بعد الاتفاق النفطي..خبراء: هذا هو سر التقارب "المصري العراقي"

وبعد أزمة طاحنة شهدتها العلاقات المصرية السعودية، تراجعت بعدها شركة أرامكو السعودية عن إمداد مصر بالنفط، لجأت الأخيرة إلى العراق لتعويض ما خسرته من النفط السعودي، حيث قام المهندس طارق الملا وزير البترول المصري بزيارة بغداد بعد أيام من وقف الرياض إمدادها النفطي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية باستيراد مليون برميل من النفط العراقي شهرياً، مقابل شروط سداد ميسرة.

وتدعم القاهرة السلطة المركزية في بغداد في مواجهة أي بوادر لتقسيم الدولة العراقية باعتبار أن ذلك يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري نظرا لقناعتها بأن إعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية و عرقية هو مخطط شامل برعاية المحور الأمريكي – الإسرائيلي – التركي و الذي من المنتظر أن تنضم إليه إيران قريبا .

وكشف السفير حبيب الصدر المبعوث الدولي لبغداد في مصر، حجم التبادل التجاري بين العراق ومصر، موضحًا أنه يبلغ مليار و400 مليون دولار سنويًا.

وأضاف الصدر، أن العراق لديها رغبة في رفع سقف التبادل التجاري مع مصر، بغرض مضاهاة جيرانها مثل تركيا، حيث يصل حجم التبادل بينهما إلى ما يقرب من 15 مليار دولار سنويًا.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى علوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن العراق من الدول التي شاهدت تخبط سياسي بعد الغزو الأمريكي عليها عام 2003.

وأضاف علوي، ، في تصريح لـ"الفجر"، أن أوضاعها الاقتصادية والأمنية أصبحت أكثر استقرارًا عما كانت في السابق، مؤكدًا أننا نتمنى أن تكون بداية إمداد العراق لمصر بالنفط ما هي إلا خطوة من ضمن سلسلة من التعاون الاستثماري بين البلدين.

كما أكد أستاذ العلوم السياسية، أنه قد حان الوقت للالتفاف والاصطفاف بين كافة الدول العربية لمواجهة التحديات التي تحاصر المجتمع العربي بشكل عام لحلها، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات التي تبدأ بين الدول بقوة ومع مرور الوقت تتلاشى وهذا ما لا نتمناه.

 

وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات بين مصر والعراق شهدت تراقد في التعاون بالآونة الأخيرة نتيجة للأوضاع والأزمات التي كانت تشهدها كل دولة.

وأضاف حسين، في تصريح لـ"الفجر"، أن ما قامت به العراق بإمداد مصر بمليون برميل من النفط العراقي شهرياً خطوة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، مؤكدًا أنه يتوقع في الفترة القادمة أن تحدث طفرة في التعاون في شتى المجالات وخاصة الاقتصادية.