الرقص ... للتعبد والترفيه قديماً

منوعات

بوابة الفجر


الأنثي الكائن الأسمى و الأكمل و الأجمل في معابد الشرق القديمة ترقص تقرباً للآلهه بطقس أو شعيرة هي نفسها ركيزتها الأبرز كرمزا للخصوبة والنماء  والراقصة عند تحريكها لمنطقة الخصر أو البطن فهي إشارة لموضع تلك الخصوبة، ولحقيقة أن البطن "الرحم" هو مهبط للحياة و نبع لها، فلم تكن رقصتها إلا إحتفاء بتلك الحياة.

في حين كان الإحتفاء بالحياة في بلاط الملوك آنذاك أمراً صاخباً بما يكفي لإبتعاد الرقص عن كونه شعيرة أو طقس تعبدى لكاهنة، رغم إستخدامها لنفس مفردات الحكى الحركية، فأصبحت الرقصة وما تلاها سواء كانت جارية ترقص في قصور الخواص، أو امرأة من العوام ترقص في أعراسهم، أو بربرية ترقص وسط النساء في خيمة حول من توشك علي الولادة، أو غازية ترتجل إهتزازاتها أمام العوام من رواد الموالد، أو إحدى العوالم اللائي يطلبهن الناس لإحياء لياليهم، حتي الطفلة في كل بيوت الحالية ما تلبث أن تشب حتى تتلمس خطواتها مفردات الحكى الجسدي فتتلو نسختها البسيطة المتلعثمة من تلك الحكاية القديمة وسط بهجة الكبار حولها .

الرقص عند قدماء المصريين 
رغم ما تبقي من آثر الراقصات، الحكاءات القدماء ليس بالكثير إلا أنه يخبرنا بأنهن قد ظهرن بكل بلاد الشرق القديم و مارسن الرقص بالمعابد كطقس أو شعيرة دينية مثل كهنة عشتار ببلاد الرافدين بعصر الأشوريين، أو  كتقليد إحتفالي ببلاط الملوك و قصور الأثرياء و بين العوام،   أو كسلعة ترفيهية تقدم لمن يدفع الثمن بأماكن أخرى من تلك المنطقة من العالم , فنجد هنا جدارية بأحد المقابر الفرعونية و التي تنتمى لعصر الأسرة التاسعة عشر _ أي في حدود القرن الحادى عشر قبل الميلاد , وقد نُقش عليها رسم لراقصتين بزينة مميزة , تؤديان أنماط حركية شبيهة بالرقص الشرقي ,  في أجواء أقرب لإحتفال محلى بأحد الأعياد .

الرقص العربي عند الإيرانيين 
علي الرغم من أن الرقص الشرقي معروف عند الإيرانيين بإسم الرقص العربي علي سبيل التبرؤ منه إلا أن هناك بعض الرسوم المشابهة في آثار العصر الساساني بإيران "أي تعود للقرن الثالث الميلادي" بالأضافة لنقوش أخري علي بعض الفضيات القديمة و التي تنتمى لنفس العصر لفتيات بزي يشبة الزي المعاصر بل و أكثر عرياً و هن يمارسن حركات الرقص المعروفة , 

الرقص في شبة الجزيرة العربية
و رغم ندرة الشواهد الأثرية في  شبة الجزيرة العربية فقد عثر في معبد الإله ذو المقمة بمدينة سمهرم "سام إرم" إحدى مدن حضرموت القديمة  علي تمثال برونزي يعود للقرن الثالث الميلادى  أيضا لراقصة عارية الصدر لكنها ترتدي حزاماًحول خصرها له أهداب كزى الرقص الشرقي .