العلاج بالمضادات الحيوية قد يكون بديلاً محتملاً عن جراحة الزائدة الدودية !

الفجر الطبي

التهاب الزائدة الدودية
التهاب الزائدة الدودية


توصلت دراسة تحليلية جديدة إلى أن علاج التهاب الزائدة الدودية appendicitis بالمضادات الحيوية قد يكون خياراً جيداً وآمناً لدى العديد من الأطفال، ويجنبهم إجراء العملية الجراحية.

فلدى مراجعة 10 دراسات اشتملت على أكثر من 400 مريضاً شاباً، وجد الباحثون بأن العلاج المُحافظ (غير الجراحي) للزائدة الدودية الملتهبة يبدو فعالاً بشكل عام، إلا أن الحالات تعود للنكس عند 14 في المائة من المرضى. ولكن الباحثين أكّدوا الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات حول الأمر قبل الوصول إلى استنتاجات نهائية.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور نيجل هول، الأستاذ المساعد بقسم جراحة الأطفال بمستشفى جامعة ساوثامبتون البريطانية: "قد يصبح من الممكن مستقبلاً علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد بواسطة المضادات الحيوية وتجنب اللجوء إلى الجراحة، شريطة أن تكون الحالة غير مترافقة باختلاطات".

ويُضيف: "في الوقت الحالي لا يمكننا تعميم نتائج الدراسة على كافة المرضى، وينبغي أن يبقى هذا الخيار العلاجي محصوراً ضمن حالات مدروسة بعناية ولأهداف بحثية فقط، وذلك لأننا بحاجة إلى تقييم فعالية العلاج غير الجراحي لدى أعداد أكبر من المرضى، وإجراء مقارنات أكثر تفصيلاً بين الطريقة الجراحية والدوائية في علاج التهاب الزائدة الدودية، وبالتالي فهم إيجابيات وسلبيات كل منهما".

وبحسب معدي الدراسة، فإن الطريقة الجراحية تُعد حالياً الخط العلاجي الأول لالتهاب الزائدة الدودية. والزائدة الدودية appendix هي عضو يأخذ شكل كيس صغير يتوضع في نهاية الأمعاء الغليظة. ويمكن لالتهاب الزائدة الدودية أن يحدث في أي عمر، إلا أنه أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10-20 سنة.

وبحسب إحصائيات المعهد الأمريكي الوطني للأمراض الهضمية والكلوية والسكري، فإن التهاب الزائدة الدودية هو السبب الأكثر شيوعاً للألم البطني الحاد الذي يستلزم الجراحة، وأن أكثر من 5 في المائة من الأمريكيين يعانون من التهاب الزائدة الدودية في مرحلة ما من مراحل حياتهم. وتشمل أعراض التهاب الزائدة الدودية على الحمى والغثيان/الإقياء والإيلام الشديد في البطن.

وعلى الرغم من أن تمزق الزائدة الدودية هو اختلاط نادر إلا أنه مهدد للحياة، وذلك بسبب البكتريا الخطيرة التي تتحرر في البطن نتيجة ذلك.

قام فريق البحث بتحليل بيانات دراسات مختلفة حول استخدام المضادات الحيوية بمفردها لعلاج حالات غير معقدة من التهاب الزائدة الدودية عند 413 طفلاً، وذلك على الرغم من أن الدراسات كانت متباينة في تصميمها ولم تقارن بين نفس المتغيرات أو العوامل.

وبعد متابعة المرضى لفترات تراوحت بين شهرين إلى 48 شهراً، وجد الباحثون بأن العلاج الدوائي حافظ على فعاليته لدى 79 في المائة من الأطفال، في حين أن النكس حدث عند 14 في المائة منهم. ولكن لم تُسجل أية اختلاطات خطيرة بسبب العلاج غير الدوائي.

وقد كان بحث سابق جرى نشره في شهر آذار من عام 2016 أظهر أن ما نسبته 8 في المائة من مرضى التهاب الزائدة الدودية المعالجين بالمضادات الحيوية بشكل بدئي احتاجوا لإجراء الجراحة بعد شهر من ذلك، في حين أن 23 في المائة من المرضى أُصيبوا بعد 12 شهراً من ذلك.

ويؤكد هول على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات للمقارنة بين الحل الدوائي والحل الجراحي لالتهاب الزائدة الدودية، منوهاً إلى أن دراسته لا تعدو عن كونها نقطة بداية لذلك.