بالصور.. "أموات" و"أحياء" 8 قرى فى إهناسيا يسبحون فوق مياه مصرف "الخريجين" ببنى سويف


· فيضان تصافى الخريجين أغرق 50 فداناً و 3 منازل و 750 مقبرة.

· الأهالى: طرقنا كل الأبواب ولكن كعادتنا لا نتحرك الا عندما تتحول المشكلة لمصيبة .

· رئيس مدينة إهناسيا : مسئولى الرى طلبوا 13 ألف جنيه لإدادنا بـ حفار .

· وكيل وزارة الرى : المصرف يتبع هيئة التعمير و يوجد به منطقة إنهيارية .


رصدت الفجر المعاناة التى يعيشها أحياء و أموات قرى مركز إهناسيا المدينة ببنى سويف ، فعندما يرتفع منسوب مياه مصرف تصافى الخريجين تطفو المياه وتخرج على جانبى المصرف لتغرق كل شيئ فى طريقها ، فمع صباح اليوم أستيقظ مواطنى قرى (ميانة ، الطيور ، حسين يكن) لصلاة الفجر وإذا بهم يجدون المشكلة التى يعانون منها منذ عام تقريباً قد تحولت إلى مصيبة ، فمياه فيضان المصرف أغرقت أكثر من 50 فداناً من أجود الأراضى الزراعية ، وأنهارت جدران ثلاثة منازل من شدة تيار الفيضان الذى ترك أحياء القرية يتجادلون فى مواد الدستور ، وتوجه الفيضان محملاً بأملاح أراضى الخريجين إلى مقابر الأموات وأقتحمت المياه المقابر ، وتجاوزت المأساة مداها عندما فتح الأهالى مقابر الأجداد و الأباء و الأولاد ويجدون جُثثهم تعوم فوق مياه الخريجين .



فى البداية ألتقت الفجر بـ هانى محمد على أحد شباب قرية منشأة الحج الذى جاء مسرعاً من أجل إنقاذ رفات والده قبل أن تطردها المياه خارج المقبرة ، وأكد هانى أن هذه المأساة نعيشها منذ أكثر من عام وناشدنا جميع المسئولين من أجل إنقاذ أموات أكثر من 8 قري تتدفن موتاها بهذه المقابر ، ويتابع هانى : ولكن كعادتنا نحن المصريين لا نتحرك إلا بعد أن تتحول المشكلة إلى مصيبة يعجز الجميع عن تجاوزها .



ويقول محمد سيد محمد فلاح من قرية الطيور : أستيقظنا صباح اليوم على هذه المأساة التى أغرقت ما يقارب من 50 فداناُ من أجود الأراضى الزراعية التى رويت بـ عرق شبابنا الخريجين ، وأنهارت منازل القرية من جراء فيضان مصرف التصافى ، وأكتملت المأساة عندما توجهنا إلى المقابر ووجدنا المياه أغرقت أكثر من750 مقبرة تحتوى على أموات قريتنا وأكثر من 7 قرى أخرى (منشأة الحج ، منشأة عبد الصمد ، عزبة ذكى فاضل ، عزبة عبدالعال ، عزبة سعيد يكن ، والبهسمون ، عزبة على خليفة) ، وتسأل محمد نحن لا نرجوا من المسئولين راحتنا لأن هذه قدرنا كمصريين ولكننا نسألهم عن حُرمة الموتى.



