القصة الكاملة لمقتل الطفل "آدم" داخل مستشفى ببورسعيد.. و"النواب" و"الصحة": "حقه مش هيروح" (فيديو وصور)

محافظات

الطفل آدم
الطفل آدم


والدة الطفل: آدم قتلته يد الإهمال.. وأناشد السيسي ووزير الصحة بالقصاص له


نائبان: طلب إحاطة لوزير الصحة.. ولن نترك حق آدم

"آدم السيد".. طفل دفع حياته ثمنًا للإهمال الطبي ليصبح حلقة جديدة في سلسلة ضحايا فشل المنظومة الصحية بمحافظة بورسعيد، دخل ليجري عملية جراحية "استئصال للوزتين" بمستشفى بورفؤاد العام خرج من غرفة العمليات بقطع في الوريد ونزيف ليودي بحياته دون علم أهله بما حدث له ونفاذ أية محاولات لإنقاذه.

بقلب دامي وعين باكية، بكت الأم الثكلي طفلها ذو الخمسة أعوام، وهي تحتضن ملابس فقيدها التي تحمل دمائه الطاهرة موجهة رسالة إلى المسؤولين وعلي رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الصحة وومحافظ بورسعيد، مطالبة بالقصاص لنجلها، قائلة: "حق ابني في رقبتكم".


وأكدت "أمل" والدة الطفل آدم والتي تعمل ممرضة ببورسعيد، أن نجلها قتلته يد الإهمال ‏بمستشفى بورفؤاد العام، وتم قطع شريان له أثناء عملية استئصال اللوزتين ولم يخطرهم أحد بذلك؛ مضيفة: "ياريت الدكتورة رشا رفعت اللي قامت بالعملية ودبحت ابني ‏كانت عرفتني الحقيقة، ماكنتش هزعل منها أو هعملها أي مشكلة، بالعكس كنت شكرتها، لإني كنت هلحق ابني ‏وأسفره بره بورسعيد، قبل ما يتصفى ويفضل ينزف طول اليوم لحد ما يموت"‏.


وأشارت الأم إلى أنها تثق في القضاء العادل، وكلها يقين بأن الله معها، وأعربت عن خوفها أن يتم التلاعب بتقارير ‏المستشفى وأوراق دخول نجلها "آدم"، مؤكدة أن "المستشفى ستحاول جاهدة طمس الحقيقة، لذلك أناشد المسؤولين باتخاذ اللازم ‏للوقوف حيال ذلك".

وقالت أم آدم: "المستشفى طول اليوم كانت بتكدب ومحدش قال إن ابني مات، وإحنا‎ ‎خايفين من ‏محاولات طمس معالم الجريمة، لأن فيه شبه تواطؤ من إدارة المستشفى لمحاولة إبعاد تهمة الإهمال عن قتلة الطفل.. أنا مش عايزة اللي دبح ابني يتوقف عن ممارسة الطب بس، لأ أنا عايزاهم يتحبسوا ويتحرق قلوبهم عشان ‏ميقتلوش أطفال تانية، بس مش هدعي على أولادهم عشان حرام مالهمش ذنب".

وأوضحت الأم المكلومة، قائلة: "ابني اتوفى يوم 8 فبراير يوم عيد ميلاده، وبدل ما نجيب ليه تورتة ونحتفل بيه زي ‏ما كان عايز حضرنا كفنه.. وربنا منتقم جبار لأنه كان أحن حد عليا"‏.


وأردفت وهي تردد "أفوض ‏أمري إلى الله"، أن ارتفاع تكلفة إجراء العملية الجراحية لآدم السبب وراء التوجه لمستشفى بورفؤاد العام،‏ مشيرة إلى أن آدم نجلها الأصغر ولديها عمر 8 سنوات، وكانا يعانيان من التهاب اللوزتين، ودائما حرارتهما مرتفعة، و‏أخطرنا الطبيب الذى أتابع معه، وقال إنه لا بد من استئصال اللوزتين لكل منها.

وتابعت: "سألنا بره سعر العملية بالكامل عرفنا إنها بـ2500 للواحد يعني الولدين هيحتاجوا 5000 جنيه واحنا معناش"، ‏لافتة إلى أنها انتظرت 8 شهور حتى يكون هناك مكان متاح بمستشفى بورفؤاد العام لإجراء العملية لنجليها.


