الإخوان المسلمون يوسّعون نفوذهم بين الجالية المسلمة في الغرب

عربي ودولي

بوابة الفجر


تسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى الاستفادة من الحملات الأمنية على شبكات تنظيم داعش والمتعاطفين معه في الغرب، وذلك بتوسيع نفوذها بين الجالية المسلمة، وخاصة تسريع الاستقطاب بين اللاجئين الجدد، من جهة، وتجنب الضغط القادم من أميركا مع بداية حكم الرئيس دونالد ترامب عبر خطاب الاعتدال من جهة ثانية.

يأتي هذا في وقت بدأت فيه دول غربية تشعر بالقلق من تمدد الجماعة بين الجالية، ومن شبكاتها المالية واستثماراتها، فضلا عن أفكارها المتشددة. كما جاء بصحيفة "العرب" اللندنية

ورصدت هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) بقلق تزايدا ملحوظا في نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا.

وأعلن رئيس الهيئة المحلي بولاية سكسونيا جورديان ماير بلات أن جماعة الإخوان المسلمين استغلت عبر منظمات مثل الجمعية الثقافية "ملتقى سكسونيا" نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصوّرها عن الإسلام السياسي.

وذكر ماير بلات أن هيئة حماية الدستور يساورها قلق إزاء هذا التطور بسبب رفض الجماعة لقيم رئيسية في النظام الديمقراطي مثل الحرية الدينية أو المساواة.

وأشار إلى أنه يجرى حاليا شراء مبان على نحو كبير لتأسيس مساجد أو ملتقيات للمسلمين، موضحا أن هذا يحدث بشكل مكثف في مدن لايبتسيج وريزا ومايسن وبيرنا ودريسدن وباوتسن وجورليتس.

وأضاف رئيس الاستخبارات الداخلية أن الجماعة لا تنقصها الأموال اللازمة لذلك، وقال "إنهم يتوسعون في الولاية بأموال طائلة ويشترون عقارات". وذكر ماير بلات أن المسلمين يترددون على دور العبادة هذه، وأضاف "الكثير منهم لا يعلم على الإطلاق على ما يبدو لمن تنتمي هذه المساجد"، مشيرا إلى أن الإخوان يحاولون على ما يبدو “التقدم في هذا الفراغ سعيا للاحتكار".

واعتبر خبراء في الإسلام السياسي أن الجماعة دأبت خلال تجاربها في أوروبا منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي على ملء الفراغ الذي تتركه جماعات أخرى، والتركيز على الخدمات الاجتماعية والدعوية لاستقطاب المسلمين، مع إقناع السلطات بأن نشاطها لا يتناقض مع ثقافة البلاد وقوانينها.

وأشار الخبراء إلى أن دولا كثيرة مازالت مخدوعة، وإلى الآن، في طبيعة الحركة رغم صدور تقارير بعضها من جهات رسمية غربية تعتبر أن الجماعة توفر الأرضية الفكرية والتنظيمية للتشدّد الديني الذي يجتاح أوروبا.

ومن الواضح، هنا، أن ماير بلات نفسه رغم تعبيره عن القلق من أنشطة الجماعة، ما زال يعتقد أن نشاطها ليس له علاقة بالسلفية أو الإرهاب الإسلاموي، وقال "الأمر بعيد عن الجهادية.. هدف الإخوان المسلمين هو نشر الشريعة في ألمانيا".

ونفت الجمعية الثقافية "ملتقى سكسونيا" تلك الاتهامات، حيث قال العضو المؤسس للجمعية محمد فيلنرويتر "إننا نتبنى إسلاما غير سياسي. نحن نؤيد مئة بالمئة مبادئ الديمقراطية".

وذكر فيلنرويتر أن من بين أعضاء المنظمة ممثلين عن الإسلام المحافظ والتقدمي، وقال "إننا نقف في المنتصف".

واعترف فيلنرويتر بأن جمعيته في سكسونيا تبحث عن عقارات في المناطق الريفية على وجه الخصوص لتأسيس مساجد ومراكز ثقافية هناك.

وتصف الجمعية الخيرية نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "ملتقى متعدد الثقافات لكافة الأفراد بصرف النظر عن عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم أو لغتهم"، وتهدف إلى "الربط بين الألمان والمهاجرين على المستوى المحلي والإقليمي، والمساهمة الفعالة في تعايش مشترك أفضل وأكثر سلمية".

ولاحظ الخبراء أن جمعيات مختلفة كانت عضوا تابعا للجمعيات والمراكز الإسلامية في أوروبا المرتبطة بالإخوان بدأت تعلن انفصالها عن الجماعة وتنظيمها الدولي، لافتين إلى أن الهدف من ذلك هو التحسب لحظر الجماعة في الولايات المتحدة مثلما أعلن عن ذلك مستشارون للرئيس دونالد ترامب.

وأعلن منذ أيام قليلة اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا، الذي يمثل أكثر من 50 بلدا، انفصاله عن التنظيم الدولي للإخوان، وينتظر أن تلجأ المنظمات والهيئات والمدارس المرتبطة بالجماعة إلى هذه الحيلة للتهرب من أيّ مساءلة قانونية بعد الحظر المرتقب للجماعة الأمّ.