ويضيف فرج رمضان سائق من قرية ذكى فاضل قائلاً : أن هذه ليست المرة الأولى التي يفيض فيها المصرف، وقد فكرنا في نقل الجثامين إلى منطقة مجاورة لكن إدارة أملاك الدولة اعترضت، وليس أمامنا إلا ردم المصرف الزراعي حرصاً على كرامة الموتى



ومن جانبه أكد المهندس علاء أحمد فهمى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إهناسيا أنه تلقى أكثر من شكوى من أهالى القرى ، وخاطب المحافظة ، ووكيل وزارة الرى الذى أكد أن هذا المصرف لا يتبع وزارة الرى ولكنه تم تنفيذه بمعرقة هيئة التعمير والتنمية الزراعية ، فقمت بالمعاينة الفنية للمصرف الذى أتضح أنه به عيوب فنيه خطيرة حيث لا يوجد به (بداية ونهاية) ، فضلاً عن إنهيار أجزاء منه أدت لـ إنسداده وإحتجاز المياه فى جانب واحد ، وينتج عنهذا الإنسداد إرتفاع منسوب المياه فيتحول لـ فيضان لا يقف أمامه أى شيئ .



ويضيف رئيس المدينة : طلبنا من وكيل وزارة الري تعزيز معداتنا بـ حفار يساعدنا على تسليك المصرف حتى نمنع إحتجاز المياه فى جانب واحد ، ولكن مسئول الرى طلب مبلغ 13 ألف جنيه أولاً أُجرة الحفار ، ومع كل هذه المعاناة ومنذ الصباح الباكر يقوم نائبى محمد حبيشى بالإشراف على عملية شفط المياه وإعادة تمهيد مدخل القرية الذى أغرقته مياه المصرف ، ولكن كل هذه حلول مؤقته فالمصرف فى حاجة لعمل وصلة جديدة بتكلفة تتعدى الـ2 مليون جنيه .



وأكد محمد حبيشى نائب رئيس المدينة أند يشرف حالياُ على أعمال شفط المياه من الأراضى الزراعية وردم وإعادة تمهيد مدخل قرية سعيد يكن بأستخدام السن بعد أن أغرقته مياه المصرف بالكامل ، وتقوم معدات الوحدة المحلية بشفط المياه من الأراضى الزراعية ، مضيفاً: إستعنا بمعدات أخرى من مراكز (بنى سويف وببا وسمسطا) ، ولكن المشكلة فى حاجة إلى حلاً جذرياً لأن هذه الحلو مؤقته .



ومن ناحيته أكد المهندس أحمد شعبان وكيل وزارة الرى ببنى سويف أن هذا المصرف لايتبع الوزارة ، ولكنه تم تنفيذه بمعرفة هيئة التعمير والتنمية الزراعية وله إدارة خاصة فى هذه المنطقة تقوم على متابعته وصيانته أولاً بأول ، ولكن المصرف يوجد به بعض العيوب الفنية أهمها أن المصرف طوله 3.5كيلو متر تقريباً منها منطقة إنهيارية تقترب من الكيلو ، وهذه المنطقة تنهار تلقائياً بسبب طبيعة هذه المنطقة ، فضلاً عن قيام بعض الأهالى بالتعدى على جسور المصرف والزراعة فوقها مما يؤدى أيضاً لإنهيار جسور المصرف وإنسداده وتجمع المياه فى جانب واحد فيحدث الفيضان.



وعن المشكلة وطرق حلها أكد مسئول وزارة الرى بالمحافظة أننا إتفقنا اليوم مع مسئولى الوحدة المحلية بإهناسيا على إمدادهم بـ حفار لتسليك المصرف ، ولكن عناك حل جذرى لهذه المشكلة ، وقد تقدم معهد بحوث الصرف التابع لوزارة الزراعة بعمل أبحاث ودراسات لمعالجة المشكلة ، وتقدم بمذكرة تؤكد أن المنطقة الإنهيارية يمكن معالجتها ولكن بتكلفة تتعدى الـ2 مليون جنيه ، وعن مبلغ الـ13 ألف جنيه أكد شعبان أن هذه هى قوانين الوزارة ولوائحها المنظمة التى تنص على أن تتحمل الوحدة المحلية التكلفة التى حددتها اللائحة بـ13 ألف جنيه ، نظراً لعدم تبعية هذا المصرف لوزارة الرى .