آخرها "الاختفاء القسري للإخوان بالسودان".. عواصف تضرب التنظيم في الدول

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


حالة من التضييق والخناق على جماعة الإخوان الإرهابية بالعديد من الدول العربية والأوروبية، يأتي ذلك بالتزامن مع اعتزام دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عدم التعامل مع الإخوان وطردهم من أمريكا، وسبقته السودان، حينما طردت العشرات من أبناء الجماعة، واعتقلت البعض، إضافةً إلى قرارات بعض الدول تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، ومن بينها مصر التي صنفت الإخوان كجماعة إرهابية بعد الهجمات والأعمال الإرهابية التي شهدتها خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي.
يأتي هذا في الوقت الذي تضغط خلاله الإدارة الأمريكية الجديدة على جماعة الإخوان المسلمين وتضيق عليها الخناق بدراسة تصنيفها كـ"منظمة إرهابية".
 
اختفاء قسري للإخوان بالسودان 
وكان آخر عمليات طرد للإخوان من الدول، قامت بها السلطات السودانية حينما طردت عشرات الإسلاميين المصريين المنتمين لجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية الذين لجأوا إلى السودان في أعقاب عزل محمد مرسي في يوليو من العام 2013، خلال شهري يناير الجاري وديسمبر الماضي.
وقالت مصادر إخوانية، إن أجهزة الأمن السودانية تجرى تحريات واسعة على شباب وأعضاء جماعة الإخوان المقيمين هناك في أعقاب التقارير المصرية الخاصة بأن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية الإرهابي، كان قد انتقل إلى هناك في مرحلة سابقة عقب خروجه من السجن في مصر.
وأوضحت أن هناك عددًا من شباب الجماعة الموجودين في الخرطوم اختفوا قسريا -بحسب تعبيرها- بعد أن اختطفهم الأمن من أماكن إقامتهم، بتهمة تبنيهم أفكار تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار محمد ياسين، القيادي السابق في "الجماعة الإسلامية"، إلى أن حدث تضييق على بعض الإسلاميين المصريين بالسودان، ووصلتهم رسائل غير مباشرة من السلطات بأن من الأفضل أن يغادروا السودان، بعضهم سافر إلى ماليزيا وبعض آخر إلى تركيا".
واعتبر "ياسين" أن وضع الإسلاميين المصريين في الخارج لن يستمر على الحال ذاته طويلًا، لاسيما بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

سوريا.. أول دولة تصنف الإخوان بالإرهاب
وفي عام 1982، أقدمت سوريا كأول دولة عربية لتصنيف جماعة الإخوان بالإرهابية، بعدما نفذت الجماعة في مطلع الثمانينات عمليات إرهابية عديدة استهدفت منشآت وأفراد بالقتل والتفجير.
 
روسيا تمنع الإخوان من التواجد على أراضيها
وفي 28 يوليو 2006، أدرجت روسيا جماعة الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية، ضمن قائمة ضمت 17 منظمة أخرى، الأمر الذي يمنع تواجد قيادات للجماعة على الأراضي الروسية.
وجاء القرار الروسى بعد أعمال العنف التي قامت بها الجماعة بمناطق شمال القوقاز، التي تحظى بأغلبية إسلامية.
 
مصر تحظر نشاط الإخوان
بعد عزل محمد مرسي عن الحكم، أعلنت الحكومة المصرية، في 26 ديسمبر 2013، أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي، وجميع أنشطته باتت محظورة، مؤكدةً أنه سيتم إخطار الدول العربية المنضمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998، لتنصيف الجماعة إرهابية.
وأعلنت الحكومة أنه سيتم توقيع العقوبات المقررة في قانون العقوبات رقم 88، على كل من يشترك في نشاط الجماعة أو التنظيم أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى وكل من يمول أنشطتها.
 
السعودية تصنف الإخوان تنظيم إرهابي
كما صنفت المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان بالتنظيم الإرهابي، بعدما وضعتها في 7 مارس 2014، على قائمة الجماعات الإرهابية.
  
بريطانيا تحظر نشاط الإخوان
وفي 2014، حظرت السلطات البريطانية، نشاط جماعة الإخوان في بلادها، وشكلت لجنة بريطانية للتحقيق في أنشطة الإخوان، ومن ثم طردهم من بريطانيا وتجميد نشاطهم.

الإمارات تدرجهم كمنظمة إرهابية
فيما رحبت الإمارات المتحدة بقرار السعودية، وتبعتها بإصدار مرسوم حكومي في 15 نوفمبر 2014، يؤكد أن الإمارات العربية المتحدة أدرجت رسميًا جماعة الإخوان، وجماعات محلية تابعة لها، على لائحة المنظمات الإرهابية، معتمدة في مرسومها 83 منظمة أخرى.

 طرد الإخوان من أمريكا
كما تعتزم أمريكا على طرد الإخوان أيضًا، فبعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، اعتزم على طرد الإخوان، لأن الحزب الجمهوري لن يتعاون مع الجماعة، لأن "ترامب" يرى جماعة الإخوان من أخطر الجماعات التي تغذى الفكر الإسلامي الجهادي المتطرف.
ومن المقرر أن يمرر "ترامب" مشروع اعتبار الإخوان جماعة إرهابية،  وهو المشروع الذي ظل معلقًا داخل الكونجرس لعدة سنوات بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، بسبب دعم الرئيس السابق باراك أوباما للإخوان.

سياسات عقابية ضد إخوان ليبيا
ولم ينجو إخوان ليبيا، من الممارسات العقابية ضدهم، حيث تمارس ليبيا سياسات عقابية ضد جماعة الإخوان، بعدما كشفت وثائق ليبية عن بحث داعش والقاعدة والإخوان في ليبيا الاندماج في "مجلس شورى" موحد.
وبحسب ما ورد في الوثائق، فإن الجماعة ترى أن الوضع صار يستلزم الاندماج مع داعش، وتقول الوثائق: أن تكون طرابلس لنا "للقاعدة والإخوان"، وسرت لهم "لداعش"، ويأخذ تنظيم داعش التمدد المساحي شرق سرت، وما يحتويه، ونأخذ نحن طرابلس وامتداد الغرب لنا، ونواصل دعم مجلس شورى ثوار بنغازي هذا المجلس كان يقتصر على تنظيم أنصار الشريعة، وأصبح منذ عدة أشهر يضم خليطا من الإخوان والقاعدة وداعش.

 طرد الدول للإخوان سينعكس على تحركاتهم
فيما نفى أحمد بان، باحث في شئون الحركات الإسلامية، ما يتردد حول طرد  السلطات السودانية للعشرات من الإخوانيين المقيمين في الخرطوم، واعتقال بعضهم، قائلًا؛ "إن السودان لم تسلم السلطات المصرية أي عناصر من الإخوان حتى الآن".
وأكد بان، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن أكثر من 300  إخواني لجأ للسودان معظمهم طلبة في أعقاب فض اعتصام رابعة والنهضة، مشيرًا إلى أنه في ظل الصراع بين جبهتي الإخوان؛ محمود عزت ومحمد كمال، وعدم قدرة جبهة عزت على دفع إيجار مقارات العشرات من الطلاب بالسودان، اضطر هؤلاء إلى مغادرة السودان".
وعن طرد الدول للإخوان واعتبارهم جماعة إرهابية، أكد الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن طرد الدول للتنظيم بات ينعكس على تحركاته وأنشطته، لافتًا إلى أنه في حال مرور تشريع الكونجرس الأمريكي، فإن القرار سينعكس على قرارات الدول العربية والأوروبية التي كانت تحتضن الإخوان، ومن ثم ستنبذهم.