هل سيسلك مقتدى الصدر طريق الإرهاب بعد أحداث بغداد؟.. خبراء: تغذية التوجه الطائفي

عربي ودولي

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر


تظل أعمال العنف هي السمة البارزة للدولة العراقية في هذا التوقيت، فبجانب ما يفعله تنظيم داعش، تندلع معركة أخرى بين التيار الصدري وبين الحكومة العراقية، التي ارتكبت البارحة خطأ فادحا ربما يكلفها معركة أخرى مع هذا التيار، وهو فض الاعتصام بالقوة التي نظمها أنصار مقتدى الصدر، والتي أدت إلى تصعيدات مختلفة، ربما ترقى في الأيام المقبلة إلى أعمال إرهاب وعنف من قبل هذا التيار.

استهداف المنطقة الخضراء بصواريخ
هذا ما أعلنت عنه قناة روسيا اليوم، في خبر عاجل لها، منذ قليل، حيث أكدت استهداف المنطقة الخضراء في بغداد بصواريخ كاتيوشا بعد صـدامات دامية، جرت أمس بين أبناء التيار الصدري الشيعي، وبين القوات الأمنية العراقية.

مناطق سقوط الصواريخ
وأكدت وسائل إعلام عراقية، إن الصواريخ التي هبطت في المنطقة الخضراء، أطلقت من حي البلديات وشارع فلسطين ذات الغالبية الشيعية من دون أن تحدد الجهة المسؤولة عن إطلاقها، حسبما أكدت خلية الإعلام الحربي في بغداد، فيما ذكر  مراسل كوردستان24 في بغداد آوات خير الله إن عددا من البعثات الدبلوماسية أطلقت صفارات الإنذار في المنطقة الخضراء، ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا، فيما سمع دوي أربعة انفجارات، مما دفع القوات الأمنية إغلاق عدد من الطرق وفرض إجراءات أمنية مشددة في العاصمة العراقية بغداد.

التيار الصدري ينفي تورطه
وعلى إثر ذلك تحولت أصابع الاتهام إلى التيار الصدري، وزعيمه مقتدى الصدر، على اعتبار أنهم المشاركون الأساسين والداعون لتلك المظاهرات، وبرغم ذلك نفى التيار الصدري صلته بالهجوم على المنطقة الخضراء تماما.

خلفية التصعيدات
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي يحتل مكانة كبرى في الشارع العراقي والتي تمكنه من التأثير القوي في تحريك الشارع العراقي، قد دعا قبل أيام إلى مظاهرات واعتصامات مليونية، للمطالبة بإلغاء مفوضية الانتخابات ومكافحة الفساد، وبالفعل تحرك الآلاف من أبناء هذا التيار ليشكلوا ضغطا قويا على الحكومة العراقية، لكن سرعان ما واجهتهم قوات الأمن بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى سقوط خمسة إلى سبعة أشخاص قتلى وجرح نحو 320 آخرين، حسبما أفادت مصادر مقربة من التيار الصدري.

تخوفات وتحذيرات
هذا ويعرب الكثير من المحللين والمراقبين عن خوفهم الشديد من أن تتحول تلك الاستفزازات إلى أعمال إرهابية يشنها التيار الصدري، بعد قيام القوات الأمنية العراقية بقتل خمسة من المتظاهرين، وإصابة العشرات، فيما جاء في اليوم التالي ردا على تلك الانتهاكات بقصف المنطقة الخضراء التي تبعد عنها عناصر داعش.

خلافات حاضرة 
ويعلّق الدكتور عمرو عبد المنعم المتخصص في فكر الجماعات الجهادية، بقوله إن ما يحدث في بغداد من تصعيدات بين التيار الصدري وبين الحكومة العراقية له جذور ترتبط بمدى حصول كل مكون في العراق على حكمه الذاتي بحيث يمكنه من أن يدير إقليمه كما يريد، خاصة المكون السني، وهو ما لا يريده المكون الشيعي على الإطلاق.

حكم فيدرالي يأباه المكون الشيعي
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك توجهات حالية في العراق للحكم الفيدرالي، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيعطي للمكون السني حقه في إدارة المناطق التي تخصه، إلا أن هذا الأمر لا يروق على الإطلاق للمكون الشيعي والتيار الصدري، وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع هذا الصدام.

تغذية التوجه الطائفي
وكشف عبد المنعم، أن هذا التوجه الطائفي تغذيه إيران وأوروبا والكثير من الدول التي لا يهمها على الإطلاق حل المشكلة العراقية، لافتا إلى أن هذا الأمر سيؤثر كثيرا على الحالة الأمنية في العراق، وسيعطي مجالا أقوى لتنظيم داعش، مذكرا أن التيار الصدري كان بينه وبين الحكومة العراقية توافقا قويا، إلا أنه يتلاشى في هذا التوقيت الحالي.

مواجهات مستقبلية
وعن تمدد المواجهات، أوضح المتخصص في فكر الجماعات الجهادية والإسلام السياسي، أن الصدام متواجد بالفعل ومن المحتمل إيجاد تصعيدات أكبر بين التيار الصدري وبين الحكومة العراقية في الأيام المقبلة، لا سيما مع استمرار الجمود الواقع بين الطرفين.

تعاظم المكونات الطائفية
من جانبه أكد اللواء رضا يعقوب، خبير الإرهاب الدولي، أن ما يحدث يرجع بالأساس إلى تعاظم المكونات الطائفية مثل التيار الصدري الشيعي، كما الحال مع داعش أيضا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد من أخطر ما حدث في العراق.

تجرأ المليشيات والتيارات 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تفكيك الجيش العراقي من أهم الأسباب التي أعطت مجالا كبيرا للمكونات الإرهابية، كما الحاصل الآن، لافتا إلى أن التيار الصدري في العراق من أكثر التيارات التي لها شعبية في الشارع العراقي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان.

هشاشة الوضع
ولفت إلى أن ما حدث يؤكد أيضا هشاشة الدولة العراقية، بعد سقوط الجيش العراقي الذي كونه الرئيس الراحل صدام حسين، والتي حلّت بدلا منه المليشيات والقوات الضعيفة، مما جعل هناك تجرأ على الدولة وعدم الانصياع لأوامرها.

تأثيرات مستقبلية
وعن المواجهات أوضح يعقوب، أن هذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات في الأيام المقبلة، حيث سيؤثر كثيرا على مزيد من الأوضاع في العراق، ومن الممكن أن يؤدي إلى صراع آخر يكون أطرافه شيعية خالصة.