طارق سعدي: تكنولوجيا الجيل الخامس الخيار الأمثل لمصنعي الروبوتات "الأكثر ذكاء"

الاقتصاد

إريكسون - ارشيفية
إريكسون - ارشيفية


يعد إقليم توسكانا في إيطاليا مركزاً هاماً لصناعة الروبوتات على مستوى العالم، وبالشراكة مع إريكسون، يعتبر كل من معهد "بايو روبوتيكس" ومركز "زوغيتي سينترو سيستمي" رائدان في هذه الصناعة، حيث يعد معهد "بايو روبوتيكس" الذي يشكل جزءاً من جامعة بيزا "سكولا سوبيريور سانت آنا" - مركز أبحاث متخصص بالتطبيقات المختلفة للروبوتات والهندسة الحيوية، أما مركز" زوغيتي سينترو سيستمي" فقد تأسس في عام 1985 كشركة للبرمجيات، قبل التركيز على الروبوتات  في عام 2000.

 

وتعليقاً على وضع صناعة الروبوتات في إيطاليا، قال فابريزيو بيرنيني، الرئيس التنفيذي لمركز "زوغيتي سينترو سيستمي" : اعتقد بشدة أن إيطاليا تعتبر من الدول التي ترحب بكل ما هو جديد ومبتكر في عالم التكنولوجيا الحديثة، وبالنسبة لصناعة الروبوتات، وبالرغم من أنها لازالت في مهدها، إلا أنها تتمتع بقيمة كبرى في المجتمع الإيطالي الذي بدأ بالفعل يتحسس فوائدها."

 

وسيمزج التعاون خبرة إريكسون العريقة في مجال الخدمات السحابية وتقنيات الاتصال، مع الفهم العميق وخبرة كل من معهد "بايو روبوتيكس" ومركز "زوغيتي سينترو سيستمي" في أنظمة وتقنيات الروبوتات.

 

ومن خلال الاستفادة من الخبرات المتعددة، يهدف الشركاء إلى تطوير الروبوتات الخاصة بالتطبيقات الصناعية التي يمكن التحكم بها من أي مكان في العالم، بينما تعمل بشكل ذاتي.

 

وسيكون باستطاعة هذه الروبوتات "الأكثر ذكاء" التفاعل مع البيئة المحيطة بطريقة تشبه الإنسان، إضافة إلى قدرتها على تحديد العقبات والعمل على كيفية تفاديها في الوقت المثالي.

 

ولتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع، فإنه من الضروري أن يتم نقل خاصية التحكم هذه المتعلقة بعمل الروبوتات إلى السحابة الإلكترونية، وذلك للاستفادة من مزايا الحوسبة الكثيفة والواسعة النطاق الموجودة فيها، وهذا يتطلب تطوير بنية نظام مبتكر يسمح للروبوتات بالتفاعل مع السحابة، عبر البنية التحتية الشبكية الخاصة بشركة إريكسون.

 

وبالنسبة لهذا المشروع، فإن تكنولوجيا الجيل الخامس تعتبر عنصر أساسي هنا، حيث أن الروبوتات لكي تتمكن من التفاعل مع البيئة المحيطة في الوقت المثالي، فإن ذلك يتطلب كميات هائلة من المعلومات يجب تحويلها بشكل متزامن.

 

ومن جانبه قال طارق سعدي، رئيس إريكسون في دول الخليج وباكستان: "نظراً للخصائص العديدة التي تتمتع بها تكنولوجيا الجيل الخامس -والتي تميزها عن غيرها من شبكات الاتصال اللاسلكي- بما في ذلك انخفاض معدل السكون في الشبكة وعرض النطاق الترددي العالي فهي تعتبر الخيار الأمثل للمصنعين.

 

ومن المتوقع أن يبلغ عدد اشتراكات تقنية الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال شرق أفريقيا حوالي 20 مليون اشتراك بحلول العام 2022."

 

تعد التكنولوجيا الحديثة ضرورية في كافة القطاعات ولا يمكن لأحد أن ينكر فوائدها العديدة، وبالنسبة للروبوتات "الأكثر ذكاء" فإن بإمكانها تنفيذ عدد غير محدود من المهام في القطاع الصناعي، مما يتيح المجال للإنسان للعمل في مجالات أخرى، ويمكن لذلك أن يعزز من معايير السلامة - لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمواد الكيميائية الخطرة.

 

ولعل الأهم من ذلك، فإن الروبوتات "الأكثر ذكاء" تعمل على زيادة الأتمتة الصناعية في قطاعي التصنيع والزراعة. ومن خلال تطبيق ما يعرف بـ "التصنيع الذكي"، فإن غالبية عمليات الإنتاج يمكن أن يتم التحكم بها عن بعد ومراقبتها عبر السحابة الإلكترونية، ما سيسهم في الحد من الحاجة إلى البنية التحتية للمصانع وتخفيض تكاليف عمليات الإنتاج.

 

ويمكن لأجهزة الاستشعار والآلات المتصلة لاسلكياً أن تسمح للشركات العاملة في قطاع الصناعة استخدام البيانات التي تم تجمعها لعمليات المراقبة والتحليل والتنبؤ. وستكون النتائج مرضية بالتأكيد بما في ذلك عمليات انتاج محسنة وزيادة في الكفاءة التشغيلية، ما يتيح للشركات إتمام طلبيات الإنتاج في الوقت المحدد وزيادة مرونة عمليات التصنيع.

 

ويقدم هذا الوعي المتزايد والتحكم بعمليات وطرق الإنتاج فوائد على البيئة أيضاً، حيث يصبح من الممكن التحكم بالموارد - مثل المياه في الزراعة - بشكل أكثر كفاءة، ويمكن أيضاً تخفيض استهلاك الطاقة. ويبحث الشركاء أيضاً  كيفية استفادة الشركات من الطاقة الشمسية وتسخيرها في عمليات الأتمتة الحديثة للأجهزة.

 

من الحقل إلى المصنع، يمكن أن تجد متطلبات متعددة للتطبيقات الخاصة بالروبوتات السحابية. ومن خلال هذه الأبحاث التي ستقدمها الشراكة المميزة بين إريكسون و معهد "بايو روبوتيكس" ومركز "زوغيتي سينترو سيستمي"، فإن أفاقاً جديدة وإمكانيات متعددة يمكن تطويرها والاستفادة منها في المستقبل.