أوتو ريهاجل ومعجزة اليونان باليورو .. هل يفعلها كوبر مع الفراعنة في الجابون ؟

الفجر الرياضي

مصر واليونان
مصر واليونان


 

لكي تحقق المعجزة يجب عليك أن تقاتل وتحارب لآخر نفس في صدرك، فالوصول إلى القمة ومنصات التتويج لا يتحقق بين عشية وضحاها، لكن يحتاج للعمل الشاق وأن تخوض معارك ضارية من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، لأجل أن تبقي فوق الجميع وأن يلامس كأس النجاح السماء العالية.

 

تحققت بعض وليس الكثير من المعجزات في عالم الساحرة المستديرة، ولعل أبرزها وأهمها، تتويج اليونان بقيادة الفليسوف "أوتو ريهاجل" ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004 بعد فوزهم في المباراة النهائية على البرتغال منظمة البطولة بهدف دون رد.

 

ذهبت اليونان إلى البطولة دون أي تخطيط أو فلسفة محددة تلعب بها، حتي دون أي أحلام للوصول للأدوار المتقدمة في البطولة الأوروبية العريقة، لكن مع أول مباراة تغيّر كل شيء تمامًا، وأنقلبت الآية فأحفاد الإغريق دمروا البرتغال في لقاء الافتتاح وتمكنوا من تحقيق الفوز عليهم بهدفين مقابل هدف، وقتها الكل عرف من هم اليونانيين جيدًا، وبدأ أحفاد الأغريق يرسمون أهدافهم في اليورو.

 

في المباراة التالية تعادلوا مع الماتادور الإسباني بهدف لكل فريق، ثم خسروا في المباراة الأخيرة في المجموعات أمام الروس بهدفين لهدف، ليحتلوا بعدها المركز الثاني برصيد 4 خلف البرتغال المتصدر.

 

وتأهل أحفاد الأغريق إلى الدور ربع النهائي ليضربوا موعدًا ناريًا مع الديوك الفرنسية، وكانت المفاجئة اليونان تقطف ريش الديوك وتنتصر عليهم بهدف نظيف، ليتأهلوا إلى نصف النهائي ويجتازوا عقبة التشكيك التي كانت من ضمن المرشحين الأقوياء لحصد اللقب بقياد باروش وبافيل نيدفيد، ثم إلى الحلم إلى النهائي التاريخي ليقابلوا البرتغال مجددًا ويبكوهم من جديد بدل الدموع دمًا بهدف نظيف، ليرفعوا بعدها اللقب الغالي في سماء استاد دا لوز.

 

تجربة اليونان حدثت من قبل بـ 6 أعوام مع المنتخب المصري في كاس الأمم الإفريقية 1998ولكن لم تكن بالمعجزة الكبري، فالفراعنة كانوا ذاهبين إلى بوركينافاسو وليسوا مرشحين أبدًا للفوز باللقب القاري الغالي، ولكن القتالية والروح الحماسية والتكيتك الدفاعي المنظم جعل المصريين يرفعون الكأس عاليًا في سماء القارة السمراء.

 

هذه المرة أيضًا، يذهب المنتخب المصري بقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر إلى الجابون لخوض غمار كأس الأمم الإفريقية وهم ليسوا مرشحين للتتويج باللقب، وهو نفس حال اليونان في يورو 2004، حتي الفكر واحد، فتكتيك كوبر قريب جدًا جدًا من تكتيك ريهاجل الدفاعي، فكلا المدربين يعتمدان على التكتيك الدفاعي البحت والمنظم والهجمات المرتدة المباغتة معتمدين فيها على سرعة لاعبي المقدمة.

 

قبل بدأ يورو 2004 واجه ريهاجل هجومًا من قبل الصحفيين بسبب إسلوبه الخططي المعتمد على الدفاع وتكتيك 5-4-1، لكن المدرب الألماني ثبت صحة وجهة نظره مع مرور المباريات في اليورو إلى نهاية البطولة والتتويج بها، نفس الأمر ينطبق على كوبر الذي واجه عاصفة من الانتقادات الشرسة في مصر من قِبل المحلليين والصحفيين والإعلاميين بسبب طريقته الدفاعية وقتله لإسلوب اللعب الجميل.

 

سيخوض كوبر أول اختبار حقيقي مع المنتخب المصري في بطولة مجمعة، لكن ربما لن تكون عليه ضغوط كبيرة، لأنه ليس مطالبًا بالفوز بالبطولة في المقام الأول، فالأهم هو الصعود لكأس العالم 2020 بروسيا، وهو قطع في الوصول إلى الكثير بعد تصدره مجموعته على حساب أوغندا وغانا والكونغو وتحقيق الفوز في أول مباراتين.

 

انطونيس نيكوبولايديس - يوركاس سيتاريديس - ميكاليس كابسيس - ترايانوس ديلاس - تاكيس فيساس - ستيليوس جياناكوبولوس - ثيودورس زاجوراكيس - انجيلوس باسيناس - كوستاس كاتسورانيس - زيسيس فريزاس - انجيلوس خاريستياس.. هؤلاء رجال  ريهاجل الذين حاربوا الموت ذاته وانتصروا عليه، ليحققوا حلمهم وحلم شعبهم.

 

عصام الحضري – محمد عبد الشافي – علي جبر – سعد سمير – أحمد فتحي – طارق حامد – محمد النني – عبد الله السعيد – تريزيجيه – محمد صلاح – مروان محسن والبقية .. هؤلاء رجال كوبر الذين يجب عليهم القتال وخوض معارك ضارية من أجل تحقيق اللقب الغالي للمرة الثامنة واسعاد الشعب المصري البأس!.



الظروف متشابه بين مصر واليونان، وريهاجل وكوبر، حتي بنسبة كبيرة إلى اللاعبين، والأوضاع لا تختلف كثيرًا، والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا، هل المصريين قادرين على تحقيق الحلم والسير على خطي اليونان، فهم ذاهبون إلى البطولة وليس المرشح الأقوي والأول لحصد اللقب، لكن هل يستطيعوا قلب الطاولة وحمل الكأس عاليًا؟.