من الشبشب الى القبقاب مروراً بالصندل .. رحلة الحذاء من السنبلاوين الى الصين

منوعات

بوابة الفجر


عرف الأنسان ما بين 26 ألف عام إلي 40 ألف عام فخلال تلك الفترة أصبحت أصابع قدم الأنسان ضعيفة , و قبل أستخدام الحذاء كان يعتمد الأنسان علي التحميل علي أصابعة و أستخدام الحذاء كان له تأثير قوي في تغير شكل قدم الأنسان.
مرت الأحذية بمراحل ومحطات كثيرة حتى وصلت لما وصلت إليه اليوم من تنوع لا حصر له، بدءا من الصنادل الفرعونية الخفيفة إلى الصنادل الخشبية والقبقاب وصولا لأحذية جلد التمساح .

البدائية والحذاء
كان الإنسان البدائي في حاجة إلى وجود شيء ليلبسه في قدميه حتى لا يصبها أذى أثناء التنقل وسط الغابات والصخور، فصنع حذاءا عبارة عن خف من الأعشاب أو جلد الحيوانات أو قطعة مسطحة من الخشب، ثم يقوم بربطها بسيور من الجلد، ولعل تلك الصنادل ذات الرباط الجلد الطويل موجودة حتى الآن.

الصنادل الفرعونية
عرف المصريون القدماء "الصنادل" وكانت من الكماليات وليست أساسية، حيث كانوا يفضلون المشي حفاة، ولكن كانت تستخدم الأحذية من قبل الطبقات الغنية فقط، فكانوا يرتدونها خشبية ذات الكعب العالي في احتفالاتهم، عبارة عن قطعتين يتم ربطهما برباط جلد.

في السنبلاوين: صُنع أول حذاء في التاريخ
منذ ستة آلاف عام كانت مصر تنتج ستمائة وستة مليون حذاء سنويا 
أن أول حذاء صنع فى العالم قد صنع فى مصر فى بلدة كانت تسمى بركة ياموفى، موقع عزبة عبد الملاك حاليا وقد صنعته سيدة اسمها بكيترا منذ حوالى ستمائة ألفعام هذا ما ذكر على حوائط المقابر الفرعونية القديمة المطمورة أسفل عزبة عبد الملاك التابعة حاليا لمركز السنبلاوين والتى كانت جزء من قرية كبيرة كانت تضمها وتضم قرية الزهايرة وكان يطلق عليهم جميعا معا اسم بركة يام.
المقابر تذكر أنه منذ ابتكرت العمدة الأولى لقرية بركة يام (والكلام هنا تقديرى من أصحاب المقابر ذلك أن القرية أكثر قدما من ستمائة ألف عام) وهى السيدة بكيترا منذ ستمائة ألف عام أول مداس "حذاء" فى العالم 
منذ ذاك الحين قام أهالى منطقة حابيرتاك (السنبلاوين حاليا)بصناعة مليار مليار نوع وشكل من الأحذية التى صدرت لجميع أنحاء العالم وصارت شائعة الإستعمال فى كل مكان وكان كل بلد فى العالم يختار منها الأشكال التى يفضلها ويطلب من مصر صناعة الملايين منها. 
وقد تم إنشاء أول مصنع للأحذية فى العالم منذ ستة آلاف عام فى عزبة عبد الملاك حيث كان يصدر سنويا ما يقرب من ستة مليون حذاء، ولم يكن هذا هو المصنع الوحيد فى مصر بل كان يوجد فى مصر ما يقرب من تسعين مصنع متخصص فى صناعة أنواع بعينها من الأحذية وكانت هذه المصانع تصنع ما يقرب من ستمائة مليون حذاء سنويا.
والأشكال التى تم ابتكارها فى مصر للأحذية وصناعتها بها لم ينتشر عالميا منها قديما وحديثا سوى مليون شكل تقريبا
يتم أقتباس من قبل الباحثين عن الآثار عدة أشكال مما تم رسمه على حوائط المقابر المصرية القديمة أو ما دفن فيها وتقوم ببيعها لمصممى الأزياء الأشهر فى العالم وتعتبر كل موضات الأحذية الحديثة جدا الغريبة والطريفة بكل أنواعها مثلها مثل السابقة عليها مقتبسة الشكل مما صممه قدماء المصريين. 

تطور الحذاء
أكياس محشوة بالأعشاب
في الحضارة الرومانية القديمة، كان الحذاء هو الذي يحدد المكانة الاجتماعية للأشخاص، وظهرت أشكال مختلفة للأحذاية منها: الصنادل المصنوعة من الخشب أو الفلين ذات كعب عالي، وحذاء آخر اطلق عليه "كالسيوس" كان له 8 أخرام على الجانبين ورباط يعقد في المقدمة.

أما في المناطق الباردة، كانت الأحذية تختلف تماما عن غيرها التي تصنع من الخشب، حيث كان يقوموا بارتداء أكياس وبداخلها أعشاب ويقوموا بربطه على القدمين، ثم تطور هذا الحذاء فصنع الإسكيمو والهنود الحمر، حذاء بدون كعب من جلد ناعم وأطلقوا عليه "المقسين".

عودة القبقاب من جديد
وفي العصور الوسطى، ظهر ما يسمى بالقبقاب، عبارة عن نعل خشبي سميك يتم إلصاقه بالحذاء، وكانت مكانة الشخص تحدد من طول كعبه، وانتشر هذا الحذاء في أوروبا بشكل كبير، أما في فرنسا كان الملك لويس الرابع يرتدي الكعب العالي ذا اللون الأحمر وكان شكله مميز لذلك أطلق علية "كعب لويس".
وأصدر قرارا في ذلك الوقت يمنع أي شخص من ارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية، سوى الطبقة الأرستقراطية، كما منع أي شخص من ارتداء الحذاء الملقب بـ "كعب لويس".
ولعل موضة القبقاب، عادت مؤخرا وانتشرت بشكل كبير ولكن مع إدخال بعض التغييرات والتعديلات مثل الألوان وأشكال الكعوب وحجمها.

الأحذية المرصعة بالجواهر
طورت الهند بعد ذلك الحذاء، فظهرت الجزم المرصعة بالجواهر والتي مازالت موجودة حتى الآن، وظهرت أشكال أخرى للأحذية المصنوعة من الفضة التي كانت ضمن الهدايا التي تقدم للعروسة في الهند.

"البوط" يعود للقرن الـ16
في القرن الـ16، ظهر في ألمانيا حذاءا يغطي القدم من حديد وكانوا يلبسونه الجنود في الحروب، ولم يختف هذا الحذاء ولكنه مازال موجودا حيث يلبسه العسكريون وأصحاب بعض المهن منها، الجزارون والفرخجية، عمال الصرف الصحي، عمال المطافي، مع اختلاف المواد الداخلة في تصنيعه.ولم يمر هذا النوع من الأحذية مرور الكرام على مصممي الموضة، حيث ابتكروا أشكالا عديدة تحت مسمى "بوط"، ودخل في صناعاتها الفرو والجلود والأقمشة والكعوب، وأصبحت موضة تجرى ورائها كل البنات.