في ذكرى رحيله.. تعرف على الشيخ راغب غلوش مردد الأذان الشيعي بإيران

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعد أحد أهم وأبرز قراء مصروالعالم الإسلامي، ومن مشاهير إذاعة القرآن الكريم، وأحياء الليالي، تمتع بصوت مميز، كما سافر إلى دول العالم، ليقال أنه ردد الأذان الشيعي بإيران، حتى فضل في السنوات الأخيرة البقاء في مصر وخاصةً في شهر رمضان، إلى أن أصيب بوعكة صحية ألمت به الفترة الأخيرة، منعته من قراءة القرآن وإحياء الليالي، ليرحل عن عالمنا في 4 فبراير 2016 عن عمر يناهز 77 عام، هو القارئ الشيخ راغب مصطفى غلوش.

بداياته مع القرآن
الشيخ راغب مصطفي غلوش، ولد بقرية برما عام 1938 بمحافظة الغربية وحفظ القرآن الكريم كاملاً في سن التاسعة من عمره، إلى أن ذاع صيته في الرابعة عشر من عمره، وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته في شهر رمضان، فكان لزامًا على الشيخ راغب أن يبحث عن العوامل التي تساعده على الوقوف على أرض صلبة في ظل وجود عملاقين الأول الشيخ مصطفي إسماعيل، والثاني الشيخ محمود خليل الحصري، بنفس المحافظة، واتجه إلى عالم قراءات بقريته حيث علمه التجويد والأحكام السليمة.

قصته مع التجنيد
استطاع "راغب "أن يصنع لنفسه مجدًا وهو صغير قبل أن يبلغ الثامنة عشرة حتى جاء حق الدفاع عن الوطن وطلب للتجنيد وأداء الخدمة العسكرية والتي لا بد عنها فتقدم للتجنيد عام 1958م وكان عمره عشرين عامًا تم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة فيقول: "ونظرًا لالتحاقي بقوات الأمن المركزي بالدراسة كنت أتردد دائمًا على مسجد الإمام الحسين عنه لأصلي واتطلع لأن أقرأ ولو آية واحدة بأكبر مساجد مصر والقاهرة وأشهرها وكنت حريصًا على تقديم نفسي للمسؤولين عن المسجد حتى تتاح لي الفرصة لأقرأ عشرًا أو أرفع الأذان في هذا المسجد الكبير فتعرفت على شيخ المسجد المرحوم الشيخ حلمي عرفه وقرأت أمامه ما تيسر من القرآن فأعجب بي جدًا .. وذات يوم أفصحت له عما أتمناه وطلبت منه أن يسمح لي بالأذان وقراءة عشر قبل إقامة الصلاة. فقال لي: يا راغب إذا تأخر الشيخ طه الفشني فسيكون لك نصيب وتؤذن العصر وتقرأ العشر.. فدعوت الله من كل قلبي أن يتأخر "الفشني" وكأن أبواب السماء كلها كانت مفتحة فاستجاب الله لي وتأخر الشيخ طه الفشني واقترب موعد الأذان فقال لي الشيخ حلمي جهز نفسك واستعد، وبحلول موعد أذان العصر، وكان وقتها الشيخ مصطفى إسماعيل يضيف عبارة في آخر الأذان ويقول: "الصلاة والسلام عليك يا نبي الرحمة يا ناشر الهدى يا سيدي يا رسول الله" فكنت أؤذن كما لو أن الشيخ مصطفى هو الذي يؤذن، كل ذلك وأنا مرتدي الزي العسكري الذي لفت أنظار الناس إليّ، وقرأت العشر وبدأت بسورة الحاقة فانقلب جو المسجد إلى ما يشبه سرادقًا في ميدان واندمجت في التلاوة بتشجيع الناس لي، وعدت إلى المعسكر وفرحتي لا توصف".

علاقته بمشاهير القراء
وأثناء أداء الخدمة العسكرية وتردده على مسجد الحسين بالقاهرة، زامل  الشيخ راغب، مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل, والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم من مشاهير القراء.

التحاقه بالإذاعة
 والتحق بالإذاعة كقارئ للقرآن الكريم أثناء أدائه الخدمة العسكرية، حيث كان من بين رواد المسجد الحسيني الأستاذ محمد أمين حماد مدير الإذاعة المصرية آنذاك فقال له الحاضرون يا أستاذ أعط راغب كارت حتى يتمكن من دخول الإذاعة لتقديم طلب الالتحاق كقارىء بالإذعة وفعلًا أعطاني الكارت وقال تقابلني غدًا بمكتبي بمبنى الإذاعة بالشريفين، وحسب الموعد ذهبت إلى الإذاعة ليتم اختباري أمام اللجنة ووجدت هناك حوالي 160 قارئاً فقالوا لي: أنت ضمن الحرس؟ لأنني كنت مرتديًا الزي العسكري – فقلت أنا زميل لكم وعندي امتحان مثلكم فتعجبوا وقال بعضهم ندعوا الله لك بالتوفيق، وما لبث أن اطلعت على النتيجة فوجت أنني ضمن الملتحقين للعمل بالإذاعة.

ترديده للأذان الشيعي
سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم ومنها إيران، كل شهر رمضان على مدار 30 عامًا متتالية، وأنه قام بتأدية الآذان الشيعي بإيران.

سفره لدول العالم
ووجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية، وللشيخ راغب تسجيلًا مرتلا يذاع بإذاعات دول الخليج العربي.

بقاءه في مصر
وفي السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر في شهر رمضان المبارك، وظل يتلو قرآن الفجر مرة كل شهر بأشهر مساجد مصر على الهواء مباشرة بالإضافة إلى تلاوته يوم الجمعة والمناسبات الدينية عبر موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون.