نتانياهو يزور البيت الابيض لاختبار نوايا ترامب

العدو الصهيوني

نتنياهو - أرشيفية
نتنياهو - أرشيفية


يغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إسرائيل الاثنين، متوجها إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليطالبه بتنفيذ وعوده الانتخابية المؤيدة لإسرائيل وتحويلها إلى واقع سياسي.

وكان نتانياهو وحكومته التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، اعتبروا أن وصول ترامب إلى الرئاسة يشكل بداية مرحلة جديدة بعد ثماني سنوات من التوتر مع إدارة باراك أوباما حول المستوطنات وإيران.

لكن ترامب عمد منذ توليه السلطة إلى تخفيف دعمه لمواقف الحكومة الإسرائيلية حول الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن قام نتانياهو بتسريعها وفي مسألة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والذي تعهد به ترامب خلال حملته الانتخابية.

وبهذا يكون الرئيس الأمريكي بدد الآمال الكبيرة التي عقدها عليه لوبي المستوطنين والعناصر الأكثر تطرفا في الحكومة الإسرائيلية التي تدعو لضم الضفة الغربية بشكل جزئي، وهو موضوع حساس لم تطرحه أي حكومة إسرائيلية منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967.

وفي مقابلة نشرت الجمعة مع صحيفة "إسرائيل هايوم"، المجانية والمقربة من نتانياهو، أكد ترامب أنه يعتقد بأن التوسع الاستيطاني "ليس أمرا جيدا للسلام".

ومنذ 20 يناير وتنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء اكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، بالاضافة إلى إعلان إقامة مستوطنة جديدة للمرة الأولى منذ 20 عاما.

ويرى خبراء أن الرسالة الموجهة لإسرائيل وللكوادر اليمينية تقول إن ترامب لن ينصاع تماما لرغبات الحليف الإسرائيلي ويرغب بالاحتفاظ بخياراته للإشراف على اتفاق سلام.

ويقول مارك هيلر، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب لوكالة فرانس برس إنه "في واشنطن، سيقوم بنيامين نتانياهو باختبار هامش المناورة حول الاستيطان".

ويرى مايكل اورين، نائب الوزير المسؤول عن الدبلوماسية في مكتب نتانياهو أنه "منذ ثلاثة اسابيع، دونالد ترامب يتحدث بطريقة مختلفة، يجب التصرف بحذر".

ويبدو ذلك التصريح في إشارة إلى وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي اليميني القومي المتطرف، الذي دعا نتانياهو مرة أخرى الأحد إلى استغلال وصول ترامب إلى السلطة للتخلي تماما عن حل الدولتين و"عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية" لإبلاغ ترامب أنه لا يدعم قيام دولة فلسطينية.

بينما اعتبر مسؤول إسرائيلي كبير اشترط عدم الكشف عن اسمه أن "هذا النوع من التصريحات للوزراء قبل اللقاء الأربعاء لا يمكنها سوى تخريب علاقاتنا مع دونالد ترامب".

- إيران وحزب الله على جدول الأعمال-

وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتانياهو رد على بينيت الأحد في اجتماع مجلس الوزراء وأبلغه بأنه سيؤكد لترامب دعمه لحل الدولتين، منددا في ذات الوقت بعدم رغبة الفلسطينيين في التفاوض.

وقال مايكل اورين إن "يتوجب على بنيامين ناتنياهو تقديم حل الدولتين كرؤية، ورسم اتفاقيات انتقالية مقبولة معلقة لدى الفلسطينيين".

وفيما يتعلق بتعهد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، اشار مارك هيلر وغالبية المعلقين الى ان الامر "هامشي، بحيث ان هذا الوعد لديه فرصة قليلة للتحقق".

وفي المقابل، يستطيع نتانياهو ان يشدد على موضوع ايران، التي يعتبرها العدو اللدود للدولة العبرية.

وقاد نتانياهو حملة قاسية ضد اتفاق حول النووي الايراني تم التوصل إليه في فيينا في يوليو 2015 بين طهران والقوى الكبرى يهدف إلى ضمان الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، واصفا الاتفاق أنه "خطأ تاريخي".

وكان ترامب أكد خلال حملته الانتخابية أن الاتفاق النووي كان "أحد أسوأ الاتفاقات".

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن "الملف النووي ليس الدافع الوحيد للقلق فيما يتعلق بإيران. نتانياهو سيوضح للرئيس الأمريكي أن على الولايات المتحدة العمل لمنع وجود عسكري دائم لإيران في سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية الأمر الذي يشكل تهديدا استراتيجيا".

وكان وزير النقل إسرائيل كاتس أكد أن إيران هي "الموضوع الرئيسي" مشيرا إلى أنه "عبر التواجد بشكل دائم في سوريا مع دعم حزب الله، فإن إيران تريد إنشاء محور اقليمي يربط أراضيها بلبنان ويمر بالعراق وسوريا، الأمر الذي لا يمكن إلا أن يهدد أمن إسرائيل".