندس طارق الملا وزير البترول إلى العراق لإمداد الدولة بالنفط حل للأزمة بين مصر والسعودية.

وأضاف غلاب، أن دولة شركة أرامكو السعودية حين توقفت عن إمداد النفط للهيئة المصرية العامة للبترول فهو قرار تجاري في المقام الأول، مؤكدًا أن أي دولة لها الحرية المطلقة في بيع ثرواتها المتجددة من الطاقة لأي دولة أخرى لمصالحها الاقتصادية. 

* لا خلاف بين مصر والسعودية

من جانبه، قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن كافة الدول العربية لم ولن تسعى لتخريب أوضاع بعضهم البعض.

وأضاف حسين، أن مصر لم تستهدف في يومًا ما النيل من سيادة أي دولة أخرى وهذا ما جعلها أن أي دولة ترحب بالتعاون الاستثماري والاقتصادي بين الطرفين، مؤكدًا أنه لا يجوز أن نربط توقف إمداد أرامكو السعودية للنفط لمصر على أنه خلاف سياسي.

كما أكد أستاذ العلاقات الدولية، أنه من حق أي دولة أن تبحث عن مصالحها الاقتصادية والاستثمارية وهذا ما فعلته السعودية تمامًا، مشيرًا إلى أن الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل قامت بالبحث عن بديل لإمدادنا بالنفط فوقع الاتفاق على العراق.

* مجال استثماري جديد

وفي نفس السياق، قال المحلل السياسي العراقي صلاح نصراوي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إنه من حق مصر أن توسع علاقتها الإستراتيجية بين كافة الدول العربية والعالمية.

وأضاف نصراوي، أن مباحثات دعم العراق بالنفط لمصر ليست وليدة اللحظة في تلك الآونة بل كانت سابقة ولكنها لم تكتمل بين الطرفين، مؤكدًا أن هناك مُؤشرات أصبحت واضحة تدل على أن هناك مجالات استثمارية جديدة بين البلدين في المستقبل القريب.

كما أكد، أن ما يروج عبر وسائل الإعلام من معلومات تفيد بأن إتمام الاتفاق العراقي المصري بشأن النفط جاء بعد توقف إمداد أرامكو السعودية لمصر غير صحيح على الإطلاق، مشيرًا إلى أن الزيارة التي قام بها المهندس طارق الملا وزير البترول الأخيرة إلى العراق كانت لتسريع تنفيذ الاتفاق.