طريقة علاجية جديدة تظهر نتائج واعدة في علاج التوحد!

الفجر الطبي

 التوحد - ارشيفية
التوحد - ارشيفية


يقول المعد المساعد للدراسة جيمس آدمز، الباحث في مجال التوحد بجامعة أريزونا: "لقد كان من نتائج هذه التجربة العلاجية أن تراجعت أعراض الأطفال المصابين بالتوحد بنسبة 25 في المائة، وذلك في مجالات اللغة والتواصل الاجتماعي والسلوكيات المتكررة، كما تراجع فرط النشاط لدى الأطفال وأصبحوا أقل هيجاناً وأقل خمولاً".

ويُضيف آدمز: "يعاني الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد من مشاكل هضمية معوية مزمنة، مثل الإسهال والإمساك، وغالباً ما تبدأ هذه المشاكل لديهم منذ الطفولة، وقد يكون ذلك بسبب وجود بكتريا ضارة في أمعائهم، أو عوزهم لزمر بكتيرية مفيدة".

وبحسب آدمز، فإن أمعاء الشخص الطبيعي تحتوي على مئات الزمر البكتيرية المفيدة في أغلبها، وقد وجدت دراسات سابقة بأن الأطفال المصابين بالتوحد تعوزهم عدة مئات من الزمر البكتيرية المفيدة. كما كانت دراسات أخرى قد وجدت بأن تناول المضادات الحيوية القوية قد يُحسن مؤقتاً من أعراض التوحد، ولكن الأعراض سرعان ما تعود إلى سابق عهدها بعد زوال تأثير المضادات الحيوية.

ويشرح آدمز ذلك بأن الأمر لا يتعلق فقط بالقضاء على البكتيريا الضارة، وإنما بالسماح للبكتريا المفيدة بالنمو مجدداً كي تتمكن من محاربة البكتريا الضارة بمفردها.

وقد أراد آدمز وفريق بحثه معرفة ما إذا كان زرع زمر بكتيرية جديدة في أمعاء الأطفال سيساعد على تسكين أعراض التوحد لمدة أطول.

قام الباحثون بوصف مضادات حيوية خاصة لثمانية عشر طفلاً مصاباً بطيف التوحد، وذلك للتخلص من البكتريا المعدية الحالية الموجودة لديهم، ثم طُلب من الأطفال الصيام لمدة نصف يوم والخضوع لتنظيف شامل للأمعاء. وبعد ذلك قام الباحثون بتحضير عينات بُرازية صحية من أشخاص متبرعين يتمتعون بصحة عالية جداً جداً، وذلك بعد تنقيتها مخبرياً والتخلص من جميع الفضلات فيها، وأطلق عليها اسم المعينات الحيوية عالية الجودة super probiotics.

تناول الأطفال جرعات عالية من هذه المُعينات الحيوية لمدة يومين، ثم قلّص الباحثون الجرعات في الأسابيع الثمانية التالية. وتناول الأطفال مثبطات للحموض المعدية لضمان وصول هذه البكتريا إلى الأمعاء.

لاحظ الباحثون تحسن الأعراض الهضمية المعوية لدى الأطفال بنسبة 80 في المائة على مدى خمسة أسابيع، وهي الأعراض التي عانوا منها لسنوات. كما تحسنت أعراض داء التوحد ببطء نسبي، ولكن ملحوظ. وفي نهاية التجربة كانت أعراض التوحد قد تراجعت بنسبة 25 في المائة.

وبعد ثمانية أسابيع من نهاية التجربة، وجد الباحثون بأن البكتريا المعوية لا تزال بصحة جيدة، وأن التحسن في الأعراض الهضمية وأعراض التوحد لا يزال ثابتاً كما كان عليه في نهاية التجربة.

وبحسب آدمز، فإن هذه النتائج المشجعة قد حفزت بعض الجهات على تمويل الأبحاث القادمة في هذا المجال. ويأمل الباحثون بأن يتوصلوا مستقبلاً إلى علاج للتوحد ينال موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

وبحسب الخبراء، فهناك عدة نظريات لتفسير العلاقة بين البكتريا المعوية والإصابة بالتوحد. تقول إحداها بأن الأمعاء تفرز عدداً من المواد التي تؤثر في الدماغ، مثل حمض الفوليك والبيوتين والحموض الدسمة قصيرة السلسلة والعوامل العصبية الكيميائية مثل السيروتونين والتريبتوفان وجابا. وفي الوقت ذاته، فإن البكتريا الضارة تفرز سموم مؤذية يمكن أن تؤثر سلباً في الجهاز المناعي وطريقة التفكير عند الشخص. ومن جهة أخرى، فبما أن الأطفال المصابين بالتوحد يشكون من المشاكل الهضمية لسنوات طويلة، فقد يكون التخفيف من تلك المشاكل وحده كفيلاً بتحسين أعراض التوحد لديهم ويزيد من قابليتهم للاندماج في المجتمع وتحسين مهاراتهم المختلفة.