سر التاجر الفرنسي في حياة محمد على

منوعات

بوابة الفجر


البداية
أستطاع محمد علي أن ينمي قدراته إبان طفولته  في قريته النائية و مارس فيها اللعب و اللهو و تحدى البحر و قاوم مياهه العميقة  , وعندما أصبح شاباً مارس حراسة الطرق  و قمع الأضطرابات في النواحى و القري المنتشرة بالأقاليم و الجزر في بحر إيجه ,و سافر لقمع المارقين في البلدان العديدة و إستفادة فوائد كثيرة حيث قابل العديد من التجار الأوربين و أطلع علي الأساليب الحديثة في الصناعة و التجارة و أيضاً نظم  لوائح الضرائب و الجمارك و الأحتكار و صور التحكم في المواني و مراقبة البضائع و كيفية تحديد نسب الرسوم علي كل نوع من السلع و مدى الطلب علي كل سلعة.
لقائه مع "ليون" التاجر الفرنسي 
تأثرت شخصية محمد علي كثيراً صضبتاجر فرنسي يدعي "ليون"كان وكيلاً لمحل تجاري في مرسيليا ,إلتقي به خلال أعماله التجارية , فمال إليه لذائه و نشاطه , وتقرب إليه و تلقي علي يديه مبادئ المهنه و أسرارها , و مارس في هذه الفتره التجارة و عقد صفقات كثيرة في تجارة الدخان و أستطاع أن يكون رأس مال يعد معقولاً و أستقرت حالته المادية , و كان يسمح لموظفي الدولة و ضباط الجيش بعقد الصفقات التجارية ,ذلك لأن المرتبات كانت غير كافية و غير مستقرة .
انبهار محمد علي بفرنسا
و قد استمرت صداقة محمد علي بهذا التاجر ,الذي كان يحكي له عن أسرار التجارة و مع كل رحلة إلي باريس كان يحكي لمحمد علي عن باريس بلد النور و الثقافة و عن الحرية و شعارات الثورة الفرنسية و مجد الشعب الفرنسي و مدنيته و عن العوامل التي حققت هذا المجد ,فأصبحت هذه الحكايات زاداً لمحمد على في عالم المعرفة ,حيث كان العالم يعتمد في نقل أخباره من مكان إلي مكان علي هذه الحكايات و ما يراه التجار في البلاد المختلفة أثناء عقد صفقاتهم فلم يكن المذياع قد ظهر ولا التصوير قد أنتشر .
هكذا كان محمد علي يعرف كثيراً عن العالم من خلال التجار و المغامرين و الجنود الذين يذهبون إلي المعارك في أقاصي الدول العثمانية .
حلم محمد علي 
قد كان محمد علي يحلم بالأستقرار لهذه الأمبراطورية تالمترامية الأطراف ,حيث كان يدمي قلبة هذا الخلل الشامل و التردي المسيطر علي كافة أطراف السلطة  عقب ضعف الجيش العثماني في أواخرأيامه و ضعفه في كيانه مما جعل الهزيمة هي النتيجة لكل معاركة الحربية , و كان محمد علي يسأل نفسة إلي متي هذه الهزائم المتكررة لهذا الجيش العريق و هذا التدهور في الدولة العثمانية و لكنه لم ييأس و كان يحلم بتجديد أمجاد الأمبراطورية العثمانية علي يده.
مصر تهز كيان محمد علي 
و من خلال الروايات و الأساطير عن مصر و عن أحوالها و معايشته و هو ضابط و قائد و والي ,وما كانت تحكيه له أمه من قبل عن أمر عرافة القرية التي تنبأت لها بمولود سيكون له شأن عظيم يرقى زروة المجد و العظمة و يبلغ مرتبة الحكام و الملوك ,كانت تتشكل أمانى محمد علي .
و بعد كل ما شاهده من إمكانيات  في أرض مصر الخصبة و نيلها الفياض و تاريخ هذا الشعب العريق و ما فيها من آثار عظيمة و معابد التي تنتشر في أرجائها كان كل هذا يهز كيانه من العمق ,و كانت أحلامه وردية ,و قد أدرك أنه لابد من الإعداد الجيد و التخطيط السليم لإصلاح مصر و دفع عجلة التنمية الشاملة في كل الأتجاهات ,علي الرغم من أصطدامة بالقوى المعادية للتقدم و التطور "المماليك" .