"البريد" تتحدى "السيسى" بتوظيف "عمال" جدد

العدد الأسبوعي

مركز الخدمات البريدية
مركز الخدمات البريدية - أرشيفية


تكلف الهيئة ميزانية رواتب ضخمة


التفت الهيئة العامة للبريد، على قرار الحكومة بوقف التعيينات الجديدة، لتضخم الجهاز الإدارى للدولة، وأسست شركة جديدة متخصصة فى توزيع البريد، فى مخالفة لتوجهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى قضية إصلاح الجهاز الإدارى التى ترتكز على خفض أعداد الموظفين.

وتعود قصة الشركة الجديدة إلى مايو من العام الماضى، حين أعلنت الهيئة عن تأسيس شركة خاصة لتوزيع البريد، مؤكدةً حاجتها لشغل عدد من الوظائف الشاغرة، منها مدير تشغيل وعمليات، ومراجع داخلى ومحاسب وأمين مخزن ومندوب مبيعات وتوزيع، مشترطة فى المتقدمين خبرة لا تقل عن سنتين وبراتب أساسى 2000 جنيه و500 جنيه حافز أداء، وذلك رغم أن الهيئة نفسها تضم قطاع مراكز الحركة البريدية والتوزيع ويقوم بنفس مهمة الشركة الجديدة.

وأسندت الهيئة لهذه الشركة، أعمال توزيع الطرود والمراسلات خاصة الخطابات البنكية وبدأت عملها رسمياً فى مطلع سبتمبر من العام الماضى، وقامت الهيئة بتحويل موظفى التوزيع للأعمال المالية بالمكاتب رغم انعدام خبرتهم بالمجال.

وبهذا القرار حول عصام الصغير، رئيس الهيئة، آلافًا من موزعى البريد المعينين من خريجى المدرسة الثانوية للبريد، ويعملون فى مجال التوزيع منذ سنوات تتجاوز لدى بعضهم 30 عاماً، إلى عمالة زائدة يكلفون الدولة رواتب، يضاف إليها مرتبات العاملين الجدد الذين تم تعيينهم بشركة التوزيع وهو ما يعد إهداراً للمال العام، خاصة أن عدد العاملين فى هيئة البريد يصل لـ49 ألف موظف ويتقاضون مبالغ ضخمة كل عام خاصة بعدما شهدت رواتبهم زيادة كبيرة خلال الشهور الماضية.

قرار إنشاء الشركة الجديدة كان خاطئاً من الأساس لأن مكاتب البريد تعانى العجز وتحتاج لعمالة جديدة وحسب تصريحات الصغير فى يناير الماضى فإنه بعد استلام شركة التوزيع لمناطق 6 أكتوبر والتجمع الخامس وشرق القاهرة مؤخراً، تم استخدام العاملين بالمكاتب بعد تدريبهم على تقديم الخدمات المالية والبريدية.

ولا يوجد للشركة الجديدة مجلس إدارة معلن، ولكنها مملوكة للهيئة هى وشركة البريد للاستثمار بنسبة 100 %، وقامت الهيئة بتعيين موظفين جدد يحملون الموازنة رواتب جديدة فى وقت أكدت فيه الحكومة أن عدد الموظفين بالجهاز الإدارى للدولة أكبر من حاجة العمل.

والأهم من ذلك أن سعاة البريد الذين شغلوا مناصب إدارية، كانت لديهم الخبرة والدراية الكافية لتوزيع الخطابات من خلال حفظ الطرق والمناطق - حتى العشوائية منها- فى مختلف أنحاء الجمهورية، غير أن الشركة الجديدة استعانت بموظفين يتمتعون بمظهر جيد، بغير دراية بالعناوين ولا يتمتعون بالخبرات الكافية، على طريقة سائقى «أوبر» يبدون فى مظهر جيد، لكنهم بغير دراية بالطرق ودروبها.