وذكرت أمل ما حدث يوم إجراء العملية بالتفصيل، قائلة: "نجلاها عمر وآدم كانا خارج غرفة العمليات في انتظار دورهما، وطلبوا أن يدخل آدم ‏الأول لأنه أصغر سنا، وبعد ذلك عمر دخل غرفة العمليات، وخرج بعد مضي نصف ساعة، لكن آدم لم يخرج وظل بالداخل".

وأضافت وهي تنهمر في البكاء، "آدم اتأخر أوي في غرفة العمليات، وأما خرج كان بينعر زي ما يكون مدبوح بصوت غريب وملابسه ووشه ‏كله دم، عكس أخوه عمر، كان بيبكي بس بصوت عادي‏.. وعندما رأى زوجي آدم بذلك الشكل، قام بسؤال الدكتور أحمد مسالم، حول ما حدث داخل العملية لنجلي‏، فأجاب الطبيب بأن من أجرى العملية له الدكتورة (رشا ر)، والدكتور (أحمد ش)"، منوهة بأن الطبيب قال ‏لزوجها إن حالة آدم فيها بعض المشكلات، كما أن جميع الأطباء المتواجدين بالمستشفى كانوا قلقين عليه أكثر من عمر ‏أو أي طفل يجري العملية معهم بشكل يثير الشكوك.

وأشارت إلى أنها "لعملها في مجال التمريض تعلم جيدا أن مريض اللوز بعد إجراء عملية استئصالها لا يمكث بالمستشفى ولكنها تفاجأت من فريق التمريض بمستشفى بورفؤاد يقومون بإبلاغهم بأنه لا بد من أن يظل آدم بالمستشفى ويبيت بها"، قائلة إنه طوال الليل "عمر" بدأ يأكل لكن "آدم مش راضي يأكل من الألم"‏ .


وأكملت أمل والدة آدم حديثها، قائلة: "يوم الاثنين تركنا المستشفى، وطوال اليوم كنا نحاول أن نجعل آدم يأكل وهو رافض، عكس شقيقه ‏الذي بدأ يأكل، حتى جاءت الساعة الرابعة فجرا، كان يجلس آدم على السرير وبشكل مفاجئ، بدأ يتقيأ جراكن من الدماء ‏الساخنة بشكل مندفع حتى وصلت الدماء إلى آخر الغرفة، ولم يستطع أن يتنفس أو يتكلم"‏، متابعة: "على الفور اتصلنا بالدكتور أحمد مسالم، والذى قال لنا بأن نذهب إلي مستشفي بورسعيد العام لإسعافه،وبعد ذلك ‏نتجه به إلي مستشفى بورفؤاد العام، وبالفعل قمنا بذلك"‏.


واستكملت: "منذ بداية يوم الثلاثاء وأنا أعلم إن ابني متوفي، كان في حالة تيبس وجسده منخفض الحرارة، ومنذ الساعة ‏العاشرة والنصف صباحا وحتى العاشرة مساء وهم يعطون حقن له وأدخلوه غرفة العمليات لإجراء عملية، ثم خرج ‏الطبيب وأخطرنا بأن هناك شريان مقطوع لابني والأطباء لا يستيطعون إيقاف النزيف".

وأوضحت قائلة: "حاولت إدارة المستشفى الكذب علينا وأخطرونا أنهم جاءوا بطبيب من الجامعة لانقاذ ابني، لأجد الدكتور أحمد مسالم ‏هو المتواجد، وقد أخبرني أن حالة نجلي لا تسمح بالسفر خارج بورسعيد، أو التخدير، لأتأكد من ظنوني بأن نجلي لم ‏يجري عملية داخل غرفة العمليات بدليل صعوبة تخديره، وكل ما تحاول أن تفعله إدارة المستشفى وأطبائها إخفاء حقيقة ‏وفاته عنا".

وأضافت: "الأطباء ظلوا يكذبون بأن نجلي بحالة جيدة، والجميع يرى أنه متوفي بالفعل، فكانت يداه وقدماه بيضاء ‏وعيناه لا تتحرك، وقد أخطرنا الأطباء بعدم وجود طبيب أوعية دموية ببورسعيد لإنقاذ حالته كما أن مستشفي الجامعة ‏بالإسماعيلية ترفض نقله لها".

