في ذكرى وفاته.. جلال عامر أسطورة الكتابة الساخرة وعدو نظام "مبارك"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يحل اليوم الأحد الذكرى الخامسة على وفاة الكاتب الساخر الراحل جلال عامر، الذي وافته المنية يوم 12 فبراير عام 2012، ويعد الراحل واحدًا من أبرز الكتاب الساخرين خلال السنوات الماضية، حيث كان يطل علينا بمقال "تخاريف" المُخصص له بإحدى الصحف اليومية، وترك لنا في ظروف تشابهت مع كتابته الساخرة التي تعتمد على التداعي الحر للأفكار والتكثيف ومعاصرة الواقع.

من جانبها، قامت "الفجر" برصد أبرز مواقف الراحل في مختلف القضايا.

شارك بحرب أكتوبر
وُلد جلال عامر يوم 25 سبتمبر سنة 1952، وتخرج من الكلية الحربية وشارك في ثلاث حروب مصرية كان آخرها أكتوبر المجيدة عام 1973، وكان متزوج وله أربعة أبناء: رامي ورانيا وراجي وريهام.

كاتب من فلاسفة القانون
يعد عامر أحد أهم الكتاب الساخرين في مصر والعالم العربي، درس القانون في كلية الحقوق، ثم الفلسفة في كلية الآداب، بدأ عمله ككاتب صحفي في جريدة "القاهرة" التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية حيث أشرف على صفحة "مراسيل ومكاتيب للقراء".

عامر والسياسة
كان الساخر الراحل يؤمن بدولة القانون، ومن أشد المُعارضين للانتهاكات التي كانت يرتكبها نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وحكومات ما بعد الثورة وعبر عن غضبه بكلمات تحمل سخرية شديدة من المسئولين وقتها حين قال: "الحكمة قد تصلح لقيادة قبيلة لكن الأوطان تدار بالدساتير، الدستور هو أبو القانون لكننا لا نعرف أمه، يتحول الدستور في بعض البلاد من أبو القانون إلى أبو الفنون، ماتخافش.. ما دستور إلا بني آدم، أقترح في شم النسيم القادم أن نُلوّن الدستور".

أبرز المقولات  
"في بلادنا السياسة تحمى تجاوزات الأمن والأمن يحمى تجاوزات السياسة، لنحصل على المواطن الساندويتش المحصور بين السياسة والأمن"، كانت هذه إحدى المقولات التي أدلى بها الراحل جلال عامر واصفًا المعاناة التي يشهدها المواطن المصري بكتابة ساخرة، وله أكثر من 270 مقولة يسرد فيها الواقع التي تشهده مصر.

مهاجمته للشرطة  
كما انتقد عامر قمع الشرطة في عهد "مبارك"، لما كانت تنهجه من تعذيب المواطنين في الأقسام، وتحكم أمن الدولة في كل ما يقدم بوسائل الإعلام، واستمرار تطبيق قانون الطوارئ، بالإضافة إلى ظهور لواءات الداخلية في الفضائيات عقب إنهاء خدمتهم، وعبر عن ذلك قائلا:" في مصر تأخذ من دم الشعب ثمن نفاق حكامه، ونستورد من أمواله أدوات تعذيبه ويدفع هو رواتب جلاديه، في بلادنا السياسة تحمى تجاوزات الأمن والأمن يحمى تجاوزات السياسة، نحن ضد رفع قانون الطوارئ لأننا لو رفعنا عن مصر الطوارئ ممكن رجليها تبان".

ماذا قال عن غلاء الأسعار
كما استعرض الراحل عبارات رشيقة هموم الإنسان المصري وقدم تشريحًا دقيقًا للمجتمع من خلال انحيازه للفقراء ومُعترضًا من غلاء الأسعار قائلًا: "الأرزاق بيد الله والأسعار بيد الحكومة".

لما الهجوم على المرأة
كما دعم عامر الحرية الكاملة للمرأة وعارض كل من يتعامل معها على كونها كائن يمتص شهوة الرجل، ووجه الراحل العديد من التساؤلات  لمُهاجمي حرية المرأة قائلًا: "لماذا يتحدث هؤلاء عن حيض المرأة أكثر مما يتحدث أطباء النساء؟ ولماذا يتحدثون عن ملابس المرأة أكثر مما يتحدث مصممو الأزياء؟ مجيبًا أن النتيجة عن أطباء النفس".

تبرعوا بقرنية عيني
طالب الراحل جلال عامر في وصيته الأخيرة التبرع بقرنية عينه لمُصابي الثورة الذين فقدوا أعينهم.

المصريين بيموتوا بعض
وكانت آخر صورة التُقطت له أثناء مشاركته في مسيرة رأس التين بالإسكندرية التي تقع بالقرب من مسكنه، والتي شهدت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للمجلس العسكري، فلم يحتمل قلبه خلاف المصريين، وقال في آخر كلماته: "المصريين بيموتوا بعض".