لاجئون صوماليون في كينيا يتطلعون الى دخول الولايات المتحدة بعد خيبة امل موقتة

عربي ودولي

لاجئون صوماليون -
لاجئون صوماليون - أرشيفية


تعبر الصومالية فاطمة (26 عاما) بعد ان كادت تفرغ من اعداد الحقائب ومع وصول الحافلة التي ستقلها في اليوم التالي من مركز اللاجئين في نيروبي الى المطار، عن املها في ان تتمكن من دخول الولايات المتحدة بعد طول انتظار.
قالت "بقيت ليلة واحدة لنا هنا، هذا ما ابلغته الى اطفالي هذا الصباح".
واضافت ضاحكة "هذه المرة سيتم الامر ...هذا ما آمل به على الاقل .. وبالنظر الى ما حدث آخر مرة لا اريد ان اتسرع في الفرح. والى ان اضع قدمي على الاراضي الاميركية سيتردد شيء في داخلي ان الامر يمكن ان لا يتحقق".
وكانت فاطمة التي فضلت عدم كشف هويتها كاملة، عاشت قبل اسبوعين حماسة توجه وشيك الى كولورادو حيث ستنضم الى احد اقربائها.
لكن آمالها تبددت مع مرسوم الرئيس دونالد ترامب المناهض للهجرة والذي منع دخول مواطني سبع دول مسلمة (الصومال وسوريا واليمن وليبيا والعراق والسودان وايران) لثلاثة اشهر وجمد دخول اللاجئين لاربعة اشهر.
ومثل عشرات اللاجئين الاخرين الذين حصلوا في الاونة الاخيرة على حق اللجوء في الولايات المتحدة، اضطرت حينها للعودة الى شرق كينيا حيث مخيم دباب للاجئين الذي تعيش فيه منذ ان كان عمرها عامين، علما بانه الاكبر في العالم.
وتذكرت هذه الارملة والام لخمسة اطفال تلك الخيبة "لقد بدات اجراءات طلب اللجوء في 2008، وقبيل ان اصعد الى الطائرة، قالوا ان الرئيس وقع ورقة تلغي كل شيء، اصابني اليأس".
لكن قاضيا اتحاديا اميركيا علق بعد بضعة ايام تطبيق مرسوم ترامب، وهو ما اكدته الخميس محكمة الاستئناف الاتحادية بسان فرنسيسكو.
وللمرة الثانية يتجدد الامل بمغادرة فاطمة واطفالها مخيم دباب (250 الف لاجىء) الذي اقيم في 1992 لاستقبال الصوماليين الفارين من الحرب الاهلية ومن فظاعات مجموعات اسلامية متطرفة.

تتذكر فاطمة بين فحص طبي اخير ودروس مكثفة في المركز للتعرف على ثقافة الاميركيين، حياتها في مخيم دباب.
تقول "هنا كبرت ودرست وتزوجت وانجبت. ولحسن الحظ لن يعيش اطفالي كل ذلك في مخيم لاجئين".
ترتدي فاطمة الملتزمة دينيا الحجاب. وتؤكد انها تعلم بالتغيرات السياسية في الاشهر الاخيرة في الولايات المتحدة، لكنها تبقى واثقة بالمستقبل.
واضافت "دونالد ترامب هو الرئيس لكنه ليس المقرر الوحيد كما اثبت قرار القضاء الخميس (..) ثم اني واثقة بوجود اشخاص كثيرين متسامحين مستعدين لاستقبالنا".
وبحسب احصاءات الخارجية الاميركية استقر نحو 11 الف لاجىء صومالي في الولايات المتحدة في 2016.
وتابعت بلهجة جادة "هنا في كينيا هناك مسلمون ومسيحيون يتعايشون بلا مشاكل، فهل يعقل ان يشكل حجابي مشكلة في بلد الحرية بامتياز؟".
واضافت مازحة "اما اذا كان الطقس شديد البرودة (في الولايات المتحدة) كما يقولون فسيتعين علي ارتداء مزيد من الثياب وليس فقط حجابي".

بدوره، عاش عبد القادر همشي (25 عاما) خيبة امل كبيرة، لكنه سيغادر الاحد نيروبي الى كنتاكي "ان شاء الله" مضيفا "لا اعرف الوجهة ولم يسبق ان شاهدت صورا لكنتاكي. الشيء الوحيد الذي رايته عن هذه الولاية هو خريطة على هاتف جوال".
ويستبعد الشاب الذي يتحدر من بيداوا جنوب غرب الصومال، اي عودة الى بلده الذي غادره رضيعا لم يتم عامه الاول. ويقول "اذا عدنا سنقتل، الشباب (الاسلاميون المتطرفون) يثيرون خوفي".
واضاف "لكن الاهم ليس هذا، ما يهم هو انني لن اعيش في مخيم لاجئين" موضحا بلغة انكليزية ركيكة انه يرغب في متابعة دروس في الطب في الولايات المتحدة.
وتابع "انا سعيد بانني ساغادر غدا (الاحد) لان لا احد يعلم وقد يتغير الوضع سريعا ويمكن ان يتاجل سفرنا مجددا".