وتابعت والدموع تسيطر عليها: "على الفور قمنا بمحاولة التواصل مع مستشفى الجامعة بالإسماعيلية، وعلمنا أن أطباء ‏مستشفى بورفؤاد العام لا يقولون الحقيقة لأن الطبيبة سونيا الشرقاوي من مستشفى الإسماعيلية أخطرتنا أن مدير المستشفى‏ ينتظر حالة آدم"‏.

واستدركت: "بمجرد أن بدأت إجراءات نقل نجلى، حاول مدير المستشفى تأخير الإجراءات، وبعد أن فشلت كل ‏محاولاتهم لإخفاء الحقيقية، وعندما جاءت سيارة الإسعاف لنقل آدم للإسماعلية اعترفوا في النهاية بوفاته"، قائلة "في النهاية صدق إحساسي من الصباح أن ابني متوفي، فطلبت من الجميع الخروج من غرفته لكي أنظفه بعد ‏ما الأطباء بهدلوه، فوجدت الدماء تغطي ملامحه ومعلق له قسطرة، وكل جسده أزرق بسبب إعطائه حقن كثيرة، ‏والكارثة إني وجدت بداخل زوره لفافتين من الشاش".‏


وذكرت الأم وهي تبكي، "قعدت أشد الشاش من زور ابني لمدة طويلة، واكتشفت أنهم ماكونوش بيعملوا عملية ‏في غرفة العمليات له، دول كانوا بيسدوا الدم اللي بينزل منه وبيكتموه بالشاش، وقلب ابني الغلبان مستحملش، فقلبه وقف ‏ومات".


وفي سياق متصل، أعلن أحمد فرغلي ومحمود حسين عضوا مجلس النواب عن بورسعيد أنهما سيتقدمان بطلب إحاطة لوزير الصحة، بشان ‏واقعة وفاة الطفل "آدم السيد" خلال الـ48 ساعة المقبلة.


وكان قد زار النائب أحمد فرغلي نائب بورسعيد، أهل الطفل آدم بمنزلهم بحي الزهور، لتقديم واجب ‏العزاء، مؤكدًا لهم أنه لا تهاون في حق الطفل ادم مهما حدث، مشيرا إلى أنه بمجرد أن علم بالواقعة تواصل على الفور مع الدكتور عادل ‏تعيلب وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، وكل من لهم علاقة او صلة بالمعلومات ليصل إلى كل حقيقة الوضع، وذلك ‏لاتخاذ اللازم حول ما حدث.‏

ووعد النائب أحمد فرغلي والدة آدم ووالده بأنه لن يترك الموضوع مهما حدث، وسيتم اتخاذ اللازم في جلسة مجلس ‏النواب المقبلة لتقديم طلب الإحاطة لوزير الصحة، وسيتم متابعة الواقعة في النيابة خطوة بخطوة، حتى يتم معاقبة ‏المقصر.‏


ومن جانبه، أكد الدكتور عادل تعيلب، مدير عام الصحة ببورسعيد لـ"الفجر"، أنه تشكيل لجنة تحقيق طبية تضم، الأطباء مدراء إدارات الرعاية الحرجة، والطوارئ، والمستشفيات، للتحقيق فى وفاة الطفل "آدم".


وأضاف مدير عام الصحة ببورسعيد، أن سبب الوفاة بالتقرير المبدئي هو ما يطلق عليه طبيا "نزيف ثانوي" يتسبب فيه نزف للدم لعدم غلق الجرح، أو لعدم تناول مثلجات تجلط الشعيرات الدموية فتنزف دما، ما أدى إلى بلع الطفل لكل الخارج من مكان العملية، ثم ترجيعه مرة أخرى وحدوث اختناق أثناء الترجيع أدى إلى توقف القلب مرتين متتاليتين.

وشدد على محاسبة المقصرين إذا ثبت إهمال من ناحية المستشفى، وللأهل الحق فى عرض الطفل على الطب الشرعى، للاطمئنان والتأكد من سبب الوفاة.